غزة .. كالصخر أمْضَى

جهاد إبراهيم درويش

جهاد إبراهيم درويش

قطاع غزة ـ فلسطين

[email protected]

سوف نبقى

ننشد الْعِزَّة بيتا ..

في ثباتٍ أجمعين

ننشد العودة داراً ..

رغم تعداد السنين

رغم هول الرزء نحيا ..

سوف نبقى صامدين

رغم سوط القهر بتنا ..

نتحدى الغاصبين

فاهنأوا ..

يا مسوخ الأرض دوَّى حقدكم ..

غَشَّى آذان السحاب

لن تُميتوا الآذان يعلو ..

إن هدمتم فوقنا كل القباب

فانسفوا الأحلام في كل بيتٍ ..

إنسفونا .. عَمِّدونا بالتراب

سوف تبقى الروح فينا شُعْلةً ..

نمتشق سُفْن الْعُباب

لن تمروا ..

غزةٌ كالصخر أمْضَى ..

غُرَّةٌ للعزِّ في ساحِ الجهاد

( وأعدوا )

فتيةٌ في الله قاموا ..

أسرجوا الليل بعزمٍ واجتهاد

أعلنوها حُرَّةً ..

غزة الأرض والعرض معا ..

درة الأحرار من يرعوا الوداد

يفتدوها .. يرفعون الحق فيها ..

رايةٌ تسمو إلى السبع الشِّدَاد

رَبِّ حمدا ..

جاءتِ الأحزاب تترى ..

هَزَّهَا الزهو .. تداعت في اسْتعار

تَخْنِقَنْ أنفاس مرضى ..

تََئِدَنَّ الزهر غَضَّا ..

تَنْشُرَنْ في الأرض الدمار

لا تُراعي حُرْمَةً ..

تهتك الأستار جُبْناً ..

هل أُصيبت بالدوار ..؟!!

رَبِّ شُكْرَا ..

يا إله الحمد أعْلَيْتَ التَّحَدي ..

فتهاوى الظلم يهوي في انْدِحَار

رَبِّ شُكْرَا .. رَبِّ شُكْرَا ..

قد تَجَلًَّت في رباط الْعِزِّ بَدْرٌ ..

تزدهي بالعرس تزهو بانتصار

وسَمَتْ في القلب جَمْرَاً غزة ..

تصنع التاريخ تعلو ..

رايةً للحق .. عنوان الفَّخَار

ملحمة غزة ..!!

جهاد إبراهيم درويش

قطاع غزة

يا أُمّة التوراة ..

هاتي لنا التوراة نقرأ ما سُطِرْ

وأْتي لنا التلمود يُفْتِينَ الورى ..

يُجْلي لنا الحاخام ما بين السُّطُرْ

نحن الأمم ..

نحن الذين تخندقوا .. في البذل .. قد بلغوا القمم

هذي أريحا موطنٌ ..

هي موطئٌ .. دارٌ لنا .. ومنارةٌ منذ الْقِدَمْ

وهنا بغزة رهطنا ..

من هجرتموهم تحت سوط القهر في ليل ادْلَهَمْ

سَعَّرْتم وجه الدجى .. لهباً تعالى يَضَّرِمْ

يغلي بمعمعة الفناء يُزَغْرِدَنَّ أزيزه ..

يغتال كل ناصيةٍ وفم

هذي قبية , دير ياسين خوتْ ..

حيفا ويافا بين أظهرنا هوتْ ..

أطلال غشت ثوبها ..

شبح المنية لفَّها سيلاً عَرِمْ

لنهيم في وادي الأسى ..

لا ملجأٌ .. عبثاً .. أتؤوينا الْخِيَمْ ؟؟

حتى حللنا غزة ..

هي مرفأٌ للآجئين قلوبهم ..

شَدَّ الحنين رباطها فيها ازدحم

ورثوا الجدود والأصالة والْقِيَمْ

وحموا المبادئ لم تَزِلَّ بهم قدم

يُحْيُون شمس الطهر يُعْلون الشمم

يهوون مهوى الروح .. يرعون الشيم

صانوا لنا المفتاح ما عرفوا السأم

يروون للأحفاد قصة فجرنا .. عَبْقَ النّسَمْ

من أي طينٍ أنتم ..

يا من غصبتم أرضنا وقتلتم شمس الظهيرة تستجم ؟!!

الليل من حولي تَفَحّمَ لونه ..

