مرمرة

م. محمود الرنتيسي

م. محمود سمير الرنتيسي

[email protected]

(1)

من فوق مرمرة الأسيرة

وعلى خطى الليل الكسيرة

"صهيونُ حاصر لا تحاصرْ"

قد قالها "عباسُ ناصرْ"

من فوق مرمرة الأسيرة

وعلى خطى الليل الكسيرة

وأذاعها في كل عزٍّ عبر أفواه الجزيرة

لا ليس لي شرفٌ بلقيا مجرمٍ دنسٍ غشومٍ لم أجد يوما نظيرهْ

لم أخش في يوم نذيره

وفي رسالته الأخيرة...

بدأ الهجومُ من الكوماندو عند فوهة الزجاجةْ

والبحر يهذي عكّر البغي مزاجهْ

قد ضج في وجه البغاة  وودَّ لو يبدي أجاجهْ

ليس للعدوان حاجة !

من سيذبح مسعفا جاء مشتملا سراجهْ

إنه الإرهاب يا دعوى السذاجةْ

إنه القمع الحقودُ ولم يجد في البر من دمنا هناك فأكمل الباغي فجاجهْ.

(2)

أسقط النذل إهابه

ومضى يطلق في البحر ذئابه!

لم يسمع الناسُ عن ذئاب البحر إلا من صهاينة الكآبةْ

والناس ضجوا يسألون ولا غرابةْ

عن حال رائدهم

عن صوت قائدهمْ

أين الردود وأين أصواتُ الإجابة؟

ردوا علينا ما مصير الشيخ في بحر الدماء وما أصابه؟

هل نفذ الإجرام ما يبغي وأكمل الغدر نصابهْ؟

أترى تجرأت الذئاب وأوغلت تلك العصابة؟

حتى إذا جاءت "حنينُ" وأعلنت خبر الإصابة

الشيخ حيٌ والبطولة لم تزل ْ وقادةً تجري وتركض في العروق بلا رتابة

أفنى الجنود رصاصهم ْ .. والشيخ أفنى فرية الجند المهابةْ

لم يبق ميدانٌ من القدسِ إلى الأقصى إلى بحر التضامن إلا واجه الشيخ العناد ولم يزل حتى أذابهْ.

أما حنين فلا تسل عنها فموقفها كشمس ٍ لا تغطيه سحابةْ.

يمضي مئاتٌ من تماثيلِ الرجالِ ولا يساوون ذؤابة.

ركبت حنين البحر خرقا للحصارِ وخرّق الصنم ركابه!

(3)

أما الأباة هنا الحديث لأجلهمْ

وعلى فمي تنساب كلماتٌ على أخواتها بالمدح في ركب الشجاعةْ

نِعمَ الرجال ونعم ما حملت قلوبٌ واليقين هو البضاعةْ

رجل من الأتراك لا يرضى النعيم وأهله في أرض غزة في شعابٍ للمجاعةْ

قد جاء محتملا طباعه

فالعز والإيمان والإجلال والشرف المصون حواه في زمن الرضاعةْ

في "دافوس" الرجل العظيم يشد في عزمٍ شراعهْ

لم يستطع أحدٌ من الدنيا خداعهْ

فبدا كعملاقٍ يهز الشر مجتثا نخاعهْ

وعلى اليمينِ على الشمالِ تساقطوا

بل شيع الغدر ضباعه!

ما زال محتملا طباعه

ما زال في درب الصعود يقود تتبعه البراعةْ

ما زال في درب الصمود يحنُّ للثقة المضاعة. 

 (4)

احمل حسامك واقتحم تلك المغارةْ

وافتح حصون الشر لا تخش الإغارةْ

في سلم المجد العتيق صعدت في أبهى مهارةْ

ومن دماك بذلت كي تحيي نهاره

يا نسل هاتيك النضارة

يا غصن أشجار المفاخر والحضارةْ

أملي قريبا أن تعود بكم وبالأبرار أيام الجسارةْ

ونعيد للعز ازدهارهْ

طوبى لكل مواجهٍ للظلم لا يخشى حصارَه

طوبى لكل مجاهد في الفلك قد أمضى قرارَهْ

طوبى لكل مرابطٍ في الشاطئ الميمون قد أعلى منارَهْ .