النار

الحكيم نوري الوائلي

الحكيم نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

[email protected]

بعد منتصف الليل حيث العيون نائمة لا تدري هل ترى ضياء الفجر ام لا , نادتني الممرضة طالبة المساعدة

 لان المريضة لم تعد تتنفس . فأسرعت لها فوجدتها قد فارقت الحياة عن عمر جاوز التسعين عاما.

 فوقفت عندها وتأملتها (جثة باردة , فاه مفتوح , عينان غائرتان) فسألتها

وبعد الجواب تبللت خداي بالدموع

يـا نـارُ هـل أمِـن الردى iiلأنام
هـل أيـقـن القلبُ الشغولُ iiبأنّني
يا نارُ من حولي الشباب وقد مضوا
ولـقـد رأيـتُ من الزمان عجائباً
ووقـفـتُ  عند الفجر فوق iiجنازةٍ
مـاذا جـنـيتِ من الحياة وكم iiبها
فـأجـابـنـي الجسدُ المثلّجُ iiباكياً
كـانـت  سـويعات وقد نالتْ iiبها
فـتـرقـرقت في العين دمعةُ iiنادمٍ
جـهـلٌ ولـعـبٌ أرتوي متفاخراً
طـفـلٌ بـجهلي والذنوب iiضئيلها
وركـضـتُ  خـلفَ لذائذٍ فعلوتها
قـل  الـحياءُ فكيف مثلي iiيستحي
فـنـسـيـتـه ونسيت أنيّ iiمسلم
يـالـيت  قلبي في المحارم iiصائماً
الـنـارُ  تـأخـذني بعدلك iiجازماً
الـقـلـبُ فـيـها للطغات iiمقامع
مـا حال من ترك الصلاة إذا iiرأى
هـل ينفعُ الصبرُ العصاةَ ولم iiيروا
مـا حـالهم وسط اللضى iiونفوسهم
ويـقـول ربّـك لـلجحيم iiمسائلا
فـتـقـول ربـي والحشود iiقوافل
لـكـنّـنـي أهـفو لحلمك iiسيدي
ان  كـان صـبري للمواجع حاوياً
حـالـي  ألاهـي كالغريق iiمكتف
مـن لي سواك من الذنوب iiمخلصاً
هل  يحرق الجسدَ السعيرُ iiوجبهتي
أو  أسـتـباح الى العذاب iiودمعتي
لـولاك مـا عرف الطموحُ iiحبائلاً
لـولاك  مـا دخـلَ الجنانَ iiموحدٌ






























والـعـمـرُ يغرزُ في الفؤاد سِهاما
أصـحـو  الـصباحَ مُعافياً iiمقداما
بـالـنـائـبـات ولم يروا أحلاما
تـبـكي الرضيعَ وتنطقُ iiالأصناما
قـد جـاوزت في عمرها iiالأعواما
عـشـت  الـدهورَ حلاوةً iiووئاما
لـم  أذكـر الأفـراحَ iiوالأيّـامـا
مـنّـي الـمـواجـعُ ذلّةً iiوظلاما
خـافَ  الـوعيدَ وعايشَ iiالأوهاما
فـكـأنـنـي طفلٌ هوى iiالأحلاما
كـجـبـال صـخر تبلغُ الأجراما
فـوجـدتـهـا بـعد المنى أوهاما
مـن  خـالـقـ   يـدنو له iiإقداما
شـهَـدَ الـشـهـادةَ موْثقا iiولزاما
ويـقـولُ عـنـد الملهيات iiسلاما
تـحـوي  الـقرارَ عدالةً iiوغراما
والـقـعـرُ يحتضنُ النّفاق iiزحاما
نـارَ  الـجـحـيـم نهايةً iiومقاما
فـي  الـنـار قطعاً للعذاب iiختاما
تـرجـو إذا ذكـر الـحميم حماما
هـلاّ  مـلـئت من الجموع iiركاما
زدنـي  , فـزاد وقـودها iiأجساما
فـبـهِ  يطوف على الجّحيم iiسلاما
فـألـيـم بـعـدك يـلهبُ الآلاما
كـيـف  الـنـجاة وأبتغي iiالآثاما
ويـزيـحُ مـن قلبي الجهول iiلثاما
خـرّت لـوجـهـك سيدي إسلاما
فـي  الـنار تعلو صرخةً iiوندامى
لـولاك  مـا ذاقَ الـفـؤادُ iiمراما
حـتـى  وان بـلـغَ الكمالَ iiتماما