بشائرُ الفجرِ المشرق
18آب2007
محمد نادر فرج
بشائرُ الفجرِ المشرق
محمد نادر فرج
ألقيت في مهرجان لدعم الانتفاضة في المركز الثقافي العربي في التلّ في 8/11/2001م ، كما ألقيت في الندوة الشعرية التي أقيمت على مدرج كلية الآداب بجامعة دمشق 18/5/2002م .
| بزغ الضياءُ على الوجود وأشرقتْ في الكونِ أنوارُ الصباحْ وتـتـابـعَ الأبطالُ في ركب الشهادةِ مسرعينَ إلى الفلاحْ وعـلـتْ أهازيجُ البطولةِ موكبَ التشييعِ لا صوتُ النُّواحْ عـرسُ الشهادةِ فرحةٌ يشدو بها الشعبُ الذي مَرَسَ الكِفاحْ وعَـروسُـهُ الـبطلُ المسجّى هانئاً فوقَ الأكفِّ قد استراحْ يـزهـو بـإكـلـيلِ الوقارِ يحيطُ فيهِ مُخضَّباً بدمِ الجراحْ أعـرافـهُ المسكُ الشذيُّ مُصعِّداً ويفوحُ من تحتِ الوِشاحْ وخـضـابُهُ الورديُّ فَيْحُ شذاهُ، لونُ الفخرِ، لونُ الانشراحْ يـمـضي إلى الفردوسِ مُختالاً وفي رَكبِ الخلودِ لهُ رَواحْ قـد نـالَ مـا يـرجوهُ من أملٍ، وها هو قد تكَلَّلَ بالنجاحْ لـم يـحـنِ هـامـاً لـلعدوِّ، ولا تحايلَ أو تعذَّرَ بالسَّماحْ وقـضـى بـمـيـدانِ البطولةِ شامخاً تنعيهِ قَعْقَعةُ السِّلاحْ قـد عـاشَ في كَنَفِ الرُّجولةِ ماجداً يهوى البطولةَ والكفاحْ وقـضـى كما يرجو شهيداً قدْ تسربلَ فوقَ هاتيكَ البِطاحْ ** * ** لـلـهِ يـا هـذا الأبـيُّ الـحُـرُّ إنكَ أنتَ رَمزُ الخالدينْ قـد كـنـتَ رمـزاً لـلـمروءةِ والوفاءِ وللحنانِ وللحنينْ رَمـزَ الـطهارةِ والنَّدى والبشرِ والإشراقِ مَزهوّاً رَصينْ كـالـبـسـمة الغرّاءِ، كالوردِ المفتِّحِ، مثلَ زَهرِ الياسمينْ يـسـمـو بعزَّةِ نفسِهِ، فوقَ الورى ويعيشُ مرفوعَ الجبينْ حـرّاَ فـلا يـرضى الخنوعَ ولا يداهنُ أو يمالئ أو يلينْ عَـرَفـتـهُ تـلك الأرضُ رَمزاً للدُّعاةِ وللهداةِ المُخْلَصين ورأتْ بـهِ بـيـنَ الجموعِ شُموخَ أربابِ المعالي واليقينْ قـد عـاشَ يَسحرُهُ ويُشجيهِ الوَفاءُ وحُبُّ مَوطنِهِ الحصينْ وأهـاجَـهُ صَـوتُ استغاثةِ أرضِهِ الثُّكلى فثارَ بهِ الحنينْ فـإذا الـنُّـواحِ يـشقُّ أستارَ السُّكون إليهِ في رَجعِ الأنينْ ويـهـيـجُـهُ فـغدا هَصوراً ثائراً لَيْثاً يَضيقُ بهِ العرينْ غَـضَـبـاً كـبـركانٍ تمرَّدَ ساخطاً ليدُكَّ عَرشَ الظالمينْ قـد ألـهـبَ الأرضَ الأبـيةَ ثورةً تذرو وجوهَ الغاصبينْ وأثـارَ نـقـعَ الموتِ موَّاراً ويعصفُ في دِماءِ المجرمينْ تـأبـى عـلـيـهِ مروءةُ الأبطالِ إلاّ الثّأرَ للمستضعفينْ تـأبـى عـلـيـهِ بـأن يُنافقَ أو يمالئَ أو يُداهنَ أو يَلينْ مـهـمـا يـكنْ فالموتُ أهونُ ألفَ مرَّةَ من حياةِ الخانعينْ ** * ** يـا أيُّـهـا الأبطالُ هذا الدَّربُ دربُ الطاهرينَ الأصفياءْ دربُ الـكـمـاةِ المخلَصينَ الأولياءِ، ودربُ أربابِ الوفاءْ دربُ الأبـاةِ الـخـالدينَ الماجدينَ، طريقُ من لبّى النِّداءْ لـكـنَّـهُ صَـعـبُ الـمـسالكِ، شائكٌ، فلتستعدّوا للفداءْ دربٌ بـهِ لـلـرَّوعِ أشـكـالٌ وفي طيّاتِهِ الموتُ الفُجاءْ لـكـنَّـهُ دربُ الـتَّـحدي، مَسْلكُ الأبطالِ، دربُ الأنبياءْ لا يـمـتـطـيهِ منَ الأنامِ سوى ألو العَزمِ الكماةُ الأقوياءْ يـخـتـارُهُ الـشـجـعانُ والمتميزونَ ولا يرونَ بهِ عناءْ وسـلـكـتـمـوهُ وأنـتـمُ الأكفاءُ أنتم فيهِ مشكاةُ الضياءْ فـالـجـرحُ فـي أعـماقِنا ما زالَ رعَّافاً وينْزِفُ بالدِّماءْ قـدْ أيـنـعَ الأمـلُ المشوقُ بعزمكمْ وبدتْ تباشيرُ الرَّجاءْ سـيـسـجِّـلُ التّاريخُ في طيّاتِهِ من وصفِكمْ لونَ الصفاءْ وبـأنـصعِ الصّفحاتِ يكتبُ ذكرَكم بالعزمِ واليدِ والسَّخاءْ وبـكـم سَـيـزهو المجدُ مُختالاً ويفخرُ بالتَّميُّزِ والعطاءْ هـذا وِسـامُ مـحـبّـةٍ، منْ مُخلصٍ، يُهديهِ موفورَ الثّناءْ ** * ** قـلْ لـلـصـهـاينةِ العتاةِ المجرمينَ، وكلِّ أركانِ الطغاةْ لـن تـنـعموا بالظلِّ والأمنِ الوديعِ على رُبانا الشّامخاتْ لـن تـهـنـئوا وبضفَّةِ الأردنِّ منّا طارفٌ بالقصفِ ماتْ لـن تـهـنـئـوا وعلى رُبا حطّينَ أقيالٌ وهمْ نَسْلُ الأباةْ لـن تـطـمـئنّوا في ذُرا اليرموكِ مادُمنا على قَيدِ الحياةْ سـنـظـلُّ بـركاناً إذا ما هاجَ يعصفُ بالجبالِ الرّاسياتْ سـنـظـلُّ فـوقَ رؤوسكمْ غضباً يُزَمجرُ كلَّ حينٍ بالعتاةْ سـنـظـلُّ فـي حلقومكمْ شوكاً ينغِّصُ عَيشكم حتى الوفاةْ سـنـظـلُّ فـي أحـشـائكمْ لهباً يُسعِّرُهُ نحيبُ الثّاكلاتْ سـنـظـلُّ رمـزاً لـلنّدى والبأسِ والعزمِ الممنَّعِ والثّباتْ فـلـنـا بـإذنِ اللهِ وعـدُ الصّدقِ بالنَّصرِ المؤزَّرِ والنَّجاةْ ولـكـم إذا شـاءَ الإلهُ الخزيُ والسَّحقُ المدمِّرُ والمماتْ تـسـتـأصـلونَ فليسَ تنفعكم حصونٌ أو معابرُ سالكاتْ وكـذا مـآلُ الـظـلمِ فالطغيانُ آخرُ ما يؤولُ إلى الشَّتاتْ والـلـيـلُ مـهـما طالَ واسودَّتْ غياهبهُ فإنَّ الفجرَ آتْ |
