مصر الكنانة

شريف قاسم

[email protected]

(( مهداة إلى روح الأخ الأستاذ محمد أمين الشيخ يرحمه الله في جنات الخلود ))

أسر المجاهدون المصريون قائدَ جيوش الصليبيين ملك فرنسا لويس التاسع في معركة المنصورة عام 1253م ، وانهزم الصليبيون مدحورين . وفي عام 1260م والموافق ليوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك للعام الهجري 658هـ ، استطاع أحد المجاهدين في مصر قتلَ قائد جيوش التتار ـ كتبغا ـ ورفع رأسَه على سنان رمحه ، وسار به بين الصَّفين ، وأوقع الله سبحانه الرعبَ والهلع في فلوب التتار ، ففروا هاربين لأول مرة في تاريخ حروبهم الهمجية . وانهار جدار الرعب الذي أوجدوه من شدة بطشهم ، وحمى المسلمون ـ بإذن الله تعالى ـ منطقة الشرق الإسلامية من بغي وخسة التتار ، ولم تقم لهم قائمة بعد معركة عين جالوت المشهورة . وصدق الله القائل : (ولينصرنَّ اللهُ مَن ينصره ، إن الله لقويٌّ عزيز) 40/ الحج.

الـبـطـولاتُ والـرؤى iiالـحسناءُ
لـرجـالٍ فـي مـصـرَ قد iiأنبتتهم
إيـهِ يـامصرُ ، والمآثرُ لاتُنسَى ii...
لـبـنـيـكِ  الأبـرارِ من iiعزماتٍ
والـنـداءاتُ حُـلـوةٌ لـيس iiتُجفَى
وتـراءت  ( منصورةُ ) العزِّ iiنشوى
وجـيـوشُ  الـصليبِ خارتْ قُواها
( ولـويـسُ ) المغرورُ جُـرَّ iiأسيرًا
إيـهِ ( بـيـبـرس ) واللواءُ iiتعالى
( وكـتـبـغـا ) و رأسُه فوق iiرمحٍ
قُـتِـلَ  الـوغـدُ ، فـالتتارُ iiجموعٌ
كـبِّـري وانـشـري لـواءَك iiكيلا
وأعـيـدي  يـامـصرُ بأسَ سيوفٍ
ذا  هـديـرُ الـتكبيرِ دوَّى iiوضجَّتْ
أيـن  يـامـصـرُ أُمتي ؟ إنَّ iiقلبي
يـتـمـلَّـى  فـي وجهِ كلِّ iiصباحٍ
أيـن  مـنـه انتفاضتي ؟ iiوالموشَّى
لــكـأنِّـي أراهُ !! أُقـسـمُ iiإنِّـي
جـلَّ  ربـي : آياتُه والأحاديثُ ii...
حـمـلتني إلى الغدِ الحاشدِ الثأرَ ii...
حـيـن يـحـدو الإسـلامُ فيه iiلثأرٍ
يـتـهـادى  شبابُك اليومَ للساحِ ii...
ليس  للمجدِ فيكِ أن يجحدَ الفضلَ ...
والـعـدوُّ  الـمخذولُ قد رنَّحتْهُ ii...
فيكَ يامصرُ من مروءاتِ فرسانِكِ ...
مـاغـضضتِ  الطرفَ المسهَّدَ iiيومًا
أتـنـامُ  الـقـلـوبُ والـجرحُ دامٍ
تـزدري نـفـسُـكِ الأبـيَّـةُ iiقومًا
لـم تُعَرَّ النَّجداتُ والهممُ الزهراءُ ...
هـي عـنـوانُ أمـةٍ أنـتِ iiمـنها
كـم  دهـتْـها على الزمانِ صروفٌ
والـغـزاةُ  الأشرارُ ردَّهُمُ الحقُّ ii...
فـالـيهودُ  الأوغادُ ما فتئَ الحقدُ ii...
والـصليبيون الجناةُ ، وكم عاثوا ii...
هـاهُـمُ اليومَ في المرابعِ كالنارِ ii...
يـتـراءون بـالـحـضـارةِ iiزورًا
كـفُّـهـا  الـبـغيُ والخنا iiوالرزايا
لـم تُـفـاجـأْ شـعـوبُنا من iiأذاهم
ومـلايـينُنا من الشهداءِ الأبرارِ ii...
أيُّ  أرضٍ يـعـلـو الأذانُ iiربـاها
ظـلمُهم حقدُهم مكائدُهم ضراؤُهم ...
وفِـعـالُ الـطـغـاةِ لـم تُنسِ iiقلبًا
هـم وراءَ الدموعِ والألمِ الأعمى ii...
مـا تـثـاقـلْـتِ والخطوبُ iiتوالت
مـنـك  لـلـشـرعةِ القويمةِ iiهبَّتْ
والـرجالُ الأفذاذُ في بردةِ المجدِ ii...
أرخـصـوا  الـعـمرَ في سبيلِ إلهٍ
إذْ  تـراءوا عـلـى جـبينِك iiزهرًا
لـن تـضـيـرَ الأبـطالَ كفُّ iiلئيمٍ
كـنـتِ يـامـصـرُ بـلسمًا iiلإخاءٍ
وحـمـىً دونـه الـنـوازلُ iiتُطوى
وجـبـاهـا  لـربِّـهـا iiسـاجدات
و وجـوهـا بـهـديـهـا iiمشرقات
وجـمـوعًـا لـبَّـتْ نـداءَ iiنـبيٍّ
تـعـسَ المارقون غرَّهُمُ الزيفُ ii...
مـارعـوا  حـقَّ ربِّـهـم في iiحياةٍ
وأضـاعوا  خيرَ البلادِ بإعراضٍ ...
حـسـبُـهـم أنَّ ربَّـهم غيرُ راضٍ
سوف  يكسو الربيعُ زهوَ مغانيها ii...
وتـعـودُ  الـفتوحُ يلتفتُ المجدُ ii...



























































