الفتنة

د. عباس توفيق

د. عباس توفيق

[email protected]

 قلبٌ تَناوشَهُ اللهبْ ممّن تجهّمَ وارْتعبْ 

ممّن نأتْ بهمُ الديارُ ومَن تدانَى واقْترَبْ

 ممّن دِماهم لم تُمازجْهُ ومِن أهل النسبْ 

 حشَروا له إحَنَاً بتضليلٍ وتمزيقٍ وسَبْ

 وتحلّقوا بسيوفهم ليُقطّعوهُ متى اضْطربْ

ولكي يجزّوا نبضَه ويغلّقوا باب الهرَبْ

قالوا: إذا ما ظلَّ فيه نَأْمةٌ صارتْ صخَبْ 

 سدّوا مَسارِبَه فصاحَ مُزغْرِداً يا للرُّتَبْ

خنَقوهُ ... طارَ أريجُهُ حرَقوهُ... أزهرَ وانْتصَبْ

ورأى طريقَ النجمِ منْقوشاً بألوان الكُرَبْ

فمضَى على جسر النصَبْ ما رَدّ عَزْمَته رَهَبْ

ما راعَه بطشٌ ولا قرْعُ السيوفِ ولا الخُطَبْ 

وبدا كأنَّ السيفَ ريشٌ تاهَ عنه أو ضَرَبْ

ما كانَ منه غيرَ أنْ أوْرَى شرايينَ الغضَبْ

أو غيرَ أنْ كشَفَ الغطاء مَنِ النُّحاسُ مَنِ الذّهَبْ