نفحة من هجرة طه

جعفر عبد الله الوردي

نفحة من هجرة طه

جعفر عبد الله الوردي

[email protected]

كَـم هـيَّجَتْ أشواقَنَا ذكرى النَّبيْ
مِـن  بـعـدِ أنْ ذَاقَ العناءَ iiبمكةٍ
وصـديقُهُ  الصديقُ صاحبُهُ iiالذي
وغَـدا لـخيرِ المرسلينَ iiمُصاحبًا
وفَـدى  الـحـبيبَ بنفسِهِ iiوبمالِهِ
ومَـشـى الحبيبُ بِقصْدِهِ iiمُتوجِّهًا
وغَـمـامـةٌ فـوقَ الـنَّبيِّ iiتظلُّهُ
فطَوى الفَيافي - مَن فؤادي دُونَه-
وتَـنـاقَـلـت فـي مَكَّةٍ iiأخبارُهُ
وسَـرَا  سُراقةُ نحو أَحمدَ iiمُسرِعًا
غارتْ بِهِ ما كانَ يركبُ في الثَّرى
فـأجـارَهُ خـيـرُ الورى iiبإِشارَةٍ
فـأشـارَ  أحـمـدُ ثـانيًا iiبيمينِهِ
فـدرَى  سـراقـةُ أنَّ أحمدَ iiأحمدٌ
فـأصاخَ  سَمعًا للرَّسولِ iiوصدَّقتْ
ولأُمِّ  مَـعـبـدَ قـد بَدتْ iiأنوارُهُ
هـذا الـذي مَـشَتِ العوالِمُ iiدُونَهُ
قَـدِمَ  الـمـدينةَ فاستحالَتْ iiطيبَةً
بـشـرى لـهـا ولأَهلِها iiبقدومِهِ
وتَـبَـارَكـتْ أنـحاؤُهَا iiوديارُهَا
قـلـبَ الـزمـانَ بهديهِ iiورَشَادِهِ
نـشرَ  الفضيلةَ في البِلادِ iiجميعِهَا
وجَـلا الـحـقـائِقَ للعُيونِ مبيِّنًا
فـجَـزَى الإلـهُ نـبـينَا iiبمقامِهِ
نـفـسي  وإِنْ طالَ الزمانُ iiفداؤُهُ
فـإِلـيَّ  يـا ابنَ فَواطِمٍ iiوعَواتِكٍ
قُـمْ يـا رسـولَ اللهِ إنـا iiهَـمَّنَا
إنَّـا الـمَـوَاتُ وأنـتَ حيٌّ بيننَا
أدرِكْ  أَيـا خـيـرَ البرايَا iiمُكلَمًا
واللهِ مَـا قَـصَـدَ الإلـهَ iiمـحمدٌ
إذْ  كـلُّ مـخـلـوقٍ لـهُ iiمتذلِلٌ
وأنَـا عُـبـيدُك جعفرٌ جاءَتْ iiبِهِ
فـقـلِ  القَبولُ حليفَكُم iiومصيرَكُم
إنْ لـمْ يـكـنْ عملٌ لديَّ فإنَّ iiلِي
وعـلـى الـنَّبيِّ الهَاشِميِّ iiغَمامَةٌ
وتَـسِـحُّ مِـسكًا مِن صلاةِ iiمُمَجَّدٍ
وكـذا  عـلى أُمي البتولِ iiونَسلِهَا
وعلى الصِّحابِ الفاضلينَ iiجميعِهِم






































فـي  يومِ هَاجرَ بِالصَّلاحِ iiلِيثْرِبِ
مِـن  كـفِّ خـطَّـاءٍ لئيمٍ مُذنبِ
فَـألُ الـسَّـعـادَةِ جاءَهُ iiبالمَطلَبِ
فـي هـجرةٍ جاءت لَنا iiبالمَرغَبِ
وعَـلا إلى أنْ صارَ فوقَ iiالكَوكَبِ
نـحـوَ الـمدينةِ ذَاتِ طَلعٍ iiطَيِّبِ
وحِـراسَـةُ  الـدَّيـانِ لم iiتَتَغيَّبِ
ورأى المَشقَّةَ في الشُّروقِ iiومَغرِبِ
أنْ  أدرِكُـوا بـجوائزٍ ذاكَ iiالنَّبي
حـتَّـى  غَدا من قَصدِهِ iiبالمَقرُبِ
فـإذا بـهِ مُـسـتـنجِدٌ iiبالمَطلَبِ
لـكـنَّ  حـبَّ عطائِهِمْ لم iiيَغرُبِ
فـغـدتْ  قوائمُ خيلِهِ في iiالتِّريَبِ
وبـأنَّـهُ  نـجـمٌ عليُّ iiالمَنصِبِ
أركـانُـهُ أنَّ الـنـبـوةَ في iiأَبِي
فـتـعـجَّبتْ، هذا النَّبيُّ أتعجَبِي!
فـي وَجـهِهِ كلُّ المَحاسِنِ فاطلُبِي
وتـمـيَّـزتْ عن غَيرِها بالطَّيِّبِ
قـد غَـابَ عنهم كلُّ ضرٍّ مُعطِبِ
وتـكـلَّـمتْ:  أَنعم بِه من iiسَيِّبِ
وبَنَى  الرجالَ فما تَرى من iiغَيهبِ
وهَدى  العبادَ إلى طريقٍ iiمُخْصِبِ
سَـنَـنَ الـرَّشادِ وماحِقًا iiلِتَعصُّبِ
وبـمـا يَـسُـرُّ فؤادَهُ من iiمَطلَبِ
هـذا  اعـتقادِي بل دِيانةُ iiمذهَبِي
فـأنَـا  عُـبيدٌ ما لَهُ من iiمُعْصِبِ
هـمٌ، فـجـاهُـكَ أحمدٌ لمْ يُسلَبِ
فـاسْقِ المَواتَ بشَربَةٍ من iiمَشرَبِ
لـعِـبتْ  بهِ مِحَنُ الزمانِ iiبِمَلعَبِ
إلا  وجَـاءَ الـكونُ يدنُو كالصَّبِي
لِـجَـنـابِه،  وهو النَّبِي ولا iiنَبِي
نُـوقُ  الـبـيانِ بشعرِهِ المُتَطيِّبِ
وأمـانـةٌ مـن كَـونِـنَا المُتقلِّبِ
رَحِـمٌ  لـديكَ ووصْلُها مِن iiأَقرَبِ
تَـهـمِي بسحْبٍ من سَلامٍ iiمُعشِبِ
وتُـقـيـلُ  عثرةَ مادحٍ والمُنجِبِ
أهـلِ  التُّقى مَن جَاهُهُم iiكالكَوكَبِ
عـدَّ الـسحابِ الجارياتِ وتَورَبِ