يا صبر صبرا

هيفاء علوان

محمد الحسناوي رحمه الله

هيفاء علوان

توفي الأديب الكبير محمد الحسناوي فترك ثلمة في نفوس الأحباب، ويتماً وحنيناً وعذابا، حارت وضجت من وقعه الألباب، و هذه القصيدة مرثاة للأديب الكبير بقلم زوجة الفقيد رحمه الله تعالى:

يا  صبر صبراً غاب ليث الدار
رحل الحبيب أيا أحبة iiفاصبروا
ادعـو الإلـه تضرعوا iiوتبتلوا
إنـي  احـتسبتك يامحمد iiعنده
في الخير أحمده وعند iiمصيبتي
فالله  ربـي مـن يداوي iiكربنا
ذو  الـخير يضنيه الأسى iiلكنه
سـؤلـي لربي أن يكون iiمقيله
يـرنو  إلى الرحمن يسعد iiباللقا
مع  أحمد المختار يشرب iiشربة
*             *            ii *
يـاصبر  صبراً شاءت iiالأقدار
يـاصبر اسكن في فؤادي iiإنني
يـاصبر لاتأسى فما كان iiقُضي
فالله  غـفـار يـقـيل iiعثارنا
قـد يـشمت العادون لكن iiربنا
إن الـبـلاء إذا طـما في iiأمة
والمرء  إما مدنف يهوى iiالهوى
فـإذا تـذلـل للهوى أردى iiبه
في  حومة الأهوال ينجح صابر
*             *            ii *
يـا خـلـتـي إن الظلام iiيلفنا
والإخـوة  الأحباب لفهمُ iiالأسى
حـتى الكتاب بكى وأدمى iiجفنه
حـتى  اليراعة أُطبقت iiأنفاسها
أيـن الفؤاد ثوى وأرق iiجمعنا؟
كـم  ذا يـعانقني ويلثم iiوجنتي
يـالـيتني  كنت الرفيقة iiليتني
المكتبات  غدت تحدق هل ترى
والـنـقـد والآثار أُرق iiجمعها
والـشعر  والأشعار زاد iiحنينها
والـمـسجد  المكلوم زاد iiأنينه
والأرض  يـمشيها لطاعة iiربه
الـورد والـنسرين والفل iiالذي
كـم ذا يـقـبـلني ويحمد ربه
والنرجس  الفينان يعشق iiوصله
والـيـاسمين الغض يغفو والهاً
*             *            ii *
أحـبـبت صنع الله جل iiجلاله
أحـبـبـته  و كذا أحبك iiوالهاً
أمـحمدٌ نلت القبول فطب iiمنى
فـأحـمـد و أمـجـد و مزنة
اسـكـن  إلهي والدي في iiجنة
فالسهل والأرض اليباب iiحزينة
تـدعـو لك الخلاق يمن iiسعيه
واقـبـله يا ربي وسدد iiخطونا
سـدد خـطـا أبـنـائه ياربنا
يـارب واجعل جمعنا في دوحة
يـاربـنا  هذا الرجا من iiسائل
تـخـذ  الـدعاء مطية وسفينة
أنّى ثَوَيتُ أرى الأناسي iiترتجي
رحـمـاك  يا رباه أنت iiملاذنا
أدعـوك ربـي فارحمنّ iiمحمداً




















































بـكـت  المآقي دمعها iiبتواري
فـالصبر  يمحو عاتي iiالأوزار
فالكرب يُكشف في دعا الأسحار
مجلي  البلاء،وكاشف iiالأوضار
أعـنـو  لـقدرة فاطر iiالأقمار
وسـواه  مـوسوم بجلب iiالعار
مـتـصـبـر  ذو همة iiووقار
أيـكـا  تـسبح خالق iiالأطيار
مـع صحبه الأنقى بخير iiجوار
عـسلا  سرى من كفه iiالمعطار
*             *            ii *
وقضى الإله وغاضت iiالأبصار
أمـة  أصـبت وفاطري iiستار
لابـد  بـعـد الليل يأتي iiنهار
ويثيب من يرضى ، وتخبوالنار
يـحمي المصابرأن يصبه عثار
نـقـى  الأنام ، فهابهم إعصار
أو عـابـد فـطـن علاه وقار
وإذا تـسـامـى جـانبته النار
ويـخـيب مهذار ، يليه iiصغار
*             *            ii *
غـاب الحبيب بكت عليه iiالدار
والـدمع  فاض جرت به iiأنهار
أن غـاب عـنـه فكره iiالهدار
يـاويـلتى أين الحبيب ؟ iiتحار
مـاكـنـت أحسب أنني iiأنهار
وإذا افـتُـقـدت فـقلبه iiيحتار
قـبـل الـفقيد علتني iiالأحجار
ذاك  الـذي من وحيه الأشعار؟
هـلا  يـعـود لـنا أيا سمار؟
غـاب الخلي وغاضت الأسمار
أيـن  الـتـقي ثوى أيا iiأبرار
أزت وضـجت ، أُلجمت iiأفكار
يـروي  القلوب شذاه كم iiيحتار
و  تـفيض من تحنانه iiالأشعار
والـزنـبـق الممشوق والنوار
فـي  كفه السحري، iiيزهوالغار
*             *            ii *
يـاويح  من عصفت به الأفكار
يـرجو  الوصال فشعره iiأسمار
فـالأهـل  والخلان و iiالأزهار
وهـبـة يـدعـون يـا iiغفار
أيـكـاً تـسـبح فوقه iiالأطيار
والـكـتب  والأقلام و iiالأحبار
واجـعـله في عدن فأنت iiمنار
واجـعـلنا في الناجين يا iiغفار
هـذي  سـحائب عفوك مدرار
حـيث  البهاء وتومض iiالأقمار
يـخـشى الحساب فخوفه موار
يـارب  فـارحـم إنني iiخَوّار
تـبـكي وتجأر أنت نعم iiالجار
تـشفي القلوب و وحدك iiالقهار
مـا طـار قـمري و بان iiنهار