حِوار.. مع المتنبي

فيصل الحجي

فيصل بن محمد الحجي

[email protected]

أبـا  الطيِّبِ ما كنتَ اللسانَ iiالمُحابيا
تـقولُ  وقد غطّى المَشيبُ iiمحاسِناً..
(خُـلِقتُ  ألوفاً لوْ رجعتُ إلى iiالصِبا
أبـا  الطيبِ في نفسي حنينٌ iiوحسرة
لـقدْ نالَ منكَ الشيبُ بِراً.. فهل جَنى
خُـلـقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى iiالصِّبا
فـأيـهـمـا  أولى بدمعي وحسرتي
أأقـلِـبُ  مـيزانَ الوَفا.. فيفوقُ منْ
ومـا  لـي لا أشدو إذا عُدتُ iiللصِبا
هـو  الأولُ المَرضيُّ عَهداً iiومَقدماً..
وهـل أشتري بالعزمِ وهناً؟ iiوأشتري
وهـل  تـعذُبُ اللذاتُ إلا مع iiالصبا
وهـلْ  تـسعَدُ الحسناءُ إلا مع iiالفتى
لـقـدْ كنتُ في الماضي كليلٍ وفجرهِ
فـأصبحتُ  كالزرعِ الهشيمِ.. iiأصابَهُ
ولـولا  وقـارٌ.. والـرضا iiبقضائه
سَـرى  بـيَ شوقٌ للشبابِ.. iiفردّني
*                *               ii*
ألا إنـهـا الـدنـيـا زوالٌ iiمُـمَهّدٌ
ومـا نـفـعُ (لَو) لو قُلتُها ألفَ iiمرةٍ
وكـمْ كـنـتُ أرتـادُ الـتمنّي iiلعله
قضتْ حكمةُ الباري بأنْ يرحلَ الصبا
فـمـا تـنـفعُ الآهاتُ مهما iiتردّدتْ
عـلى  أنّ في الأخرى عَزاء iiلمؤمنٍ
























فـمـا لـكَ أوردتَ الوفاءَ iiالمنافِيا؟!
وأوهـنَ  أبـصاراً.. وعزماً iiمؤاتياً:
لـفـارقتُ شَيبي موجَعَ القلبِ iiباكيا)
فـدعـنـي  أقُلْ قولاً جديداً iiمُوازيا:
شـبـابُك  ذو الأفضالِ بِراً iiمُساويا؟
لـفارقتُ  شَيبي ضاحكَ القلبِ iiشاديا
فِـراقُ مَـشـيـبي أم فراقُ iiشبابيا؟
أسـاءَ  جِـواري من أطاب جِواريا؟
وفـاءً لـهُ لَـمَـا أضـاءَ iiحَـياتيا؟
وذكـراهُ  لا تُـنـسى لمنْ كانَ وافيا
بـحـسـنٍ شُـحـوباً كالحاً iiلإهابيا
وتُـصبحُ  ذكرى إن مضى iiورَمانيا؟
وتـنـفـرُ مـنْ مثلي وتهجرُ iiبابيا؟
نـهـارُ  جـبـيـني يستظلُّ اللياليا
رمـادٌ..  وقد أضحتْ له الريحُ سافِيا
لـكانَ  جِوارُ الشَّيب كالصّابِ iiصافيا
كـأنّـيَ ظـمـآنٌ أرُودُ iiسَـرابيا!..
*                *               ii*
لـهُ  بـانـحـدارٍ.. يـنتهي iiبفنائيا
فـلـنْ يَـرجعَ الماضي عليّ ولا لِيا
يـعـالـجُ  لي دائي.. فما كان شافيا
يـجـرُّ قـطارَ العمرِ يَطوي iiالأمانيا
بـصـدري وشـقّتْ بالحنينِ iiشِغافيا
ورحـمـةُ  بـاريـنـا تُطمئِنُ iiباليا