يمتد مثل جدائل العذراء في شَبَقٍ يئنْ

وسفينتي بالعشق بَرَّحَهَا النَّوَى ..

تجري بنا في موجه العاتي تُصَارِعْنَ الْمِحَنْ

سارت بنا ..

تُحْيي بنا الآمال تختزل الزمن

فإذا بزهري قد غدا مُتَضَوِّعَا ..

وتنفس الصبح الأغر على شواطئنا سَكَنْ

حَلَّ الربيع بروضنا ..

رغم الحصار ترنمت أطياره ..

وبدتِ الطلائع تَغْزِلَنَّ الْعَوْدَ جافاها الْوَسَنْ

تشدو البلابل للهوى فينا اختزنْ

راحت تشدُّ على القلوب  قلوبنا 

تُحْيي الرميم قد اسْتَبَدَّ به الْحَزَنْ

يا من أسَرْتَ الْحُلْمَ يملأ مقلتي ..

وَاغْتَلْتَ أنوار السناء به تضن

حَتَّامَ نحيا في حصارٍ .. نفتقد معنى الحياة ..

فلا هواء ولا شموع ولا غذاء ولا كساء سوى المنايا نحتضن

حَلَّ الدُّجَى ؟؟

ما سِرُّ هذا الْغيم يخترق الْمَدَى ..

غشى السماء .. همى .. انْسَدَلْ ؟؟

ما للسما ترمي اللهيب صواعقاً .. مطراً نزلْ ؟؟

والتُّرْبُ من حولي تَخَضَّبَ لونه ..

جمراً بلون الدم .. مأْساتي اخْتَزَلْ

أهي القيامة قد أتت ؟؟

قل لي بربك أيها الحاخام من بدمائنا قُرْبَى اغْتَسَلْ ؟!!

أهو الصليب تمددت حلقاته ..

وتحالف القسيس والحاخام من لهلاكنا صلى احتفل ؟!!

أهي الشريعة ..؟ أي شرع شرعكم ؟؟

أشريعةٌ هذي تُبيح جريمةً ..؟!

ما قالتِ الألواح ؟ من لنبيه منكم قتل ؟؟

أهي الحضارة .. وَيْحها ..

ما للحضارة ..؟ هل أُصيبتْ بالشَّلَلْ ؟؟

أتَكَلَّسَ الإنسان بين ضُلُوعكم ..

ماتت ضمائركم .. أتندبها الْمُقَلْ ؟؟

هذي المآذن بالثرى قد سُوِّيَتْ

ضَمَّتْ حشاشة مُؤْمِنٍ ..

رفع الأكف تضرعاً لما هَوَتْ

تُؤْوي الجباه الساجدات بها ثَوَتْ

حاكتْ براءة يوسفٍ منها ارْتَوَتْ

فإذا اللهيب صواعقاً .. حمماً غَلَتْ

وانْهَالَتِ الجدران فوق ربوعها وتفجَّرَتْ

ما للبيوت الآمنات ؟ بأي ذنبٍ أجْرَمَتْ ؟؟

يجتاحها الطوفان ينسف زهرها .. ماذا جَنَتْ ..؟؟

وربيعها الفينان في مهدٍ ذوى ..

مُسْجَى على صدر الأمومة أُزْهِقَتْ

بالزمهرير تَصُبًُّه ..

حِمَمٌ من الفسفور  يا لله  كيف تلونت ؟!

وتجملت ..!!

عبثاً تُذِيبُ الجلد تفتك ما وَنَتْ

تَسْلِبْنَ أنْسَام الحياة .. بها الحياة تَبَدَّدَتْ

وَتَلَفَّتَتْ ..!!

وتلفتت صوب النجاة جدائلٌ ..

حيرى تدق الأرض أدمعها جرت

فإذا الردى وحشٌ يُبَاغِتُ حُلْمَها ..

جَفَتِ الْمشاعر قلبه فتحجرت

جمع الأيامى في صعيدٍ واحدٍ ..

في غرفةٍ .. في شارعٍ .. في خيمةٍ بهم انْزَوَتْ

وانْهَال في نهمٍ بألْفِ صَلِيَّةٍ ..

عبثاً يعيد الرَّدْعَ أعْصره خَلَتْ

وبحثت عن لحدٍ يضم رُفاتنا ..

فرأيتها الأشلاء تبكي حسرةً ..

