عرسٌ بغزّة
01آذار2008
د. ياسر الدرويش
د. ياسر الدرويش
عـانـقـتُ فيكَ قَداسةَ يـا باسماً والموتُ حَولَكَ ضَاربٌ فـي كـلِّ شِبْرٍ من تُرابِكَ قَطرةٌ يـا وَيـحَ غَزّةَ والكلابُ تَنُوشُها وقفتْ بوجهِ الموتِ تَلتَهِمُ الحَصَى مـقطوعةَ الرِّجلينِ تَسحَبُ قَيدَها وعـلى الترابِ مَحاجرٌ ومَعاصمٌ مـا تَـنفَعُ العُرْبَ الكِرامَ كَرامةٌ يـا غَـزّةَ الأحرارِ قَلبِي فِي يَدِي قـابلتُ جُرحَكِ بالدّعاءِ وليسَ لِي أنـا إن نَطَقتُ ففي حُروفِي لَكْنةٌ أنـا إن وَقَـفتُ أمام جُرحٍ فاغرٍ مـاذا يـقولُ المُترَفُونَ بشِعرِهم؟ عـجـبـاً! أيُفتِي قاعدٌ لِمُجاهدٍ؟ وعُـراةُ غَـزّةَ في طريقِ فَنائهم مَرْحَى لكم يا عُرْبُ، هذا جُهدُكُم حـاصرتموها، وانتهكتم عِرْضَها وحـدودُهـا مَـحروسةٌ بِجُنُودِكم أجـهـضتُمُ الأزهارَ في أكمامِها نـاصـرتُـمُ العُدوانَ في عُدوانِه يـا أيُّـها الأحزابُ مُوتوا حَسرةً مـن تَحتِ غَرْقَدِهِم سَيَنْبُتُ نَخلُنا مـن سُورةِ النّورِ استَنارَ طريقُنا وغداً على حوضِ الحَبيبِ وُرودُنا مـن بـاعَ دُنـيـاهُ لِيَشرِيَ جَنّةً | الشُّهداءِيـا مُـنصِفَ الموتى من بِـجُـنُـودِه وبـنـادقِ العُملاءِ مـن دمِّ طـفلٍ، أو عَفافِ نِساءِ مـن بَـرِّهـا والبحرِ والأجواءِ مَـسـمُـولـةَ العَينَينِ والأثداءِ فـعلى الصُّخورِ الصُّمِّ رَجعُ نداءِ وعـلـى ثراها رُوحُ ألفِ فِدائي لـو كـان فـي وجـهٍ بقيّةُ ماءِ وعـلـى جَـبـينِي ذِلّةُ استحياءِ مـن عـندِ ربّي غيرُ سَهمِ دُعاءِ وعـلـى قَـوافِيَّ المريضةِ دائي فـي صدرِ طفلٍ ما مَلَكتُ بُكائي مـاذا سـتُـنجِبُ أمّةُ الشّعراءِ؟ مـاذا سـتـنـفعُ هيئةُ الإفتاء؟ والـكـلُّ يَشهَدُ وَصمةَ الإمضاءِ مَـرْحَـى لـكـم يا أمّة الشُّرفاءِ جَـوَّعْـتُـمُ الأطفالَ في الأقْباءِ فـعـلى حُدودِ الموتِ ألفُ لِواءِ حاصرتُمُ الصّحراءَ في الصّحراءِ أمـدَدْتُـمُ الـجُـبـناءِ بالجُبناءِ فـأنِـيـنُ غَـزّةَ من أذانِ قُباءِ وخُـيـولُـنا من سُورةِ الإسراءِ ونُـفـوسُـنا سَجَدَت بغارِ حِراءِ لـن تَـظـفروا منه بشَرْبةِ ماءِ فـجَـميعُ ما جَمَعوهُ مَحضُ هَباءِ | الأحياءِ