حِوار.. مع المتنبي
18آب2007
فيصل الحجي
فيصل بن محمد الحجي
أبـا الطيِّبِ ما كنتَ اللسانَ تـقولُ وقد غطّى المَشيبُ محاسِناً.. (خُـلِقتُ ألوفاً لوْ رجعتُ إلى الصِبا أبـا الطيبِ في نفسي حنينٌ وحسرة لـقدْ نالَ منكَ الشيبُ بِراً.. فهل جَنى خُـلـقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى الصِّبا فـأيـهـمـا أولى بدمعي وحسرتي أأقـلِـبُ مـيزانَ الوَفا.. فيفوقُ منْ ومـا لـي لا أشدو إذا عُدتُ للصِبا هـو الأولُ المَرضيُّ عَهداً ومَقدماً.. وهـل أشتري بالعزمِ وهناً؟ وأشتري وهـل تـعذُبُ اللذاتُ إلا مع الصبا وهـلْ تـسعَدُ الحسناءُ إلا مع الفتى لـقـدْ كنتُ في الماضي كليلٍ وفجرهِ فـأصبحتُ كالزرعِ الهشيمِ.. أصابَهُ ولـولا وقـارٌ.. والـرضا بقضائه سَـرى بـيَ شوقٌ للشبابِ.. فردّني * * * ألا إنـهـا الـدنـيـا زوالٌ مُـمَهّدٌ ومـا نـفـعُ (لَو) لو قُلتُها ألفَ مرةٍ وكـمْ كـنـتُ أرتـادُ الـتمنّي لعله قضتْ حكمةُ الباري بأنْ يرحلَ الصبا فـمـا تـنـفعُ الآهاتُ مهما تردّدتْ عـلى أنّ في الأخرى عَزاء لمؤمنٍ | المُحابيافـمـا لـكَ أوردتَ الوفاءَ وأوهـنَ أبـصاراً.. وعزماً مؤاتياً: لـفـارقتُ شَيبي موجَعَ القلبِ باكيا) فـدعـنـي أقُلْ قولاً جديداً مُوازيا: شـبـابُك ذو الأفضالِ بِراً مُساويا؟ لـفارقتُ شَيبي ضاحكَ القلبِ شاديا فِـراقُ مَـشـيـبي أم فراقُ شبابيا؟ أسـاءَ جِـواري من أطاب جِواريا؟ وفـاءً لـهُ لَـمَـا أضـاءَ حَـياتيا؟ وذكـراهُ لا تُـنـسى لمنْ كانَ وافيا بـحـسـنٍ شُـحـوباً كالحاً لإهابيا وتُـصبحُ ذكرى إن مضى ورَمانيا؟ وتـنـفـرُ مـنْ مثلي وتهجرُ بابيا؟ نـهـارُ جـبـيـني يستظلُّ اللياليا رمـادٌ.. وقد أضحتْ له الريحُ سافِيا لـكانَ جِوارُ الشَّيب كالصّابِ صافيا كـأنّـيَ ظـمـآنٌ أرُودُ سَـرابيا!.. * * * لـهُ بـانـحـدارٍ.. يـنتهي بفنائيا فـلـنْ يَـرجعَ الماضي عليّ ولا لِيا يـعـالـجُ لي دائي.. فما كان شافيا يـجـرُّ قـطارَ العمرِ يَطوي الأمانيا بـصـدري وشـقّتْ بالحنينِ شِغافيا ورحـمـةُ بـاريـنـا تُطمئِنُ باليا | المنافِيا؟!