العُرْبُ أشباح

د.جعفر الكنج الدندشي

د.جعفر الكنج الدندشي

[email protected]

الذكرياتُ لعلّها ترتابُ

من بعضِ آمالٍ يطول عذابُ

قدّيسةٌ في الصدر صلّى خلفها

قلبٌ كريمٌ لا أراهُ يُعابُ

فإنِ استقامت للصلاةِ تُئمهُ

هو خلفها ويضمها المحرابُ

ماكنتُ أحسب أن تُئمَّ شريفةٌ

من هاشمٍ بالحبّ كيف تُصابُ

ما عدتُ أُدرِك ما اعتراني في الهوى

مَطرُ القصائد حولنا يرتابُ

بَينٌ بـِبَـيـنٍ والمكان يضيقُ بي

مثل الزمان يعزُّ فيه غيابُ

كم أفلحَ الزمنُ المُشَتِتُ إذ قضى

مُرَّ القضاء وللزمان حسابُ

ما زلتَ يا قلبي تُغرد يمنةً

أو يُسرةً ويضيع منكَ ركابُ

تبغي الحجاز وما الحجازُ بمانعِ

إلاّ سواكَ ألم يمرَّ سحابُ

فارمِ كتابك للغيوم لعلّها

تُلقي السلامَ ويُسعَدُ الأحبابُ

وافصحْ بياناً للبيانِ تَلهّفاً

لحن البيان يُحلُّ فيه خطابُ

          **

أتتِ الهمومُ وللهمومِ عِتابُ

قاسمتها همّاً لهُ أنيابُ

ثِقَلُ الغروبةِ دونَ وزنِ دُرَيْهمٍ

والعصر عصر الخانعين يُهابُ؟

لا تعذريني إن بكيتُ بمأتمي

نفسي وأهلي، فالضياعُ صوابُ

تِلكم عروبتنا تبدد وجهها

طللاً حزيناً والعتابُ كتابُ

يا تُربَ أحمد في المدينة كيف لا

أخشى عليكَ عقيدةً ستُصابُ

نَفثوا سمومَ الجهل في أرجائها

برحاب أشرف أزهرٍ وأثابوا

ما شاء فرعون بن بارَك وارتضى

ذُلاً لمصرَ ومصرُ منه تُصابُ

يا ويح مصر لَكم تبدد شملنا

من حيث لم تدرِ بنا الأسبابُ

أبكيكِ مصر فقد تركتِ عروبتي

بين اليتامى والضياع عقابُ

أفديكِ مصر، أما تلوّثَ نيلنا

والرافدين أما لهنّ حسابُ؟

وتنام مصر بلا غطاءٍ في العرا

سرقَ اليهود غطاء مصر وغابوا

ورموا لنا من توتهم بورَيْقَةٍ

ليُسَتِرَنّكِ ظالمٌ كذ ّابُ

يا مصر يا أم البلاد تبعثرتْ

كل الحقائق بعد مصر تُعابُ

                           ***

البابُ تُغلَق خلفها الأبوابُ

والحقّ تحرقُ حوله الكُتّابُ

والعُربُ أشباحٌ وتلك حقيقةٌ

فمخاوفٌ وفعائلٌ وسِبابُ

وعشائرٌ وطوائفٌ مرهونةٌ

لدراهمٍ ورزائلٍ تنسابُ

وتعصّبٍ لرخائصٍ ومزابلٍ

ومجاهلٍ بالدين كيف يُصابُ؟

كتبُ التراثِ تضجُّ في أعماقها

هذا التراثُ من التراثِ يُعابُ

عربيةٌ لغتي؟ كأنّ حروفها

عبريةٌ، تتألّم الأحقابُ

ومباحةٌ لغة العروبةِ حظّها

كالقدس يرضع نهدها الأغرابُ

مأسورةٌ لغتي بكلّ بيانها

ما جدّ فيها لوعةٌ وعقابُ

مرجومةٌ لغتي؟ أتزني ضادنا

رُجِمت عروبتنا ونحن نُصابُ