هذا المكان لي

مرزوق الحلبي

هذا المكان لي

مرزوق الحلبي

 هذا المكان وقع كلام

يعدّ نجوم السماء ونخل الفلاة

ويُحصي كم من الطير في كل سرب

وكم من الفصول تتلو الفصول.

هذا المكان جماع الحروف،

ترسم الحدّ على الحدّ

بين الفروع وبين الأصول.

 هذا المكان

عطور بغير قارورة أو شارة مسجّلة

تدني إليّ عيشتي ونزوتي المؤجّلة

تُعطي الليالي حكاياتها

وتُهدي قصص العشق بداياتها

وتنظم الحبّ في السنبلة.

 هذا المكان توابل بلون القرنفل

تُعطي للقلب معاني شتى،

نثار النيازك ونار البنادق ولمع البيارق

خفقا على كل المقامات

يُدوْزن السير على سواء السبيل

ينشد الغبطة في الأعالي

ويقتفي أثر الإله في العناق الطويل.

 هذا المكان صداقة الحارات

وهمس العذارى في الأزقّة

يودّعن العروس من جنّة الحناء نحو سرّ الجسدْ

وصبية يطاردون الفراش

يراعون ألوانه ويضبطون العددْ

هذا المكان تذكار زمان

تزاحم صورا على صور كلما نأى وابتعدْ

 هذا المكان أغنية تتسع لانتشاء الروح والأمنية

تطالعنا من هالة الجدّة،

من وشي أردية على مرآتها.

من رنّة المفتاح معقود في جديلتها

من صلاة الفجر والأمسية.

في وشم معصمها حكايات المكان

وقافية الأهازيج ورتم الأغنية.

 هذا المكان صرختي الأولى

تدوّي في بداياتي

كفني يبيّض لي مماتي

لغة

ستورثني وتورثكم تفاصيل حياتي.