فـي الـمـلـمـاتِ والهدى iiوالفداءُ
تـربـةُ الـمـجـدِ مـاقلاها iiالثناءُ
... ولـم يـكـذب الـحديثَ iiالوفاءُ
شـهـدتْ بـأسَ بـعـضِها الأعداءُ
يـومَ  نـادت فـرسـانَـها iiالهيجاءُ
بـانـتـصـارٍ  قـد باركتْه iiالسماءُ
وتـلاشـى  لـلـمـجرمين iiاعتداءُ
فـفـرنـسـا فـي عـرسِه خرساءُ
بـجـهـادٍ ، ولـلـجـهـادِ iiارتقاءُ
بـيـدِ  الـصِّيدِ ... ثمَّ يعلو النداءُ ii:
هـائـجـاتٌ  ، وبـالـهزيمةِ باؤوا
يـتـنـاسـى  الـغـزاةُ iiوالأغبياءُ
مـلَّـت  الـغمدَ ـ ويحها ـ الأكفاءُ
(  كـابـلٌ ) بالتكبيرِ و ( الزوراءُ ii)
يـتـوخَّـى  ألاَّ يـطـولَ iiالـجفاءُ
ذاهـلاً  مـمَّـا يـصـنـعُ السفهاءُ
مـن فـخـاري ؟ يـعـيدُه iiالنجباءُ
قـد  حـدانـي ، وكم يطيبُ iiالحُداءُ
... عـن الـمصطفى ، وهذا iiالدعاءُ
...  فـمـغـنـايَ : أمـةٌ و iiرجاءُ
كــانَ  لــلــهِ وقـدُه iiوالإيـاءُ
... أبـاةً ، ولـلـعـدوِّ iiانـكـفـاءُ
... إذا مـا أنـكـرَ iiالـجـبـنـاءُ
... الـصَّـفـعـاتُ العنيدةُ iiالنجلاءُ
... حَـدْبٌ لـم يـطـوه iiالأشـقياءُ
والـمـنـادي  يـنـالُ مـنه البلاءُ
والـمـآسـي  ريـاحُـهـا iiهوجاءُ
قـد تـغـاضوا عن ظلمهم ، فتناؤوا
...  والـنـخـوةُ الـتـي iiلاتُـساءُ
عـلَّـمـتْـهـا  الأرزاءُ iiوالأعـباءُ
و  رمـتـهـا الـمـكـارهُ iiالربداءُ
... أكـبُّـوا فـي حيرةٍ . مافاؤوا !!
...  تـزجِّـيـه الـلعنةُ النكراءُ ii!!
...  فـسـادًا تـؤزُّهـم غـلواءُ ii!!
... تـثـيـرُ اضـطرامَها iiالكبرياءُ
والـحـضـاراتُ  عـنـدهم عمياءُ
سـوَّقـتْـهـا الـتـجـارةُ iiالحمقاءُ
فـأذاهـم  طـعـامُـنـا iiوالـهواءُ
...  سِـفـرٌ لـم تُـخْـفِـهِ iiالأنباءُ
كـلَّ  فـجـرٍ ، ولم يصبْها الدَّاءُ ii!!
...  كــلُّــهـا أذىً و اعـتـداءُ
طـعـنـتْـهُ  الـمـساوئُ iiالرعناءُ
...  وخـلـفَ الأسى ، جفاهُ iiالعزاءُ
فـلـمـصـر الـكـنـانـة العلياءُ
نـفـحـاتٌ  ، وفـوَّحـتْ iiأشـذاءُ
...  أتـوهـا ومـا بـهـم خُـيَلاءُ
قـد رعـاهـم فـلـلـرجالِ iiالهناءُ
مـنـهـمُ الـصَّـابـرون iiوالشهداءُ
أو خ_ـؤونٍ آذانُ_ـه iiص_ـمَّـاءُ
عـكَّـرتْـهُ الـمـصـالـحُ iiالبلهاءُ
وتُــوارى الأنــكـادُ iiوالأهـواءُ
لـم  تـعـفِّـرْ إبـاءَهـا iiالأعـباءُ
لـم  تـضـيِّـعْ سـبـيلَها iiالظلماءُ
لـم  تـخـالـفْ قـرآنَـه iiالأنبياءُ
...  فـولَّـى عـن الـنفوسِ الحياءُ
ظـلَّـلـتْـهـا مـن جـودِه iiالأفياءُ
... عـن الـشـرعِ فاعتراها iiالشقاءُ
عـن  أفـاعـيـل طغمةٍ قد iiأساؤوا
...  وتـهـفـو لأهـلِـهـا iiالنعماءُ
... إلـيـهـا ، وتـهـزجُ iiالأصداءُ