رمضان أقْبِلْ!
29أيلول2007
د.عدنان علي رضا النحوي
رمضان أقْبِلْ!

د.عدنان علي رضا النحوي
| لُـقْـيـاكَ أَحْـنـاءٌ تَحِنُّ وتُشْفِقُ فـي الأفْـقِ يَـطْلعُ نورُك المتَدَفَّقُ أمـلٌ وَ شـوْقٌ بَيْنَ ذلك يَخْفُقُ بـالـذكريات وغابَ صُبحٌ مُشْرِقُ * * * و الـنَّـفْـسُ بينَ أنينهِا تتمزَّقُ جُـثـثٍ مُـكوَّمَّةٍ و طَرْفٍ يُطرقُ رِعُ والأسـى موجٌ يَثور و يُحْدِقُ نُـذُرٌ تَـشُدُّ على القلوبِ و تُطْبِقُ لـهـوٌ يُـخَـدَّرُهُـم و ذُلٌّ يَطْرقُ قَـدَراً بـمـا كَسَبوا وقهْراً يَصْعَقُ * * * يـومـاً نُـفـيق بِها ويوماً نَسْبقُ لـلـهِ تصْفو في الجهادِ وَ تَصْدُقُ خَـفَـقَـتْ وجالَ بها الكماةُ السُّبَّقُ رايـاتُـهـا نَصْراً يُعِزُّ و يخْفِقُ بِـدَمٍـ يـفوحُ المِسْكُ منه ويَعْبقُ غَـلـبَ الهوانُ بنا وغَابَ المَنطِقُ * * * تُـمْـحى ! يُعيدُكِ مغربٌ أو مَشْرقُ عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـكَ تسمُقُ حـقّـاً يَـجُـولُ و آيَةً لا تَخْلق صـفّـاً تُـجَـمعُهُ العُرا و الموْثِقُ إرَبـاً عـلـى أهوائهمْ و تفرّقُوا مِـنـه ونَـحْنُ بنا الهوانُ المُرْهِقُ * * * يُـجْـلى بها مَغْنىً ورَوْضٌ مُوْنِقُ عَـبَـقـاً ومِـسْكٌ في الدّيار يُفَتَّقُ نُـعمى تطيبُ و كلُّ غصنٍ مورقُ تـ فـي الدَّيار وغاض نبعٌ ريّقُ * * * الأقـصـى هُدىً أَغْنى وحقّاً يَنْطقُ دُ وحـولَـه صَـمْتٌ هنالك مُطَبْقُ تـعـلـو وسُـلْطانٌ يُذِلُّ وَ يَخْنُقُ وأنـيـنُـه و حَـنـينُه و تشوُّقُ بـيـن الضجيجِ وكلُّ دَرْبٍ مُغْلَقُ * * * لَ شَـهـادةِ الـتَّوحيد نُوْراً يُشرقُ ودَنَـتْ وطَـابَ جَـمالُها المُتألَّقُ قِـطَـعٌ تَـنَاثَرُ في الفضَاءِ وتُطْلَقُ نَـلْقى ! أََميلُ ! أردُّ طرفي ! أُطْرِقُ * * * لَـكَ ! قَـدْ أَعَـدَّتْ كلَّ ما يتحقّق ومَـضَـوْا إلى لهوٍ يضجّ و يُحْدق وإِلـى دواعـي " الفنّ " حشدٌ أسْبَقُ نَ وحَـوْلَـهمْ زَحْفُ العُداةِ المُطبِقُ هـبّـوا لـمـلحمةٍ تدورُ وصدَّقوا ومـع الـنَّـهـار هم الأُباة السُّبَّقُ * * * مَـعُـهـا الهدى ساحاً تَجودُ وتُغْدقُ تـلـك الحِبالُ وغاب عنها الرونَقُ حَـرّى تُـصَـبُّ على دمٍ يتدَفّقُ فَـوْقَ الـوُجوهِ تَغيبُ فيه و تُرْهَقُ ن عـلـى الدّيارِ وكلُّ وثْبٍ موِبقُ بـعـضاً ويُمْعِنُ في العِداءِ ويُغْرِقُ يُـلْـقـي بـأحْمالِ الهَلاك ويُطِلقُ جُـلُّ الـثُّـغور فجال فيها الفيلقُ والـمـسْـلمون مَعَ الهَوان تفرَّقوا * * * وأعِـدْ لـنـا الأمَـلَ الـذي يتألَّق أمـلاً بـه تـحـيا القلوبُ وتخفقُ | رَمَـضانُ أقْبِلْ ! لم تَزلْ تهفو إِلى وتـظـلُّ أفـئـدةٌ تهيجُ لكيْ ترى تـرنـو لمطْلُعِكَ العيونُ ! حنينُها غـلَـبَ الأسى فينا وهاجَتْ أَضلعٌ * * * رمـضـانُ أَقْبِلْ ! فالقلوبُ كَليمةٌ انظرْ إلى الساحاتِ ! هلْ تلْقى سوى وَهـزائـمٍ تـلْو الهزائمِ ! و القوا وزلازلٍـ مـلءَ الـدّيَـار كأنّها والـناس ! ويحَ الناس في غَمَراتِهِمْ و تُـسَـدُّ أبـوابُ المسالِكِ دونهمْ * * * رمـضـانُ ! أَحْيِ الذكْرَياتِ لعلَّنا أقْـبِـلْ بـبَدرٍ ! و الزحوفُ غنيّةٌ و أعِـدْ لنا ذِكْرى الميادينِ الّتي وأعِـدْ لـنا ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ كـلُّ الـمـواقع لم تزل ذِكْرى لنا رَمضانُ ! ويحي ! كَيْف نَلْقَاهُ وقد * * * رمـضانُ أقْبِلْ ! ذكرياتُ النّصْرِ لا قـد كـنتَ يا رمضانُ شَهْرَ إباءةٍ قـد كـنـتَ شـهرَ ملاحِمٍ ممتَدَّةٍ قَـدْ كـنـتَ تـشْهَدُ أُمّةً موصولةً والـيـوم قَدْ غلبَ الصّراعُ فَمُزِّقُوا أُغْـضـي حَـياءً إِنْ بَدَتْ إطلالةٌ * * * الـدَّار ! يـا لِـلدار ! كانَتْ ساحةً أنّـى الـتـفتَّ زُهورُها فوّاحةٌ وتُـمَـدُّ أغْصانٌ يَفيضُ عطاؤها والـيـوم قـد ذَبُلَتْ أَزاهرنا وَجَفّ * * * قد كنتَ يا رَمضان تُشْرق في ربى والـيـوم يـمرَحُ في مرابعه اليهو رِجْـسٌ يَـسودُ على الديار و فتنةٌ الـمـسجدُ الأقصى ! وطالَ إِسارُهُ ويـكاد يَصْرَخُ ثُمّ تُطْوَى صيحَةٌ * * * رَمَـضـانُ أقْبِلْ ! كَيْ تُعيد لنا جَلا لِـتَـضُـمَّـ آفَاقَ الدَّيار إِذا نأتْ والـيـومَ تُـقْـبـلُ والدّيارُ كَأنّها ويـكادُ يَصْرَعُني الأسى خجلاً لِما * * * انـظُـرْ إِلـى أُمَـمٍ هُنَاكَ تهيَّأت جَـمَـعُوا أطاييب الطَّعام وأسْرفوا يُـحْـيُـون لَـيْلَهُمُ بأَفْنانِ الهوى ومَـعَ الـنّـهـار هُمُ الغفاةُ النائمو أيـن الـذيـن مَضَوْا إذا ما جِئْتَهمْ يـحـيـون لَـيْـلَهُمُ بآيات الهُدى * * * قد كُنتَ تُشرقُ في ربى الإسلام يَجْ والـيـومَ مُـزَّقَـتِ الدّيارُ وقُطّعَتْ أنّـى الـتـفتَّ اليومَ تَلْقى أَدْمُعاً تَـلْـقَى الثَّكالى واليتَامى و الأَسى وتـرى الـمـجازرَ والعِدا يتواثبو وتـرى بني الإسلام يَقْتُل بعضُهم وتَـرَى عَـدوَّ الـمُسْلمين مَهَيْمِناً مُـتَـربَّـصاً ! متسلَّلاً ! فُتِحَتْ له وتَـراهُـ صـفّاً واحِداً مُتَماسكاً * * * رَمَضان أَقْبِلْ ! وامسحَنَّ من الأسى واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها |
![]()