موتٌ بديلْ

علي الزهيري

علي الزهيري

كم هو الموت ضئيل

ولكنه لا ينضب

فهو يجد ألف طريقةٍ

ليردِّد بها المفردة ذاتها ...!!!!!

إلى الأمسِ ... أهوي بشعري

على كتفيَّ سمائي

وخَتْمُ الخسائِرِ

يملأ ظهرَ الدفاترِ

أَصْرِفُ عينيَّ تلقاء عرشي...

فأبصرُ نعشي..

يهيمُ على ماءِ روحي

بطيئأً... بطيئاً ..

ككل البداياتِ

أجهلُ أين الطريقُ

وأين البريقُ

الذي سيؤرِّق نومَ الذينَ

قَضَوا صحوَهُمْ في انتظاري

وناموا وقوفاً على ثلجِ ناري

وغاصتْ بهمْ تمتماتُ الصَّدى

في رمال الترقُّبِ

واستسلموا للمدى...

أفتِّشُ عن وجه آخرِ

من يدخلونَ القصيدَةَ حبواً

على القلبِ ... والدربِ

يَمتثِلونَ لجرحٍ جديدٍ

 

يَخُضُّونَ ضرعَ الأملْ...

ويَخْشَونَ هَمْسَ الزَّنابِقِِ بالمُحتَمَلْ...

بِهمْ.. تتوقَّفُ كلُّ الأغاني

وتهوي الأماني

وينشقُّ وجهُ القمرْ....

تُطارِدُهُمْ كفُّ ماضٍ ضريرٍ

يغيبونَ في اللامكان

يَهُبُّونَ للخوفِ

يمتَشِقُونَ التَّلاشي

ويَجْنونَ شوكَ العواطِفِ

والإنتظار المريرْ...

تُحاصِرُهُمْ همهماتُ الرُّجوعِ

تفيضُ بهمْ قافياتُ الدُّموعِ

وتهوي الحقيقةُ

تفضَحُ للزَّهرِ زَيْفَ العبيرْ...

 أرى الموتَ يجمعُ أزهارَ أهلي

أصيحُ به دون وعيٍ

_ على غير نفسي _ :

" لقد كِدْتَ تنسى زهوري

فَخُذها ... وخُذني إليكَ

لتَكْتَمِلَ الباقَةُ المُشْتَهاةُ "

ولكنَّهُ لا يميلُ إليَّ

ويمضي...

يُخلِّدُ فيَّ الهَواجِسَ والذِّكرياتْ...

 على باب صمتي

أعلِّقُ تعويذتي للكلامِ الجميلِ

وأقرأُ ما كنتُ أهذي به للرياحِ

وللبدرِ حينَ يموتُ

رويداً... رويداً..

ليسمحَ للشهرِ بالإنحسارْ...

تُفاجِئُني مُفْرَداتُ التفاؤلِ

كُنتُ أظنُّ القصيدةَ

أشرسَ مما رَأيتُ

وأصدَقَ مما ادَّعى الإحتضارْ...

أغيبُ عن الشِّعرِ

أقطعُ حبلَ التأملِ

تقطَعُني... شَهْوَةُ الإنتحارْ..

أُكفِّرُ عن ذنبِ شِعري

أُمزِّقُ أحلامَ هذي القصائدِ

أهوي سريعاً

ولا أرض تحتي

ولا أرض فوقي

أؤلِّفُ بين قُلوبِ الهواء

المُفرَّغِ مني

وأهوي... وأهوي...

إلى حدِّ حَذْفِ المسافةِ

بيني... وبيني..

ويستيقِظُ القلبُ تحتَ الحِصارْ...

خروجٌ جميلٌ

وطعم انتصارْ...

وحظٌّ ضئيلٌ

وجرحٌ مثارْ...

أجِفُّ كحبة قمحٍ

تخلَّتْ عن الماءِ

كي لا يَموتَ التُّرابُ

المجاورُ للنهرِ

أو...

كي أكونَ المكانَ الذي

تتوازى به الكائناتُ

فلا وقتَ للموتِ أو للنجاةِ

خُروجي عن الحُلْمِ

ليس انتحاراً ... 

وليس افتراضاً...

ولكنَّني لستُ أدري

بأيِّ العجائِبِ

سوفَ أشدُّ اليقينَ إلى مقلتيَّ

وأختارُ دون ارتجافِ المكان على راحتيَّ

طريقَ القطارْ..

وأمضي ...

أُصَفِّفُ هذي الطريقَ

كما شاءَ ليلي...

كما شاءَ حبري...

وأنسى مِرارأ على الدربِ قلبي

وأبدأُ من حيثُ ماتَ النَّهارْ...

خروجٌ جميلٌ

وطعم انتصارْ...

وحظٌّ ضئيلٌ

وجُرحٌ مُثارْ...