جحود!

لمياء الرفاعي

لمياء الرفاعي

نـطَـقَ الأسى في عينِها والدمعُ في صمتٍ iiتكلّمْ
وتـدافعتْ  غُصصٌ من الجرح المرير وقد iiتجهّمْ
حُرَقٌ تموج بصدرها وتثور .. والإحساس مُضرَمْ
قـلـبٌ  يـئـن ّ، ودمـعةٌ بين الضلوع به تُكتَّمْ
والـقـلبُ إنْ ذُبِحَ الحنانُ فجُرحُه عرشٌ تحطّمْ ii!
روحٌ تـنـادي كـلّ غالٍ من شموس العمر أظلمْ
تـدعـو  الـمـنى تختال والآمال بالأحلام iiتنعَمْ
تـدعو  زهورَ الروض تسقيها من الأحلام iiزمزمْ
تـدعـو تـرانـيـمَ الطيور ومَن بنجواها iiترنّمْ
تـدعـو  لـحـوناً قد تهادت في لياليها ، iiفتحلمْ
وتـدافـعـت  صورٌ من الحلم الجميل وقد iiتهدّمْ
تـرثـي  يـنـابـيعَ الحنان تضمّهُ كنزاً iiومَغنمْ
تـرثـي دمـوعـاً كـم سقتها عينُها دُرّاً ، فلمْلَمْ
تـرثـي  لـيالي السُهد في جمر السرير إذا iiتألّمْ
تـرثي أنينَ الروح في جوف الدجى والناس iiنوَّمْ
خـوفاً .. رجاء .. وانكساراً .. أنْ لعينيها iiسيسلَمْ
مَـن  قـد سـقتْ أنفاسَهُ روحاً بنور القلب iiمُفعَمْ
مَـن  كـانَ لـلنجوى شموعاً في فؤادٍ ليس يسأمْ
أغـرودةً  .. قـد أطـلقتها في سماء العمر iiأنجُمْ
أنـشـودةً  .. قـد ردّدتـهـا للدُّنا والقلبُ iiمُغرَمْ
روحـاً  بكُنْهِ الروح ذابت ، والحشا بالروح iiتنعَمْ
فـيـه الأمـانـي صـوّرتْـها جنّةً إنْ ما iiتبسّمْ
فـيـه  الـحـكـايـا زيّنتها بالحَلا طيباً iiوبلسَمْ
هـوَ  مرفأٌ كانت لطول العمر ترجوه .. فأحجمْ ii!
وتـحـطّـم  الـحـلم الجميل كما قناديلٌ iiتُحطّمْ
فـي  لحظة كان الجحود معاولاً تهوي .. فيُهدَمْ ii!
سـهماً  .. وينطلق اللسان بسهمه كالنار ، مُضرَمْ
سُـمّاً .. وينحرف الفتى في معبد الشيطان ، iiيأثَمْ
والـقلبُ  في الصدر الجريح يرفُّ كالطير iiالمُكلَّمْ
ويغوصُ  في بحرٍ من الصمت الحزين بكى وخيَّمْ
والـجـرحُ  إعـصارٌ يموج بروحها ودمٌ iiوعلْقَمْ
والـمـوجُ  يـأخـذهـا لشطٍّ دون شطّ قد iiتجهّمْ
يـهـوي  بـهـا ويـهزّها ويُحيلُها صَنَمَاً iiتهشَّمْ
والـريـح تدفعها .. كشيء .. لم يعدْ يحيا iiويحلمْ
والـدرب يسبقها .. فتمضي في غَدٍ والدرب مُبْهَمْ
والـعمر يسرقها .. إلى ليل الأسى ، والليل iiأظلمْ
والـوهـن  يـقـتلها .. وقد أودى بها قلب iiتيتّمْ
وتـشـدّها من عالَم الماضي رؤى ماتت iiومِعصَمْ
فـتـسـيرُ في درب اليتامى .. بين أشلاءٍ iiومأتَمْ
والـدهـر  يـنساها وقلب في جحود الغدر iiينعَمْ
وتـموت  أحلام الأمومة غضّةً .. والعرش يُهْدَمْ!