للرَّبعِ رائحة القَرَنْفُلِ
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
للرَّبعِ رائحة القَرَنْفُلِ يا سليكُ، فلا تقل لي: أين ولّى الشنفرى؟
فالأزد تعرف أنه في البيد يطلب رأسها... والثأر يغلي في دمه
وأنا ارتجلت مسافتي في البيد أبحث عن لهاث الهاربين، وأقتفي آثارهم
وقد استباحوا حيَّ أحبابي وفرُّوا ، لم يكن لزجاج سياراتهم سترُ
ياقاتهم في كفِّ خولةَ قبل أن تتقهقرا
أو تقهرا
فقد امتطت أشواقها، ومضت تطارد جمعهم
والنصل في أحشائها يدمي الفؤاد ويحتسي صَرَخَاتِها الحرَّى
ورصاصُهم ملأ الأزقة يابن سُلكةَ والذرا؟
فمن الذين تسللوا للحي ليلا يا ترى!!
وأنا على تلك التلال أصد قطعان الذئابِ
وأحتسي فنجان صبري في قلقْ
والليل منساب على حد الأفقْ
بعد اجتماعٍ عند عروة في المساءْ
قد كان عروةُ حينها يبكي ولم أعهدْه يوما باكياِ
· ماذا دهاك؟!
وحنينُ ناقتِه على مدِّ المدى متحشرجٌ
وكأنَّها غصت من الماء القراح
ما عاد عروة وردةُ الصحراء، فارسَها الأثير
فالقصر أوسع من فضاء البيد يا بنة منذرٍ
فيه الحسان الفاتناتُ الناعماتْ
والحِليُ والأقراط أنست فارسَ الصحراءِ أوقاتَ السّرى
والغيد تحترف اللغاتْ
ولها رشاقة نحلةٍ، ودلالُ ظبيٍ بين أجنحةِ القصورِ
وأنت تحترفين تجفيف القديد على الأثافي
والقصرُ أرحب من فضاء البيدِ في لفحِ الهجيرْ
ما عاد عروةُ يمتطي أفراسَه ليلا.
باع الجزور وأبدل الخيلا
وسيوفَه ورماحَهُ وقسيَّه ونبالَه..
والسهلَ والتلا
(لن ينجدَ الملهوف بعد اليوم أو يقري الضيوف)
ومضى لتغسلَ جسمَه الشقراءُ من وسخ الدماءْ
وتزيلَ عن أسماله التاريخ بالكافور والحناءْ
ما ظلَّ عروة من عرفنا قاهر الفرسان في قمم السوافي..
كان يبكي عند فاتنةٍ من الرومان تهوى أن تسافرَ،
كي تهدهد لاعج الأشواق من وجع المنافي...
كلُّ الذين بكوا على عتبات خيمته ليطعمهم،
سيلتحفون أسمالَ الضياعِ
فلترحمنِّي لا تقل لي أين ولى الشنفرى؟
فالأزدُ تعرف أنه في البيدِ موتورٌ وواترْ؛
فمن الذين تسللوا للحيّ ليلا ...
وسبَوا لبابة ثم ليلى...؟
وأنا وراء التل ملتحفٌ بشوك الأرض في لفح الصراعِ