جَلُّ الفُلِّ
عبد القادر الأسود
تحيَّة لمدينة زحلة
واعِدي ..والعمرُ نهلهْ
مِن لمَى غِزلان ( زحلهْ )
ناعِمَاتٌ عاطراتٌ
مسفِراتٌ عن أَهِلَّهْ
ساحراتُ الطرف مَن ذا
بالدُّجا شَبَّهَ كُحْلَهْ ؟!
ما أَرَشْنَ الهُدْبَ إلاّ
خَرَّ أهلُ العِشقِ جُمْلَهْ
ما علينا إن عَشِقنا؟
فالهوى فينا جِبِلَّهْ
جَلَّ وجهُ الحسنِ إنّي
لهُ عَبْدٌ ..ما أجَلَّهْ!
صادني يا ( زَحْلُ ) رِئْمٌ
وادِعٌ أَحبَبتُ نُبْلَهْ
أَهْيفٌ يَزهو بلَحظٍ
تَرْهبُ الآسادُ نَبْلَهْ
عَبِقٌ بِالطَلِّ صَدري
يَتَشَهَّى الوردُ طَلَّهْ
وهي جَلُّ الفُلِّ غشَّى
بِشَذاهُ الروضَ كُلَّهْ
طَفْلَةُ النَّهْدَينِ أَرْبى
فيهِما البارئُ فُلَّهْ
فوقَ بُستانِ الأماني
ما اجتنى ( هاروتُ ) مِثْلَهْ
قُمْ بِنا ، يا صاحِ ، نجْلُ
كأسَنا والشمْسُ طِفْلَهْ
لا تَلَذُّ الراحُ إنْ لم
تُطْفِئِ الراحَ بِقُبْلَهْ
بِنْتُ كَرْمٍ لو تَراءَتْ
بسَناها للمُدَلَّهْ
لابْتَغى رَشْفةَ فيها
ناسياً يا صاحِ أَهلَهْ
هاتِها يا ( جانُ )عَلاًّ
لا تَكِلْني للتَعِلَّهْ
قَهْوةً إما عَلاها
الماءُ تَشفي كلَّ عِلَّهْ
في بَياضِ الثَلج تَزْهو
قد كساها الفجرُ حُلَّهْ
شَرْبُها الصِيدُ النَشامى
والغَطاريفُ الأَجِلَّهْ
مَن سَقى ( البَرْدونَ ) منها
في ظلامِ الليلِ نَهْلَهْ
عَرْبَدَ الوادي فأحيى
بالنَدى الهَتّانِ سهْلَهْ
فالمَدى أمْواجُ زَهْرٍ
والنَدى أَبْراجُ غَلَّهْ
(جارةَ الوادي) وإنِّي
كأَميرِ الشِعرِ قِبْلَهْ
قِبْلَةُ العُشَّاقِ حُسْنٌ
والهوى دِينٌ ومِلَّهْ
* * *
أتْرِعي يا ( زَحْلُ )كأسي
مِن حُميَّاكِ المُدِلَّهْ
واعْذُري ، إمّا يَراعي
قد أتى يوماً بِزَلَّهْ
أنتِ أُمُّ الشِعرِ تَمْحو
ما اقْتَرَفْناهُ بِغَفْلَهْ
واحضُنيني طَيرَ حُبٍّ
فَطُيورُ الحُبِّ قِلَهْ
أنا يا أُمَّ القوافي
طيْرُكِ الصَبُّ المُوَلَّهْ