عائد !
14تموز2007
لمياء الرفاعي
لمياء الرفاعي
نـوّارةَ الـزيـتـون مـنْ مـا لـلّـيـالـي قد أحلّت حرمة صـمـتٌ يُـخـيّمُ في رباك كأنما لـيـلٌ سـرى بـسمائها .. وكأنما ثـكْلٌ.. جراحٌ في الصدور.. تشرّدٌ غُصصٌ.. أنينٌ.. حرقةٌ.. قد أدمنتْ دورٌ تُـزالُ مـن الوجود .. تجبُّرٌ والـركـبُ ماضٍ والدماءُ رخيصة * * * هـذا الـوجـومُ أحـالَ كلَّ خميلة أيـن الـبلابل.. هل تُصاد فِراخها والـوردُ والـريـحان والفلّ الذي هـل داسـهُ الأشـرار في أقدامهم لـو أنصفَ الدهرُ القلوبَ بكى لها أيـن الـشبابُ الزُهر والطهر الذي آمـالُ شـعـبٍ .. قُتّلوا أو شُرِّدوا هـذي دمـاؤهـمُ الزكية قد روتْ الـجُرحُ ينزف والحلوق تحشرجت فـوقَ الـضـلـوع بنانُهُ قد خطّها ومـن الـسجون تردّدت تسري بها والـمـسـجدُ الأقصى يهبّ مردّداً مَـسرى الرسول.. به أضاء جبينُه إن دنّـس الأشـرار مـنكِ مرابعاً * * * يـا زهـرة الـليمون يا دمع الندى يـا نـخـلـةً قـدسيّةً قد أُحرِقت يـسـري أنـينُك في فؤاديَ مُحرقاً فـأراكِ ثـكـلـى كالذبيحة ترتمي وأراكِ أرمـلـةً وطـفـلاً تـائهاً وأراكِ أنـقـاضـاً تـنـاثرُ بينها * * * يـا قـدسُ كـيـف أحـبّةٌ خلّفتُهم يـا قـدسُ كيف تعيش في أحلامها يـا قـدسُ كـيف تعيش في آلامها لـي فـي ربـوعـكِ والدٌ ودّعتُهُ وعـيـونُ والـدةٍ تُـساوِمُ عمرَها حـمـلـتْ خيالَه في الضلوع فكلّما فـتجيبها العبراتُ.. نصفُ حشاشة قـولـي لـهـا يـا قدس إني قادمٌ فـي الـفـجرِ إذْ تعلو مواويل الفِدا فـمـشاعل الإيمان لن تخبو، ولن تـزداد وهـجـاً كلما حلكَ الدُجى | أرداكِمـن أشـعـل الـنيران في فـيـكِ ، اسـتـباح عرينَها أعداكِ قـد طـافَ فـيـها طائفٌ فدَهاكِ تـأبـى الشموسُ بأن تطولَ سَماكِ مُـهَـجٌ تـذوب كـرعشة الأفلاكِ رغـم الـخـطوب ونارِها، عيناكِ شـعـبٌ يُبادُ .. ويُستباح حِماكِ ! هـانـت لـثـارات الـجهاد دماكِ * * * قـبـراً يـنـوح حَـمـامُه لبُكاكِ فـيـمـا تـصيدُ صقورهم أبناكِ ! يـخـتـالُ فـي أفـيـائـه رَيّاكِ جـمـعـاً مـع القرآن .. يا لشقاكِ أو ذاق آلام الــورى لــرثـاكِ روّى الـقـلـوب بـنوره وسقاكِ مـن ذا يـجـودُ بـروحه لعُلاكِ ! فـي كـلّ سـاح قـصـةً لمَلاكِ والله أكـبـر .. أبـشري .. ناداكِ بـمـدادَ أحـمـرَ من عروق فتاكِ صـيـحات أسْدٍ .. محملَ الأفلاكِ الـنـصـرُ لـلإسـلام فوق رباك والله بــاركـهُ مـنـارَ عُـلاكِ لـن يـطـفـئوا نوراً أضاء ذُراكِ * * * يـا مـوسم الزيتون .. كنتُ فداكِ والـفـأس فـوق الغصن قد أرداكِ ويـغوصُ في الأعماق.. كالأشواكِ بـيـن الـسـيوف تجرّدت لعِراكِ وحـشـاشـةً لـيـست تَقرُّ لظاكِ جثث الضحايا.. دون صوت الشاكي * * * دون الـسـجـون وشائكِ الأسلاكِ مُـقَـلُ الـطـفـولةِ والبُكا عيناكِ مُـهـجُ الأمـومـة والـقيود يداكِ فـقـضـى يردّدُ : يا سماءُ حِماكِ عـلَّ الـحـبيبَ يقول .. قد ألقاكِ صـعدَ الزفير يقول .. أين فتاكِ ! فـمـتـى تـضمّ حشاشَتَيْكِ يداكِ ! وإلـى الـفداء نذرتُ صرحَ عُلاكِ وتـضـيء بـالحق المُبين سماكِ يـذوي عـبـيرُ المسكِ فوق ثراكِ ويـفـوح عـطـراً كـلما يلقاكِ ! | مَغناكِ