صاحب الغار

محمد علي الرباوي

محمد علي الرباوي

[email protected]

إِنّا في الغار اثنان وثالِثُنا لم يَنْزِلْ بَعْدُ وصوتُ اللهِ يَشُقُّ صُخورَ الغار ليوحي للصَّاحِبِ أن الغُصْنَ الأخْضَرَ لِلسِّدْرَةِ يجمع كلَّ اثنين وأن الله بِجانب كلِّ اثنين إذا كانا من أصحاب الحب الأبيض.

ربي آمنتُ بآياتك إما جاء الزمنُ الأخضرُ أو جاء الزمنُ العاقرُ فالحبل الْيَرْبِطُنِي اللحظةَ، بِغُلالَةِ عرشك يقوى في الزمنين

****

يا أنتَ الواقفَُ عند شِفاهِ النَّهْرِ الصامتِ هل تَقوى أن تَتْبَعَهُ أو تَعْبُرَهُ حتى تَبلغَ سُنْبُلَةَ الشفق التائه أم يكفي أنك منذ ولادتك الكبرى تتأمل وجه الآتي في مرآة النهر وتحلم يقظانا أنك تمشي في موكب عُرْسِهْ.

تُـهدي لعروسته جدولَ حب لا يَشْرَبُهُ رَمْلُ الصحْراء تقول لربك: ربِّ اجعلها تحملْ وجهي في كفيها تَنْثُرْهُ شجرا خلف الشفق الْيَجْذِبُهُ عرشُ الله إليه

ربِّ يطوقني حلمي فابْعَثْ لي من عِنْدِكَ إيمانا يُنقذني من هذا الأَسْرِ لأن الأحلام تقود إلى الكفر وأنت تعذب في الدنيا والآخرة الكافر شرَّ عذاب فقني شرَّ الكفر وشرَّ الأسر وشر الحلم