عودة الطائر الجريح
ابن الفرات العراقي
إلى أخي العزيز الذي
عاد
إلى عشه محملا
بكل
أوجاع وآلام الحنين ..ثائر الحيالياتـيت بغداد ..مشدوهَ الخُطى مَرحي
امـشـي وتـذبـحني الذكرى مؤجِّلة
اشـمُّـهـا عَـبـقـا اُلـغي مسافتها
يـقـودنـي عطشٌ قاسٍ الى عطشٍ
رجـعـت والحزن ميلادي يجسِّدني
تـجـرنـي الطرق التعبى الى طرقٍ
دربـي اضـعتُ .وقبلا كان يعرفني
مـسـالـكي تسلكُ الفئران .خطوتها
لـم ادر .ايـن هـنا ..اخفاه مرتعِشا
آسـى جراحي نُهَيرُ الصبر ..داعبني
حـمـلـت روحي باسفاري فضيعني
يـعـانـق الهم مصلوبا به به جسدي
وعـدت مـن بـلدي اسعى الى بلدي
رجـعـت والـليل اسرارٌ ..تخبئني
تـكسرت في الخطوط السود اجنحتي
رايـت بـغداد ..والذكرى تُبيح دمي
وحـدي رجعت .هوى بغداد يجذبني
وحـدي وبغداد ..جار الحب .يخذلني
اغـازل الـلـيـل مـصلوبا بقافية
اصـابح الحزن .في كاسي يصبِّحني
يـقـودنـي الصمت .عريانا بشاطئه
ضـيـعـت دربا قديما كان يسلكني
سـكران في قلق الذكرى .يشل دمي
وبـعـد عـام .غـزاني من قطيعتنا
انـا الـغـريـب بها والدار تعرفني
غـادرت سـاحـة احزاني ..لالثمها
لـمـمـت كـل جـراحاتي واوبئتي
* * *
بـغـداد ..يـا وجـعا يغتالني قلقي
يـا صرخة في فم التاريخ قد شَرقت
ايـن الـفرار ..؟ واموات تطاردني
لـولاك بـغـداد مـا كانت معاودتي
مـاذا لـقـيت سوى الاوجاع يحملها
يـا لـلـعـذاب ..اعانيه ..واعجبه
يا لانحداري ..بدرب الموت يطعنني
هـذا وذاك ..اشـاعـوا مـوته بلدي
وذاك يـمـسـح خـدي يـا تـعففه
* * *
يـبـيع مجدي حضاراتي ووجه ابي
كـانـنـي وردة شـالـت حـدائقها
بـغـداد يـا وجـعا بالروح يقطنني
قـلـبـي قروح غريب عاش ممتهنا
حـمـلـتـه وطني في نزف قافيتي
حـقـيـبـتي ملؤها .شعري تحملني
تـحـيرت ساعة الاحزان في وطني
سـكـرت في وجعي والليل يوقظني
مـلات كـل سـلالـي من شواطئه
ومـن بـسـاتـيـن احزاني احملها
وامـسـكـتـنـي يد ..حب تغلغلها
كـانـوا كـلابا تهرُّ العمر في اثري
تشيل ثوبي ..بدعوى زيف من كتموا
لـسـوف يـبـقـى على قداس امته
تـجـيء بـغداد عند الصبح اشرعة
ظـلـي بـيـارقـنـا للافق عاشقة
بـكـارةُ الـلحن لم تعزف على وترٍعـلـى صـهيلِ الدمِ الموارِ والتَرحِ
موتي الفصولُ ..وعُريي غيرُ مُفتضحِ
اُذكـي بـجمرتها ..يا آهتي اكتسحي
وفـوق وخـزِ جراح الحزن مُطّرحي
وغـادرت عن شفاهي ضحكةُ الفَرحِ
الـى الـمـتاهات فيها مُهرقُ قدحي
وكـان يـدري بوهمي جرح .منتزِح
ويـسرق الخمر في ليل الشجا مُلَحي
ومـجَّ دربـي باشذاءِ الهوى السَمِح ِ
نـايُ العراق ..بصوتٍ نازفٍ نَضِحِ
غـزوٌ .وكـان بموج النار مكتسحي
ونزف صدري به صوت الرماح دُحي
مُـحـمـلا بـسـلال الحزن والكَلح
فـي عُـتـمة الطرق المشلولة النَفَح
وفـي ضـباب الرؤى نزعي بمنسفح
أنـي ابـاع ..فـيا انفاسنا اصطلحي
ويـسـتبيني ..وشالت اضلعي تَرحي
نـمـا بروحي وغطى جرفها طفحي
ويـعـتري جسدي رقصٌ مع القَزح
وحـهُ السرور .فاخفى الحسن.لم يَبُحِ
ظـمـآن هـشّـمني بالحقد مقتدحي
وكـنـت اسـلكه ..في ظلمة السُرح
وبـي ارتعاشٌ ..سقتني عريها مُزحي
شـوقٌ ..وشـدَّ بـبـاب غير مُفتتح
وكـل درب ..ودلِّ الاغـيـد المَرِحِ
لـكـنها امتنعت ..اورت لظى بَرحي
وعـدت لكن... بعرق فاض منجرح
* * *
يـا شـعـلة الله غير النزف لم يَلُحِ
بـهـا الماسي ..تعافى عندها مَرحي
بـكـل مـابـي ..بما حُملت لم ابُحِ
اكـنُّ حـبـي ..وغير الجمر لم يُتَح
قـلـبـي. من الزمن المتخوم بالبَرح
انـي اعـيش بعصر الزيف والطمح
سـيـفـي ..ويـقتلني نهد بلا جُنح
وذاك يـلـفـحـني في ساحل اللفَح
بـالنار ..يغسل جلدي باللظى السَمِح
* * *
فـي قهقهات الضحى للغاصب الوقِحِ
وغـادر الـعـطر منها موهن النفح
مـع الـزمـان ..بقلب طافح القِرح
ولـن اموت .. وصدري غير منشرحِ
وشـلـتـه بـدمي .. تسبيحةَ السُبَحِ
بـرحـلـة العمر عمري غير منذبح
وحـرت .. كان دمي يشكو بمنسرح
عـلـى الـعذاب اعاني غربة الفرح
وعدت لكن لظى اللاشيء مصطبحي
هـذي الـسـلال بخير التين والبلح
واوقـفـتـنـي باحزاني ..فلم أطُحِ
وتـنـهـش الامـل الوضاء ان يَلُحِ
انـفـاس شعبٍ ..ليحظى منه بالمِنَحِ
شـعـب العراق به ليل الطغاة مُحي
ولا مـكـان عـلـى واديـك للشبح
ويا صهيل انتصاري في البروق لُح ِ
الا عـلى وتري ..يا شهقتي اكتسحي