رحيل

محمد أهواري

محمد أهواري -المغرب

ahouari@aladabia.net

سرت  وحيدا

في طريق من ارتحلوا

والرذاذ

القابع

على زجاج نافدتي

لم ينعم

بعد

بدفء التراب

والعشب

عند شروق

مستعاد

سرت

وها أنت تبسط

بيني

وبين الأفق الأحمر

الماجن

مسافة

من ثلج

يذوب

سفرا.. سفرا

في آخر نخب

قبل الرحيل

يمر يوم

أو يكاد يمر

على ارتحالك

على  اختفاءك الموجع

خلف خيوط الفجر

آه لو رفعني

كلف العيون المرملة

منزلة

أسير على درب البصيرة

يوما واحدا

يمتد بحجم السنين

 

 

 

سلام عليك

يا مساء الحسن

والكشف

عن أصوات تختفي                              

بين شجر

وحجر

وخمائل صاخبة

لا تنتهي

تعرج

على بساط

قزحي

دون أن تعود

مع طيور الغروب

سرت وحيدا

على هدي خطاهم

على هدي وشم

بليغ

ينحت أحلاما

على الطريق

على القلب

سرت

كما ساروا

خلف غبار فاتر

ولا

من يراكم

ترحلون

خذ

 كل السحب

وأكوام الضباب

الكثيف

وارحل بعيدا

بعيدا

كما القمر

لأراك تولد

وتموت

في آن واحد

كما الأفق

الفاصل

 بين آيات الغسق

وبين منابع الضياء

كن بعيدا

كن أفقا سحيقا

ممتدا

من غيهب الروح

إلى أقصى الكون

آه على أفق

يروي العيون

من راح يتدفق

في احمرار

مائج

وأروع ما في الأفق

أنه دائما بعيد

              

*عضو هيأة تحرير جريدة "طنجة الأدبية" ورئيس تحرير

النسخة الإنجليزية للجريدة نفسها

www.aladabia.net