النار
23كانون22010
الحكيم نوري الوائلي
الحكيم نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
بعد منتصف الليل حيث العيون نائمة لا تدري هل ترى ضياء الفجر ام لا , نادتني الممرضة طالبة المساعدة
لان المريضة لم تعد تتنفس . فأسرعت لها فوجدتها قد فارقت الحياة عن عمر جاوز التسعين عاما.
فوقفت عندها وتأملتها (جثة باردة , فاه مفتوح , عينان غائرتان) فسألتها
وبعد الجواب تبللت خداي بالدموع
يـا نـارُ هـل أمِـن الردى هـل أيـقـن القلبُ الشغولُ بأنّني يا نارُ من حولي الشباب وقد مضوا ولـقـد رأيـتُ من الزمان عجائباً ووقـفـتُ عند الفجر فوق جنازةٍ مـاذا جـنـيتِ من الحياة وكم بها فـأجـابـنـي الجسدُ المثلّجُ باكياً كـانـت سـويعات وقد نالتْ بها فـتـرقـرقت في العين دمعةُ نادمٍ جـهـلٌ ولـعـبٌ أرتوي متفاخراً طـفـلٌ بـجهلي والذنوب ضئيلها وركـضـتُ خـلفَ لذائذٍ فعلوتها قـل الـحياءُ فكيف مثلي يستحي فـنـسـيـتـه ونسيت أنيّ مسلم يـالـيت قلبي في المحارم صائماً الـنـارُ تـأخـذني بعدلك جازماً الـقـلـبُ فـيـها للطغات مقامع مـا حال من ترك الصلاة إذا رأى هـل ينفعُ الصبرُ العصاةَ ولم يروا مـا حـالهم وسط اللضى ونفوسهم ويـقـول ربّـك لـلجحيم مسائلا فـتـقـول ربـي والحشود قوافل لـكـنّـنـي أهـفو لحلمك سيدي ان كـان صـبري للمواجع حاوياً حـالـي ألاهـي كالغريق مكتف مـن لي سواك من الذنوب مخلصاً هل يحرق الجسدَ السعيرُ وجبهتي أو أسـتـباح الى العذاب ودمعتي لـولاك مـا عرف الطموحُ حبائلاً لـولاك مـا دخـلَ الجنانَ موحدٌ | لأناموالـعـمـرُ يغرزُ في الفؤاد سِهاما أصـحـو الـصباحَ مُعافياً مقداما بـالـنـائـبـات ولم يروا أحلاما تـبـكي الرضيعَ وتنطقُ الأصناما قـد جـاوزت في عمرها الأعواما عـشـت الـدهورَ حلاوةً ووئاما لـم أذكـر الأفـراحَ والأيّـامـا مـنّـي الـمـواجـعُ ذلّةً وظلاما خـافَ الـوعيدَ وعايشَ الأوهاما فـكـأنـنـي طفلٌ هوى الأحلاما كـجـبـال صـخر تبلغُ الأجراما فـوجـدتـهـا بـعد المنى أوهاما مـن خـالـقـ يـدنو له إقداما شـهَـدَ الـشـهـادةَ موْثقا ولزاما ويـقـولُ عـنـد الملهيات سلاما تـحـوي الـقرارَ عدالةً وغراما والـقـعـرُ يحتضنُ النّفاق زحاما نـارَ الـجـحـيـم نهايةً ومقاما فـي الـنـار قطعاً للعذاب ختاما تـرجـو إذا ذكـر الـحميم حماما هـلاّ مـلـئت من الجموع ركاما زدنـي , فـزاد وقـودها أجساما فـبـهِ يطوف على الجّحيم سلاما فـألـيـم بـعـدك يـلهبُ الآلاما كـيـف الـنـجاة وأبتغي الآثاما ويـزيـحُ مـن قلبي الجهول لثاما خـرّت لـوجـهـك سيدي إسلاما فـي الـنار تعلو صرخةً وندامى لـولاك مـا ذاقَ الـفـؤادُ مراما حـتـى وان بـلـغَ الكمالَ تماما |