في الذكرى الثانية والستين للنكبة
يَمُرُّ اللَّيْلُ لاَ يَلْوِي عَلَيا
في الذكرى الثانية والستين للنكبة
قَاوِمْ بِاسْمِ رَبِّك..
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]يَـمُـرُّ الـلَّيْلُ لاَ يَلْوِي عَلَيا
وَإِنْ طَالَ الظَّلاَمُ فَفَجْرُ قَلْبِي
رِضَـاءُ الـلَّهِ نَضَّرَهُ فَوَلَّى
وَمَـا نَالَتْ مِنَ الْعَزْمِ اللَّيَالِي
وَإِنْ شَادُوا لَنَا جُدُرًا وَصَانُوا
وَإِنْ نَقَضُوا الْعُهُودَ لَنَا وَخَانُوا
وَإِنْ حَـفُّـوا الْمَوَائِدَ كُلَّ يَوْمٍ
وَإِنْ رَحَـلَ الْحَيَاءُ بِغَيْرِ عَوْدٍ
إِذَا الْحَقُّ انْجَلَى فَالْحَقُّ يَدْرِي
أَذَلَّ النَّاسَ مِنْ صَلَفٍ وَأَحْنَى
وَيَحْلُمُ بِالْفَرَاعِنِ لَيْتَ شِعْرِي
فَـمَـا أَغْنَاهُ ظُلْمٌ وَاعْتِسَافٌ
* * *
وَإِنْ طَـالَ الظَّلاَمُ فَنُورُ رَبِّي
وَحَاشَا أَنْ يَضِلَّ خَلِيلُ صِدْقٍ
فَـقَـاوِمْ بِاسْمِ رَبِّكَ تُمَّ أَظْهِرْ
وَقَـاوِمْ بـاسْمِ رَبِّكَ لَيْلَ ذُلٍّ
فَـإِنَّ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى سِراجٌ
وَكُلُّ ثَرًى يُضِيءُ بِهِ وَيُغْسِي
أَنُـخْـمِـدُهُ بِأَيْدِينَا؟! لَعَمْرِي
وَإِلاَّ نَـحْـمِـهِ فَـاللَّيْلُ عَادٍ
فَـقَاوِمْ بِاسْمِ رَبِّكَ عَلَّ فَجْرًاوَيُـشْـرِقُ خَافِقِي حُرًّا أَبيَّا
يُـضِـيءُ بِنُورِهِ الدُّنْيَا حَفِيَّا
ظَـلاَمُ الـلَّيْلِ مُنْهَزِمًا قَصِيَّا
وَإِنْ صَـالَ الظَّلُومُ بِهَا عَتِيَّا
بِـهَـا دُوَلاً لَبسْنَ الْغَدْرَ زِيَّا
وَإِنْ حَفِظُوا عُهُودَ الظُّلْمِ غَيَّا
وَفَـاوَضَ غِرُّهُمْ نَجِسًا دَنِيَّا!
وَغَـادَرَ عَـنْـهُمُ مَاءَ الْمُحَيَّا
أَخَـا صِـدْقٍ، وَخَوَّانًا شَقِيَّا!
لِـبَـاغٍ رَأْسَـهُ تَـعِسًا غَبِيَّا
وَهَلْ أَبْقَى مِنَ الْفِرْعَوْنِ شَيَّا
وَلَـمْ يَـكُ مَـجْـدُهُ إِلاَّ فَرِيَّا
* * *
يُضِيءُ لِمَنْ مَشَى مَشْيًا سَوِيَّا
أَبَـى إِلاَّ الْـجِـهَادَ لَهُ مَطِيَّا
حَـمَـاسَكَ يَمْلَأُ الدُّنْيَا دَوِيَّا!
أَنَـاخَ بِـكَلْكَلٍ وَأَبَى الْمُضِيَّا
يُـنِيرُ الأَرْضَ مُؤْتَلِقًا وَضِيَّا
إِذَا مَـا الـنُّورُ كَانَ بِهِ خَبِيَّا
لَإِنْ هُـوَ قَدْ خَبَا ضِعْنَا سَوِيَّا!
وَمَـا كَـالـظُّلْمِ لَيْلاً سَرْمَدِيَّا
قَـرِيـبًـا يَغْمُرُ الدُّنْيَا جَلِيَّا!