جناح جبريل
18آب2007
د.حسن الأمراني
جناح جبريل
د.حسن الأمراني
الأرض قـد أعـيتْ على الكتمانِ والـغـارُ فاضَ بما تكنُّ ضلوعهُ: من ذا الذي اخترق الفضاءَ مسبّحاً بـسط الجناحَ رضاً فما من روضة فـكـأنـهـا مـزهـوّةً مـكسوةٌ كـم مـرّت الأجـيالُ وهي كسيفةٌ كـمْ مـرّ من فرعونَ وهو يقودُها كـمْ سـاسـها بالذبحِ، كمْ من أمّةٍ قـابـيلُ، وابنُ أبيكَ رهْنٌ للثرى نـفـثتْ دماً تلك الجموع ولم تزلْ ولـكـم لـبستَ ثيابَ قسٍّ ناصحٍ نـيـرونُ كـانـكَ أو كأنّك كنتَهُ رومـا إذا احـترقتْ فألفُ ذريعةٍ ودمُ الـحـسينِ إذا جرَى، فمؤولُ قـابيلُ، مهلاً، لست وحدك حاملاً أضـحـى أكـاسرةُ الزمانِ تألّهُوا قـابـيـلُ يـزعـمُه نبيا مرسلا كـم مـنْ مسيلمةٍ طغى فتكسّرت كـم سادهمْ هُبَلٌ، وكمْ عزّى غدتْ وأتى الصّباحُ، فيا سحائبُ أمطري مـن هؤلاء السائرون على الونى الـموقدون على الطوى نار القرى الـحـامـلون على الأكف نفوسهمْ الـصـابـرون وقد تُنقّص فيئهم الـحاملو الرايات إن حمي الحمى الـراقـصـات إلى منى رُكْبانهمْ ظمئت عيونُ الأرض فانفطرت دماً زبـر الـحـديـد إذا تعذر طيها قال:(انتصر)،فتفجّرَتْ عين القضا ربّـاه، تـلـك عـصابة ما أقبلت حـيـزوم أقـدمْ، هـذه أسـيافهمْ يـبـغـون بـالمستضعفينَ نكايةً تـركـوا الأحبة والديار وهاجروا حـيـزومُ أقـدمْ، لا تـغادرْ منهمُ والـبـغـي مرتعُه وخيمٌ لو دروا ومـصـارع القوم اعتدوا محسوبةٌ الـهـاربـون مـن الجحيم مخافةً والـخـوف أمـن للفتى يرجو به والـخـوف ردء للحسير تقطّعتْ لا تـخـزنـا يـوم الـقيامة ربّنا الـسـالكون إلى الصليب طريقَهَمْ هـذا خـبـيـبٌ حـالـهُ بمراده هـذا غـلامـكِ، أمّ عـبدٍ، رتّلتْ فـإذا الحبيب المصطفى من بعدها هـذا غـلامـكِ، أمّ عبدٍ، قد بدتْ أوَ تـضحكون؟ هما أشدّ.. أشدّ في لـيـس الـتفاوتُ بينكمْ من كثرةٍ إن الـتّـفـاوتَ لو علمتمْ من تقىً | والـنّـور رفَّ، فـآذنـتْ هـل لي على حجْب الضياء يدانِ؟ وعـلـى الشفاه سحائبُ الرحمنِ؟ إلا ازدهـت بـبـشـائر الإحسان مـن نـشـوةٍ بـشـقائق النّعمانِ مـن صـولـةِ الـشركاءِ بالبهتانِ لـلـنّـار، بـئسَ مواردُ الطغيانِ مـنـكـوبـةٍ تبعتْ خُطَى هامانِ أوَ مـا ارتـوتْ كفّاكَ من إدمانِ؟ يـغْـذوك حـقْد ليس في الثعبانِ والـشّـرُّ تـحت الثوب كالبركانِ ويـزيـدُ كـم ولـغـا وكم يلغانِ يـأتـي بـهـنّ أكـابر الرومانِ الأخـبـار لا سـاهٍ ولا مـتـوانِ فـي الأرض رفش الغدر للإخوانِ لـمّـا لـهـا الـنّصحاءُ بالألحانِ قـابـيـل يلبس ثوبَ بوش الثاني آيـاتـه، وهـوى إلـى الأذقـانِ مـعـبـودةً، والـوقر في الآذانِ وتـدفّـقـي خـيراً على الإنسانِ الـحـامـلـون مـشاعل الفرقانِ الـبـاذلـون الـناس خير جفانِ الـفـائـزون بـبـيعة الرضوان الـقـائـدون أعـنّـة الـفرسانِ الـضـاربـون مـجامع الأضغان والـسّـلـم ثـوبُهم على الأبدانِ أسـيـافـهـم من بعد طول ليانِ فـدواؤهـا فـي الـكيّ والنّيران لـلـسـائـل المغلوبِ والعطشانِ أشـراً ولا بـطـراً إلـى الميدانِ جـاءت تـمـدُّ حـبائل الشيطانِ مـن بـعـد حَمْلهم على الهجْرانِ شـوقاً، وبعض الشوق غير مُعانِ إلا وقـد كـبُـوا إلـى الأذقـانِ لـكـنْ قـلـوبـهمُ من الصّوّانِ حـقـاً، ومـا حسبوه في الحسبان والـخـوف زاد العاشق الجوعانِ مـا قـد أعـدّ لـهُ مـن الغفْرانِ مـنْ دونـهُ درعٌ عـلـى الأبدانِ هـذا الـدعـاء فـجُـدْ لنا بأمانِ فـي غـيـر ما وجل ولا إذعان نـطقتْ، وكانَ القلبُ في اطمئنانِ شـفـتـاه آيـاتٍ مـن الـقرآنِ عـيـنـان واكـفـتان خاشعتانِ سـاقـاه عـنْـد الـنخل تشتبكانِ الـرّجـحانِ من أحُدٍ لدى الميزانِ أو قــوّةٍ تـأتـي مـن الأبـدانِ ومـن الـهـدى والـعلم والإيمانِ | ببيانِ