ووجدتها ملء الفضاء تبعثرت

تشكو إلى رب السماء مصابها ..

دَكَّ العدا أكفانها فتبددت

هل حرمة الأموات يُهْتَكُ عرضها ..

يَنْدى لها الأحياء أعظمها بَلَتْ

يَمَّمْتُ مدرسة المخيم صاديا ..

أمَّتْ حيارى الناس أعينهم هَمَتْ

شَدُّوا الرِّحَال ينشدون أمانها ..

فإذا المدارس كالبيوت على الرءوس تهدمت

دوليةٌ .. وهموا الحضانة دارها

مكفولة .. بِعُرَى الحصانة طُوِّقَتْ

وأمينها الهمام حَطَّ رِحَالُه ..

أتجير هيئته الْمنايا طَوَّفَتْ ..؟!!

وَشَخَصْتُ مَشْفَى الحي أنشد ظِلَّه ..

 فوجدته طللاً عيونه أُعْدِمَتْ

يهوي بأجنحة الملائك قلبه ..

مِزَقَاً على خد الأسِرَّةِ خُضِّبَتْ

هل هذه حربٌ .. فديتك غزة ..

شُقِّي أوار الصمتِ عيناً تأْتَلِقْ

حربٌ على وهج الأثير لحافها ..

تنعي الحضارة والمبادئ والْخُلُقْ

تنعي القرابة مُزِّقَتْ أرحامها ..

وتبددت سُبُلُ المحبة تفترق

نفسي الفدا ..

فهنا بغزة للبطولة آية ..

تَحْدو الصمود شكيمةً .. علماً سَمَقْ

أحْيا الجهاد من عزائم أهلها

شَقُّوا غبار الأفق .. في ساحِ الْوَغَى .. كل سبق

شَقُّوا بملحمة الجهاد قَنَا الْعِدَا ..

فَارْتَدَّ في جُبْنٍ يُلَمْلِمُ ما انْفَتَقْ

وَانْهَال في هَلَعٍ بِقَصْفٍ أرْعَنٍ ..

غَشَّى وجوه الكائنات لها سحق

أرَأيْتِ يا أُماه أشجار الْحِمَى ..

والتُّرْب غازله الردى وبه مَحَقْ

يحنو على الزيتون ضَمَّ جذوره ..

يرمي مسوخ الخلق يلتحم الشفق

أرأيْتِ يا أُماه أشباح الدُّجَى ..

حملوا البشائر .. ما لقلبك قد خفق ؟!!

لم يُثْنِهم أبداً تخاذل إخْوةٍ ..

خارت عزائمهم .. يُوَالُون الْعِِدَا .. جُلٌّ مَرَقْ

كلا .. ولا موت الضمائر جُمْلةً ..

بخساً تُبَاع بكل ناصيةٍ تُرَقْ

شمطاء ..!! في قلب الْمُعِزِّ عُروبة

بُسِطَتْ لها الأيدي : تُبادئنا الوعيد على جماجمنا تُدَقْ

وعلى الحدود تَوَاكَبَنْ أشباهها ..

حشدوا لنا الرشاش يَفْقَأْنَ الْحدقْ

رفعوا لها الرايات حُمراً أشْرعوا

وتداعت الأحْزاب  في مَدٍ لها  من كل عِرْقْ

لولا الشعوب كيف صارت حية ..

سبحان ربك إنَّ ذا عجبٌ مُحِقْ

أبْدَيْتِ غزة بالجهاد جواهرا ..

ديست على وَقْعِ الهزائم نُسْتَرَق

 وصمدتِ رغم الهول أرْهَبْتِ الْعِدَا ..

فصنعتِ ثوب النصر فُرْقَانَاً نطق

وأعدتِ ( بَدْرَاً ) في العوالم حية

( إنْ تنصروا )

قسماً سيأْتي النصر في مَدٍ صَدَقْ

وكشفتِ غزة زيف طَوْقِ السلم خادع ربه

عَرَّيْتِ أذناب الذئاب بهم رَمَقْ

وهتفتِ ملء الكون ينشد عزة ..

أبداً يسود السِّلْم إن وهن الجهاد أوِ افْتَرَقْ

" أهلكوا .. أحرقوا كل ما في المدينة ( أريحا ) من رجل وامرأة وشيخ وطفل , حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف , وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها , إنما الفضة والذهب فاجعلوها في خزانة بيت الرب " التوراة .. في التوصية ليوشع بن نون