ومن المساجد ينبع الظفر
29كانون12007
صالح جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
هَـجَـمَ الـفَتى وبِكَفِّه ومـضـى يُـرَدِّدُ آيـةً نَزَلَتْ: وَمَـضَـى يُـكَـبِّرُ رَبَّهُ قُدُماً! نَـشَّ الـفَـضَاءُ بِزَفْرَةٍ خَرَجَتْ وَبِـمِـلءِْ فِـيـهِ قـالَـها أَنِفاً أَأَذِلُّ وَالْـقُـرآنُ يَـرْفَـعُني... أَأَذِلُّ واللهُ الـعَـزيـزُ مَـعِي؟! أَيُـدَنِّـسُ الـكُـفَّـارُ لي حَرَماً إِنّـي لأَمْـلِـكُ هِـمَّةً عَظُمَتْ لـي عِـزَّةُ الإِسْـلامِ تَعْصِمُني * * * يـا إِخْـوَةَ الِإيـمـانِ هَلْ عُمْرٌ أَنُـسَـلِّـمُ الأَرْضَ التي شَرُفَتْ لا لَـنْ نَـذِلَّ وَذِي حِـجـارَتُنا فَـلَـرُبَّـمـا نَـفَـعَ النَّذِيرُ لَهَمْ * * * يـا إِخْـوَتـي، قَدْ حَانَ مُعْتُركٌ! هـا إِنَّـنِـي أَبْـصَرْتُ شِرْذِمَةً هَـيَّـا ابْدَأُوا بالرَّمْيِ في عَجَلٍ لا تَـحْـسَبُوا الرَّشاشَ في يَدِهِمْ هَـيَّـا اسـتَـعينُوا اللهَ في ثِقَةٍ هَـيَّـا ارْجُمُوا الباغِي بِلا مَلَلٍ أَنْـتُـم خِـيارُ النَّاسِ في زَمَنٍ أَوَلَـسْـتُـمْ فِـتْـيانَ مَسْجِدِنا؟! وَلَـكُـمْ سَـواعِدُ للوُضوءِ وَفَتْ لِـحِـجـارَةِ المُتَوَضِّئِينَ سَنَاً!! * * * هَـيَّـا اهْتِفُوا: عُودُوا لمَنْشَئِكُمْ!! فَـدِمـاءُ أَجْـدادِي تُـخَالِطُها!! وَدِيـارُنَـا بِـوُجـودِكُـم سَقَرٌ! بُـؤْتُـمْ، يَـهُـودُ، بِـذِلَّةٍ كُتِبَتْ فَـلَـقَـدْ مَـلأْتُـمْ عُمْرَكُم دَنَسَاً وَقَـتَـلْـتُـمُ الأَطْهَارَ مِنْ سَفَهٍ كُـلُّ الـخَـطَـايا فِيكُمُ ظَهَرَتْ لَـمْ يَـشْـفِكُمْ وَحْيُ السَّماءُ وَلا فَـطَـبـيعةُ الإِنْسانِ إِنْ فَسَدَتْ وَغَـشِـيْـتُـم أَرْضِي وَمَقْدِسَهَا حَـتَّـى الـعُـرُوبَةُ ذَلَّلَتْ سُبُلاً أَرْضٌ بِمَسْرَى المُصْطَفَى شَرُفَتْ لَـوْ عـادَ قَـائِـدُهُـم أَبو لَهَبٍ تَـبَّـتْ أَيـادِيـهِـمْ وَعَـمَّهُمُ * * * وَاللهُ حَـسْـبـي أَسْـتَـجيرُ بِهِ رَبَّـاهُ قَـدْ عَـزَّ الـسَّـلاحِ فَمَا لا شَـيءَ أَمْـلِـكُهُ سِوَى حَجَرٍ لـكِـنَّـهُ حَـجَـرٌ حَظِيْتُ بِهِ! وَإِذا أَرادَ اللهُ نُــصْـرَتَـنـا فَـلَـقَدْ قَضَى جَالوُتُ مِنْ حَجَرٍ والـطَّـيْـرُ تَـرمِي جُنْدَ أَبْرَهَةٍ فَاللهُ يَـنْـصُـرُ جُـنْـدَهُ أَبَداً!! * * * رَبَّـاهُ سَـدِّد رَمْـيَـتِـي وَقِنِي رَبَّـاهُ بـاسـمِكَ مُطْلِقٌ حَجَرِي يـا إِخْـوَتِـي صَبْراً فَلَيْسَ لَنَا | الحَجَرُ!!