لا خَفْقَ للحِدَأة

سامي العامري

لا خَفْقَ للحِدَأة

سامي العامري*

[email protected]

دعوا جرحي لجرحي

ناطقاً بقليلِ إيلامِ

وإلاّ فالكوارثُ في الحياةِ

 مدائحٌ لو أنها قيستْ بأورامي !

فأيُّ الأنهُرِ الخضراءِ تغفرُ لي

اذا صاحبتُ نحو صباحها الظلماتْ

وأيُّ الأحرفِ البيضاءِ

تغفر لي اذا حدَّثْتُها سهواً بشيءٍ

عن حُفاة العقلِ ,

  عن دنيا الحُفاةْ ؟  

وما يُجدي احتكامي للضياءْ  ؟

وما لي وابنَ جلدتيَ المُحَلِّقَ في فضاءاتِ الحِداءْ !؟

وها هي

غربتي امتدَّتْ الى الغرباءْ !

فليس لقامتي في دربهم ظلٌّ

ولا لي مُستَقَرٌ في منازلهم

ولا أرضى بهم إلاّ اذا أرضى بمأثرة الخواءْ

ومَن منهم سيغسلُ روحَهُ من زاحفِ الغبراءْ ,

ومَن منهم بمكرمةٍ يعاهدُ كفَّهُ الملساءْ ؟

ويصعدُ في الهواء رِئهْ ؟

كما الحِدَأهْ ؟

ومَن منهم يشاركني حريقي

وطعمَ الإعتذارِ الى الرحيقِ !؟

ومَن منهم أشير له بلا خوفٍ

وأفخرُ قائلاً : هذا صديقي ؟

كلمعٍ من عيون الجانِ قد خطروا

فعابوا عليَّ أنسامي

وقلبي الوالهَ الدامي

فمنهم مَن سَما إذْ صار شُرطيّاً لأقوامِ !

ومنهم مَن تفرَّغَ للنفاقِ رسالةً بالسينِ واللامِ

وآخرُ ناكِرٌ لجميلِ آخرَ ,

مُشْفِقاً يأتي لينقِذَهُ مِراراً من تفاهتِهِ

ومِن طبْعِ الأصيلِ الشكرُ يرفعُهُ بإكرامِ

وآخرُ فَضَّ معدنَهُ مديحُ الكاذبينَ

فصارَ منهم ,

صارَ رقماً بين أرقامِ

وماذا بعدُ ؟

عمري الآمل الباقي بغفلتِهِ

يُسوِّفُني , يُؤَمِّلني ,

يُعلِّلُني من الجدوى بأكوامٍ وأكوامِ

فغَطِّي يا سهوبَ القَيءِ أعلامي !

              

(*) شاعر وكاتب عراقي .

 كولونيا – مايس