مطلع البدر
رمضانيات
مطلع البدر
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]
يـا بـدر كـم تعلو بلا عمد
فـي خـلـوة تسري تذكرني
فـي رفـعة تسمو تحرضني
و الـنـور يلهمني ألا تصحو
من شمس أمسي جئت ملتمسا
و اسـأل عـن التاريخ أجدادا
و امـخر دياجير الظلام و لا
أولا تـرى أنـي المنير و كم
مـن طلعتي يعلو السما بشر
و أغـازل الأمواج إذ تسري
و كـذاك أوحـى الله في البلد
يـا بدر زدني من ندى الحكم
زدني و عظني في دجى الظلم
لـن تـستطيع بني لن ترقى
أنـا مـن هلال شب في القدم
أنـا جـمـرة ووقودها عشق
طـيـر أن أشـدو بـأشجان
أنـا من ثرى قد ثار منتفضا
صـدر أنـا ينشق في العلن
أنـا يـا بـني غزيرة حكمي
أنـا راحـل لـلوعد موعدنا
يـا بـدر أمـهلنا و لا ترحل
تـبـني العريش لتنشد الشعر
يا بدر لو خضت البحور بنا
فـليستوي الأنصار في طيبه
و لـتـحـذر الأنفال نخوتنا
و لـيـحذر الأحزاب قومتنا
قـد جـاءنـا بـدر يـوحدنا
هـلا لعنت الرجس و الوثن
يـا أمـة بـالـبـدر مطلعها
أمـثـال عـمار و من ملئوا
أمـثال سعد و الحباب و سل
بـدر أنـا أو لـم يـنـبئك
يــوم إذا جـئـت أذكـره
يـوم لـنـا عـيد و ملحمة
نـزل الأمـين و حزبه زمرا
فـتـطـهري يا طيبة البررة
و اسـتـبشري يا مكة الظفر
و اسـتقبلي بعد الكرى مطرا
بـدر أنـا لا زلـت مـكتملا
و كـذاك أهـل البدر كالدرر
بـدر أنـا أروي من الماضي
يـا أمـة بـالأمـس قد كنت
بـل أنـت أمـواج فتقتربي
بـل أنت طوفان لمن غصبوا
والـفـلـك بدر نوحه القدر
مـسـتـشهدا لبى ومنتصرا
و لـكـم تناجي يا بني اركب
إركـب فـإن الطور منفوش
يـا أمـة يـحـلو لها الكسل
هـذي الـجنان و مهرها نبل
إرم ومـا أنـت الـذي يرمي
و ادع الـكـريـم بطه مقتديا
شـاهـت وجوه غرها الكبر
يـا أمـة فـي البدر شوكتها
يـا أمـة بـالـبدر مطلعها
لا تـحـزنـي فالبدر أدوار
لا تـحـزني إن يحجب البدرو تـمـوج مـنتصبا بلا سند
خـلـجـاتك التهليل للصمد
أن يـا بـني اصمد و لا تحد
هـاك الـبهاء لتشف من رمد
لـلـنـور فانظر كيف تعتمد
و انسج على المنوال يوم غد
تـحـزن إذا أبـحرت منفرد
عـجزت نجوم رغم ذا العدد
و نضارة إن صرت في الكبد
مـدا و جـزرا تهجر الوسد
ولـقـد خـلقنا الناس في كبد
و اسق فؤادا غاص في الرقد
قبل الصباح و زدني من مدد
أنـا سـرمـدي دائم الصعد
و حـكـايتي تروى إلى الأبد
إن تـهـو دفء الجمر فاتقد
أبـكـي لـقيد الطائر الغرد
يأبى الكرى و الطول في الأمد
سـر أنـا في الصدر و الخلد
رفـقـا إذا أبـحـرت و اتئد
إن شـئـت بـايعني يدا بيد
و امـدد يـديك فهذه عضدي
تـرجـو الثناء و نشوة البرد
خـضـناها في جد و في جلد
بـمـهـاجـر للبيت و البلد
بـالبدر زاد العيش في الرغد
عـند الوغى نشتد في الحرد
يـردي الـعدا يا أمتي اتحدي
هـلا لـعنت الحبل من مسد
لا أمـة إن أنـت لـم تـلد
الإيمان مثل الروح في الجسد
مـان أولـي الألباب و الرشد
يـوم لـه الأعـداء تـرتعد
أحـتـار بين الفخر و الكمد
و لـغـيـرنـا نكد على نكد
و غـوى الغرور القوم بالعقد
مـن شر وسواس ومن حسد
فـالـفـتح آت منقض الصفد
و لـتـرجمي الأصنام بالبرد
قـد كـنت عرجونا ولم أعد
مـن سـابق بهدى و مقتصد
قـصـصا من الأجداد للجدد
بـحـرا فـمن أرداك كالزبد
حـيـنـا وبعد الحين تبتعدي
ذكـر الـبدور و نخوة الأسد
فـاحـمل به زوجين لا تزد
أوفـى بـعـهد البدر لم يحد
إركب معي في الفلك يا ولدي
كـالـعـهن لا ملجا و ملتحد
إرم بخ في الأرض و اجتهدي
تـرمي بها الطاغوت و العبد
النصر من ذي النصر فاعتقد
و اسـألـه نصرا موقنا تجد
والـنـصـر كان لركع سجد
كـم خـيـمة صرت بلا وتد
و الـحـفظ يكلأها إلى الأبد
و الأمـر أمـر الواحد الأحد
لابـد مـن بـدر ومـن أحد