أبطال جنين وغزة
خالد
البيطار
"توغلت إسرائيلُ بمخيم جنين، وعاثت فيه خراباً وتدميراً وقتلاً، لم يراعوا حرمة
لبيت، ولا احترموا شيخاً ولا امرأة، وخرقوا الجدران وحطّموا النوافذ..
وصبرَ أهلُ جنين على الظلم والطغيان ولم ينجدهم أحد..
واليوم تستبيح إسرائيل غزة وتفعل فيها كما فعلت في جنين.."
هـذي جـنـيـنُ منازلٌ تتهدَّمُ
جـثـثٌ وأشـلاءٌ يُكفّنُها الدمُ
دُفـنت هناك وليسَ من قبرٍ لها
* * *
كـانـت هناك منازلٌ ومدارسٌ
كـانـوا هنا: أمٌّ تلاعب طفلَها
ورضـيـعةٌ تغفو، وطفلٌ غافلٌ
عَجَنوا الترابَ بلحمهم ودمائهم
وغـدا مناراً هادياً بل صارخاً:
تحتَ السلاسلِ مزّقوا أجسادَ مَنْ
* * *
أنـقـاضُ منزلهم أمامَ عيونهم
هـذا فـراشٌ في التراب معفّرٌ
هـذي الثيابُ تمزّقتْ وتفرقت
والـراجماتُ الزاحفاتُ تكاثرتْ
* * *
وتـشـبثَ الأبطالُ من أبنائها
لم يجبنوا لم يرهبوا لم يرجعوا
مُـنِـعوا السلاحَ فقاتلوا بأكفهم
مُنِعوا من التجوال وسط بيوتهم
إن الـنـوافـذ لم تعد تحميهم
حُـرِموا الطعامَ فلم ينالوا كِسرةً
حُـرموا المياهَ فلم ينالوا قطرةً
الأرضُ أرضهم يجوسُ عدوّهم
العِرضُ عِرضهم فكيف تلومهم
سـلبوهم القدس المقدّس جهرةً
واليوم في أرض البطولة والفدا
* * *
حـقـدٌ يهوديٌّ يفيض خساسةً
إن الـجـهادَ هو السبيلُ لعِزّنا
لا تـعجبوا إن طالَ رتعُ عدوّنافـوق الـرؤوس وكـلنا يتنعّمُ
دُفـنـتْ وما صلى عليها مسلمُ
لا قـبـرَ إلا الـمنزلُ المتهدّم
* * *
ومـسـاجـدٌ وكـنائسٌ ومخيم
تـحـنو عليه بصدرها وتتمتم
يـلـهـو بدميته، وطفلٌ يرسم
فزكا الترابُ وصارَ مسكاً يزكُم
يـا قـوم هبّوا واثأروا وتقدّموا
قـد كـان مـيتاً أو جريحاً يألم
* * *
مـتـراكـمٌ مـتـناثرٌ متكوم:
ومـمـزقٌ، هذا السريرُ مهشّم
هـذي الـستائر حطمت والسلم
والـطـائراتُ القاصفاتُ الحوَّمُ
* * *
بالأرضِ والقصفُ المريعُ يدمدم
لم يُحجِموا لم يحزنوا لم يندموا
وأكـفـهم صارتْ سيوفاً تَقصِمُ
فـعـدوّهـم عبر النوافذ يرجُم
أبـداً ولا الجدران باتت تعصم
ويـكـاد جيرانٌ لهم أن يُتخَموا
والـمـاءُ أيسرُ ما ينال المُعدم
فيها فكيفَ تريدهم أن يُحجِموا؟!
إن فجّروا أو دمّروا أو حطّموا
والـصـخرةُ الشماءُ كادت تثلم
فـي أرض غزة يستبد المجرم
* * *
لـكـنـه مـهما عتا فسيُقصَم
إن الـجهادَ هو الطريقُ الأحكمُ
لـن يَـهـزمَ الأعداءَ إلا مسلمُ