والبصر والبصيرة والإيمان

صالح محمد جرار

والبصر والبصيرة والإيمان

صالح محمد جرار/جنين فلسطين

[email protected]

والبصر والبصيرة والإيمان، هي وحدها التي يمزقها الألم لما شاهدت من إذلال لمعلمي مدرسة "عز الدين" من قبل جنود الاحتلال الصهيوني، وذلك يوم السبت 7-5-1977م!!

ولكنها كانت كلمات ثائرة، ربما خرجت عن قانون عروض الشعر، فجاءت كما ترى! ولتصفها بما شئت، فما هي إلا ترجمة سريعة للانفعالات الغاضبة في تلك الساعة الذليل

**  من وحي الضّياع والهوان  **

كلماتٌ، كلماتْ!

تتدافعُ مستصرخةً أهلَ العَزَماتْ!!

تتدافع مستمطرةً كُلَّ النجَدَاتْ!

تتدافع، مِن نارٍ في الجوفِ تُؤجّجُها!

تتدافع، مِن غيظٍ في القلبِ يُسَعِّرُها!

لكنْ، مِن ضعفٍ فيكم!

لكن، مِن ذُلٍّ فيكم!

لكن، مِن موتٍ فيكم!

تختنِقُ الكلماتْ!!

* * *

أعرفتم كيف يهونُ العبدُ، فلا يتظلّمْ؟!

أعرفتم كيف يُناشُ النذلُ، فلا يتبرّمْ؟!

أعرفتم كيف يُداسُ العِلمُ، فلا يتكلمْ؟!

أعرفتم كيف يُشاط الميْتُ، فلا يتألم؟!

* * *

ومشاهد هُونٍ –لو حِسٌّ-

يرفُضُها الحيوانُ الأعجمْ!

أنجا منها شخصٌ منكم؟

أنجا منها الطفلُ البُرْعُمْ؟

فسلوا أستاذَ ذراريكم:

هل نجّاهُ العِلمُ الأعظمْ؟

من رَفْسٍ! مِن لَكْمٍ!

من صفعٍ! مِن شتمٍ!

مِن جَرحٍ ينزِفُ بالضيمِ الأكبر؟!!

* * *

أرأيتم كيف يُمزّق أعداءُ الأشرافِ كرامتكم؟!

أرأيتم كيف يُدنّسُ شذاذُ الآفاقِ حرائرَكم؟!

أرأيتم كيف يُساورُ أعلاجُ الكفار كرائمكم؟!

أرأيتم كيف يُحرّق أعداءُ الإسلام مساجدكم؟!

فلماذا هُنتمْ يا عُشّاقَ الحريةْ؟!

ولماذا أنتم يا أصنامَ القوميةْ؟!

والقدسُ تقاسي مِن أنياب الوحشيّةْ؟!

أفمجدٌ هذا يا أصفاراً وهميّة؟!

* * *

لو قلبٌ يخفق إيمانا!

لو عِرْقٌ ينبِضُ بالعزِّ!

لو صورةُ إحساسٍ فيكمْ!

لو عقلٌ يُنبئُ بالرُّشْدِ!

لعرفتم كيف يُصانُ العِرضُ، فلا يتمزّقْ!

لعرفتم كيف يُداوى الجُرحُ، فلا يتعمقْ!

لعرفتم كيف يُلَمُّ الشملُ، فلا يتفرّقْ!

* * *

لكن ما أنتم؟ ما أنتم؟

هل أنتم، حقّاً، أحفادُ الأبطالِ البررةْ؟!

هل منكم سيفُ اللهِ المسلولُ على الكفرةْ؟!

هل منكم عُمَرٌ أو سعدُ؟!

هل منكم خولةُ، يا فَرَرَةْ؟!

* * *

صِرتم في الذُّلِّ وِهادا!

لستم في الأرض نجادا!

صِرتم في الحِسِّ جمادا!

* * *

فارتدي أيتها الكلماتُ إلى جوفي!

ارتدي!!

حتى تجدي معتصماً، بالله يسورْ!

ارتدي!!

حتى تجدي جيشاً كالبحر يمورْ!

ارتدي!!

حتى تجدي شعباً، لله يثورْ!

ويقودُ صلاحُ الدينِ جحافلنا!

ويُجدّدُ حِطيناً فينا!

وبإذن الله، يَتمُّ لنا

نصرٌ، مِن عند الله، مُبينْ!!