لا الـخَـوْفُ يَثْنيهِ ولا الخَطَرُ!! إمَّـا الـشـهـادَةُ ثَـمَّ أَوْ ظَفَرُ! وَتُـثـيـرُهُ الآيـاتُ والـذِّكَرُ! مِـنْ جَـوْفِـهِ كَـالنَّارِ تَسْتَعِرُ! وَكَـأَنَّـهـا الصَّارُوخُ يَنْفَجِرُ!! فَـوْقَ الـذي قَـدْ حَطَّهُ القَدَرُ؟! وَبِـهِ أَصولُ لِحَربِ مَنْ وَتَرُوا! وَمَـعـالِـمُ الإِسْـراءِ تَنْدَثِرُ؟! مِنْ غَرْسِ أَحْمَدَ والأُلى صَبَروا!! مِـنْ كُـلِّ ذُلٍّ شـاءَهُ الـبَشَرُ! * * * يَـزْكُـو بِغَير جِهادِ مَنْ كَفَرُوا؟! وَكـأَنَّـنـا لَـمْ تَـأْتِنا السُّوَرُ؟! رَمْـزُ الإِبـاءِ وَإِنَّـهَـا نُـذُرُ! أَوْ أَنَّـهـا الـشَّـعْواءُ لا تَذَرُ!! * * * هَـيَّـا فِـإِنَّ الخَصْمَ مُنْحَصِرُ! دَخَـلُوا الزُّقاقَ، وَما بِنَا شَعَرُوا! كَـيْ يـفْـجَـأَ الأَعْداءَ مُنْهَمِرُ! يَـحْـمِـيـهِـمُ، فَاللهَ يَنْتَصِرُ! مِـنْ عَـوْنِـهِ، فَاللهُ مُـقْـتَدِرُ! وَكَـذاكَ مَنْ خَانُوا وَمَنْ غَدَرُوا! قَـدْ ضَـلَّ فِـيهِ الفِكْرُ والنَّظَرُ! وَمِـنَ الـمَـساجِدِ يَنْبُعُ الظَّفَرُ! وَوَفـاؤُهَـا بِـالـرَّمْي يُخْتَبَرُ! فَـكَـأَنَّـهـا شُـهُبٌ ولا وَزَرُ! * * * فِـالأَرضُ لِي مُذْ كانَتْ العُصُرُ وَفَـضـاؤُهـا بِـأَريجِهِمْ عَطِرُ وَسُـكـوتُـنَا عَنْ بَطْشِكُم خَوَرُ! بِـيَـدِ الإِلـهِ فَـمَـا لَكُمْ وَزَرُ! فَـتَـقَـزَّزَ الـتَّـاريخُ والبَشَرُ! وَسَـجَـدْتُـمْ لـلـعِجْلِ يَا بَقَرُ! لا الـسَّـمْعُ يَجْهَلُهَا ولا البَصَرُ! سَـوْطُ الـعَـذابِ وَفِيهِ مُزْدَجَرُ غَـشِـيَ الوَرَى مِنْ نَتْنِهَا وَضَرُ وَيَـمُـدَّكُـمْ مَـنْ مِثْلكُم كَفَرُوا! لِـضَـيـاعِ أَرضٍ سَيْفُهَا عُمَرُ! أَتَـبـيِـعُـها لِقُرَيْظَةٍ مُضَرُ؟! لَـطَـواهُ فِـعْـلٌ مِـنْهُمُ نُكُرُ! خِـزْيُ الـحَـياةِ، وَأُمُّهُمْ سَقَرُ! * * * وَبِـهِ يَـطـيبُ الوِرْدُ والصَّدَرُ فـي قَـبْضَتِي الرَّشَّاشُ والشَّرَرُ هَـلْ تَنْفَعُ الأَحْجارُ إِنْ نَفَرُوا؟! فَـجَـنـاحُـهُ الآَياتُ وَالسُّوَرُ! فَـبِـرَمـيهِ يُقْضى لَنَا الوَطَرُ! بـاسـمِ الإِلهِ وَعَزَّ مَنْ صَبَرُوا! بِـحِـجَـارَةٍ تَـمَّـتْ بِهَا عِبَرُ! وَعَـدُوُّ رَبِّـي خَـاسِـرٌ أَشِرُ! * * * مِـنْ غَـدْرِ خَـوَّانٍ لََـهُ ظُفُرُ! فَـاقْـتُـل بِـهِ مَنْ أَزَّهُ البَطَرُ! إِلا الـثَّـبَـاتُ وَيُـسْفِرُ القَدَرُ! |