رحلة في الضباب

صلاح عليوة

صلاح عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

إلى أين تمضينَ

محبوبتي

و الجدودُ يجوبونَ بحراً

من الظلِ و الضوءِ

و الحزنِ و العشبِ

كي يطرقوا بابنا

في أقاصي السنين

إلى أين تمضينَ ..

إني أقلّب في الذكرياتِ

وأعبرُ في ندمٍ يابسٍ

و أجوبُ الغناءَ القديمَ

و أصعدُ مرتبكاَ

 نحو ما لا أرى

سُلّمِي ممعنٌ في الأسى

طاعنٌ في الحنين

إلى أين تمضينَ

و الغرباءُ مرايا غيابي

و حزنُ المدينةِ بابي

 و أسئلتي من كلامٍ قتيلٍ

و عذري رمادٌ مجيدٌ

و أنشودتي من غناءٍ مُعَادٍ

لبحارةٍ تائهين

إلى أين تمضينَ

و الريحُ تنزعني من مداري

و تفتحُ أبوابها كلها ..

و ترجّ جداري

فأي البلادُ بلادي

وراء المرايا ..السبايا

و موجِ اللغاتِ ..  الجهاتِ ..

و همهمةِ الجندِ و الفاتحين

إلى أين تمضينَ

و العتباتُ سدى 

و نوافذنا صرخاتُ ضحى ..

و كلامُ الرعاةِ هدانا

 مناراتنا ظلُ ضوءٍ تداعى

 و أقدامنا تتهاوى ..

و من خلفنا ضجةُ الموتِ

 و النازحين

إلى أين تمضينَ

و الذكرياتُ رنينُ الرثاءِ

أسيرُ إلى ندمٍ كاملٍ

في النداءِ

و ارسم لوحاتِ حزنٍ

و أُحصي حصي العائدينَ

وحيداً

و خلفي ظلامٌ رجيمٌ

و فوقي غمامٌ طعين 

إلى أين تمضينَ

و الصمتُ ذاكرتي و كلامي

و أذرعُ موتاي تطوي غدي

و تحيل و جودي صدى .. 

عبثاً سأريقُ الندى في المنى

و أجففُ من ضجةِ البحرِ صوتي

 و أنبشُ عبر المتاهاتِ خطوي

و أبحثُ عن لافتاتِ الهدى

و الضلالِ المبين

إلى أين تمضينَ

و الجندُ فوق السياجِ

و خلف الزجاجِ

و في لعبة الطفلِ ..

في الطلِ و الظلِ ..

وسط شقوقِ الربي

و الغناءِ الذي عن بياضِ الندى

و سماءِ السجين

إلى أين تمضينَ

أعمارُنا شجرٌ في الضبابِ

حياةٌ تهابُ الحياةَ .. 

كلامٌ يبددُ معناهُ ..

أنشودةٌ عن مسيرِ الغزاةِ

و أسطورةٌ من خيولٍ وريحٍ

عويلُ الطبولِ يحاصرنا  

و التراتيلُ مرفأنا 

لوعةُ المجدِ من خلفنا ..

و خطى الطامعين