يَا فُؤَادِي
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
يـا فُـؤَادًا يَـتـنـزَّى أَلَـمًـا
لَـوْ شَـهِـدْتَ الصُّبْحَ في إبَّانهِ
يـا فـؤادًا عاهَدَ الماضي سُدًى
وسَـنَـاءً بَـانَ يَـوْمًا واختفى
مِـثْـلَـمَا الشمسُ إذا ما غَرَبَتْ
إنَّـمَـا كـان المُنَى واستَوْحَشَتْ
* * *
يـا ضِـيَا الأمسِ أما آنَ الضِّيا
حَـجَـبَـتْـهَا اليومَ عَنَّا سُحُبٌ
فـمَـتَى النورُ؟ متى نحيى به؟
فِـطْـرَةُ اللهِ ضِـيَـاءٌ والورى
عَـذَّبُـونـا بـهَـوَاهُمْ، كَدَّرُوا
ونَـسُـوا اللهَ فـمـا يُرْجَى لَهُمْ
جَـعَـلُـوا حَـادِيَـهُـمْ أَنْفُسَهُمْ
مـا لَـهُـمْ؟ كيف يُقيمونَ النُّهَى
أم يَـظُـنـونَ النُّهَى حِكْرًا لَهُمْ
أم سَـبَـاهُـمْ ظَنُّهُمْ فاسْتَأْسَرُوا
ظَـلَـمُـوهَـا بـنُفُوسٍ زَيَّنَتْ
يا لِقَوْمِي كيف ضاعوا في الورى
ظَـلَـمُـوا أَنْـفُـسَهُمْ ظُلْمًا فَمَا
فـإلامَ الـظـلـمُ يَـعْـلُو كُلَّمَا
* * *
يـا فـؤادًا يَـتَـنَـزَّى ألـمًـا
ورأيـتَ الناسَ كيف اسْتُدْرِجُوا
واسْـتَـجَـارُوا بـظَـلُومٍ غَفْلَةً
أيَّ شَـأْوٍ بَـلَـغُـوا إلاَّ الأسى
ونَـسُـوا اللهَ فـمـا يُرْجَى لَهُمْ
إنَّـمـا الـحُـرُّ كَـريـمٌ ما لَهُ
لـيـس يـرضى أبدًا ضَيْمًا ولا
عَـالِـيَ الـهِـمَّـةِ شَهْمًا رَاضِيًا
مـا لـه مِـن غَـفْـلَةٍ عن قلبهِ
لـيـتَ لـي رُشْدًا فيُحْيِي هِمَّتِي
يـا فـؤادًا يـتَـنَـزَّى ألـمًـا
لَـوْ شَـهِـدْتَ الصُّبْحَ في إِبَّانِهِعَـادَهُ الـوَجْـدُ عَـتِـيًّـا فهَمَا
لَـعَـلِـمْـتَ الَّليْلُ كيفَ استَسلَمَا
لـم يَـكُـنْ عَـهْـدُكَ إلاَّ كَـلِمَا
لـم يَـكُـنْ مَـعـنـاهُ إلاَّ حُلُمَا
لـم يَـبِـنْ ليلاً ضِيَاهَا في السَّما
بَـعْـدَهُ الأيَّـامُ لـمَّـا أظـلَـمَا
* * *
فـي سَـمَـاءٍ أظلَمَتْ حُزْنًا أَمَا!
كُـلُّـنَـا في حُضْنِها اليومَ ارتَمى
قـد سَـئِـمْـنَا الليلَ دومًا مُظلِما
طَـمَـسُوها، وَيْحَهُمْ شَاءُوا العَمَى
كُـلَّ صَفْوٍ، واصْطَفَوْا مَنْ أَجْرَمَا
سَـبَـبٌ لـلرُّشْدِ، وازْدَادُوا ظَمَا
فـأَبَـتْ إلاَّ هَـوَانًـا مُـعْـتِما
لِـهَـوَاهُـمْ مَـظْهَرًا أو مَغْنَمَا؟!
لا ورَبِّـي ما دَرَوْا عِلْمًا وما ...
لِـعُـقُـولٍ دَأْبُـهَـا أن تُـسْقِمَا
لَـهُـمُ الـكِـبْـرَ، فَزَادَتْ سَقَمَا
صُـوَرًا مَـنْـسِـيَّةً مِثْلَ الدُّمَى
وَجَـدُوا مـا وَعَـدَتْ كَـلاَّ وَمَا
أَبَـتِ الـنَّـفْـسُ هَـوَانًا كُلَّمَا!
* * *
قـد رأيـتَ الشرَّ كيف اضْطَرَما
لِـضَـيَـاعٍ لـم يَـزَلْ مُسْتَحْكِما
غَـاشِـمٍ يُـغْـرِي دِمَـاءً بالدِّمَا
وافُـؤَادِي! واتَّـقَـوْا مُـحْـتَكِما
سَـبَـبٌ لـلـخير، واقَلبِي! فَمَا
غـيـرُ رَبِّ الـكونِ عَدْلاً حَكَمَا
يَـرْتَـضِـي ذُلاًّ ويـحيى مُكْرَمَا
بـقَـضَـاءِ اللهِ دَوْمًـا مُـقْـدِمَا
إنَّـمَـا الـقـلبُ لِذِي قَلْبٍ حِمَى
لَـيْـتَ قـلـبي للمَعَالِي قد سَمَا!
لـم يَـزَلْ فـي لَـيْـلِهِ مُسْتَسْلِمَا
لَـعَـلِـمْـتَ اللَّيْلُ كَيْفَ اسْتَسْلَمَا