احتراقات امرأة
ابن الفرات العراقي
حديث اوحى بتلال من الوجع الطاغي:
سـكـن الدجى وهواه ظل مطاردي
واثـار بـي وجـعـا يهز مفاصلي
وحـدي.. واعـصـار الحياة يلفني
صـوت... انـا عانيت منه غريبة
عـاد الجميع ..ولم تزل عن ناظري
لـم لا تـعـود... انـا انتظار قاتل
عـادوا ..جـمـيعا .قصة فيها دمي
لـم لا تـعـود وكـل وهـم شلته
عـادوا جـمـيعا يا وسامة عشقهم
الاك ..لـمـلـمت احتضار توهمي
لـمـلمت .نبضي حيث طيفك دفقه
ولـمـمـتـها كل احتراقاتي ..انا
وعلى امتداد الطرف تلتصق الرؤى
عـيـنـاي يـسلبها المدى انفاسها
وانـا انتظار ..تحت شرفة غربتي
وحـدي وتـجـتر المرارة ..عالمي
تـمـتـد بـي ..آه انتظاري حرقة
فـصـل ويـاتي ..بعده في رحلتي
وتـنـفست ربوات حزني ..رعشة
بـصقت على عمري فصول سنيننا
يـا غربتي ..يا حزن اوجاعي التي
هـا عـدت وحـدي يا ظلام مآتمي
آهٍ.. عـلـيّ ومـا ازال انـا على
رجـعـوا ..وكـنت اظن انك فيهم
وظـنـنت ..ياما .قد ظننت بخطوة
احـسـست انك في الزحام تجيئني
واكـاد اسمع وقع خطوك ..ضاربا
اغـمضت عيني كان شخصك واقفا
وشممت عطرك .. في ثياب قوافلي
عـانـقت وجهك .. شاخصا بجماله
ووقـفـت انتظر الطريق ..يجيئني
وبـكـل شـوق امَّ كـل بـيـتـه
فـتـشـت عـنك سالت كل مقاتل
كـان الـصدى اقوى يجلجل صمته
فـرجـعـت ادراجي لبيتي .طائر
كـنـت انـتظارا ..ما ازال حريقه
وانـوء في عبئي ..واوميء للمدى
يـا جرح روحي ..يا براكين الدجى
وسـريـر لـيـلـي من ينام بدفئه
وسـهدت عمري ..والسعال يلوكني
تـصغي فاصغي .. علَّ وقعا عائدا
وحـدي بـغـرفتي اليتيمة ..ارتمي
زمـنـي يـكسر بالنصال اضالعي
ونـوازع الـشـيطان تعجن داخلي
ويـجـيئني صوت ، احس برهبة
فـتـفـجـر الـتيار ..محتقن الدما
عـودي الى درب الضياع ..تجردي
ويـقـول اشـيـاء ..يزيّنُ سحرها
* * *
اتـعـود انـي بـاشـتياق ..غامر
ولانـت ..عـيني اذ ارى دربي بها
خـلـفـتـني وحدي اقاسي لوعتي
ذهـب الـجـمـيع بغاية محمومة
وحـدي وضـيعني زمان عواصف
امّـي وكـانـت نـجمة اهدى بها
يـا آه .يـا امـي .فـقدتك فافتحي
مـات الجميع ولست تدري مَنْ همو
فـانـا الـمقابر ..كلها .جاري هنا
امـا الـبـقـيـة فالسجون تضمها
وبـقـيت انت عسى تعود لارتمي
وحـدي وانـت ضـحية في موتها
اتـعـود لـي يـا الـف اهلا ليلنا
واعـبُّ كـاسـاتِ الـمـودة بينناوغـرقـت في لجج السراب الشارد
جـمر الشجى ..اضرى لدي مناكدي
وبـداخلي... صوت يضج معاندي
لـغـة الكلام على سطور جرائدي
تـنـأى ..غريبا في دروب معابدي
رجـع الـجـميع وعاد كل مجاهد
يـروي حـكايتنا ...بنزف شواردي
فـي مـقـلـتي ..خيال حلم شارد
الاك وحـدك ..فـي الزحام الحاشد
فـي سـرحـة القلق المقيت الجاحد
وتـركـت شـبـاكي يحن لواعدي
حـتى اخضرار ازاهري ..ومواقدي
بـندى الطريق ..على احتمال عائد
وتـزيـح عن وجع السراب الهاجد
وتـلـفـنـي سـحب الدخان البائد
والـذكـريـات شـريط حزن خالد
سـحـب مـن القلق المثير الراعد
فـصل وطرفي في الطريق الساهد
نـهلت دمي ..حفرت ربيع فدافدي
صـيـفي .خريفي يا شتائي البارد
اكـلـت شـبـابي وارتفاف الناهد
ويـداي ..تـمسح مستهل مواردي
امـلـي... واحـلم بالحبيب العائد
وبـاضلعي رقصت دفوف مواجدي
تـدنـيـك مـني رائعات اغاردي
وشـمـمت ريحك في الاثير الواعد
فـي الدرب ..في حلك الظلام السائد
وطـفـقـت ارسم لون وعد حاشد
كـقـمـيص يوسف ردَّ عين مكابد
فـي الـقـادمـين ..بكل لمح راشد
وغـدا الـجميع ..وراح كل معاود
الاك .لـسـت عـلى الطريق بعائد
مَـنْ قـد رآك ..وكل شخص وافد
قـد بـات فـي القبر البهيِّ الشاهد
قلقي .. يحاصرني وصرخة ماردي
امـشـي وعـكـازي بساق واحد
أيـعـود يـطفي لي لهيب مواقدي
لا تـنـطفي ..مَنْ ذا ؟ يفك قلائدي
اكل الضنى وجهي .فروحي ساندي
وصـرير بابي ..والجدار مطاردي
جدري ..فاصمت يا رعاش سواعدي
اسـلـمـت لـلزمن العتي مقاودي
واعـيـش فـي حـلم اللقاء الشارد
وتـثـيـر فـيّ حوافزي ،ومكائدي
يـدنـو .فيهمس لن يعود ..فعاودي
وعلى رصيف الياس كحلُ مراودي
والـصـوت يـدفعني لزيف موائد
فـصـحوتُ من نفث الرجيم العاقد
* * *
ادعـوك يا نهري فانت مساعدي ؟
او ضـاق بـي زمني فانك ساعدي
ولـديَّ ايـتـام ..تـلـوك مساندي
فـابـي ,واختي ,بل شقيق مقاعدي
يـا غربتي .نبض الضنى المتزايد
غـابـت..فـعودي يا اميم وشاهدي
عـيـنـيك , يا تلَّ الزمان الجاحد
امـي .,اخي ,اختي تعبت ووالدي ؟
فـالـكـل غادر في رياح شدائدي
لا شـيء الا نـار حـقـد الـحاقد
لـتـمـيت بي صلف الفراغ البارد
اقـتـات في امل السحاب الصاعد
سـتـنـيـر افـاق الحياة فراقدي
يـا طـائـر الـغبش النثير العائد