عاصفةُ حَنين!
07تموز2007
فيصل الحجي
عاصفةُ حَنين!
إلى مدينتي الحبيبة قارة
فيصل بن محمد الحجي
يـا فـجـرَ عُـمري حينَ شاءَ أسـتـقـبـلُ الـدنيا! بل الدنيا التي فـرَشَـتْ لَـفـائِفَها النديَّةَ واصطَفَتْ لَـمّـا بَـكـيـتُ لِعُنفٍ ما قد حلَّ بي غَـمَـرتْ بِبَسمتِها الفضاءَ.. وداعبتْ قالت: بـ (قارةَ) أنتَ..! هيّا افرحْ.. ألا هـيَ جَـنـةٌ فـتّـانـةٌ.. فـاقنَعْ بها لـو أنَّ زرقـاءَ الـيـمـامـةِ عاينتْ هـذي سُـهـولٌ لو نظرتَ فلنْ ترى هـذي الـجـبالُ الشامخاتُ إلى العُلا هـذي الـريـاضُ اللابساتُ زُروعَها هـذي الـيـنـابيعُ الجَواري كمْ رَوَتْ هـذا الـنـسيمُ العذبُ لو يَجري على ومـواسِـمُ الـخـيـراتِ فـي دَفَقاتِها ومـواطِـنـوهـا الـطيّبونُ صِفاتُهُم هـيّـا ابـتسم! من عاشَ مثلكَ راضياً * * * مِـنْ هـا هـنـا حَرَّكتُ أشهَرَ خَطوةٍ ودَرجـتُ فـي كَنَفِ الرجال.. وطالما ونـشـأتُ فـي ظِـلِّ المَحَبّةِ والهُدى وعَـصَـرتُ عُـنـقـودَ الثقافةِ ظامِئاً ووهـبـتُ عـمـري للشباب.. لأنهم وجـعـلـتُ جُـهـدي لذتي وسعادتي ولـزِمـتُ مِـنـهـاجَ الـوفاء ملبياً * * * والآنَ.. وَيـحَ الآنَ! كـيـفَ تناثرتْ والـنـورُ كـيـفَ خَبا بدربِ سعادتي وأرى الـشُّموسَ إلى الغُروبِ تسابَقَتْ ومـضـى الـشبابُ إلى سِوانا.. بعدما والـبُـعدُ عن أهلي وعن وطن الصِبا أنـا واقـفٌ فـي وجـهِ أمواجِ الأسى شَـوقـي لـجَـنّـةِ قـارتـي متوقّدٌ مـا مـن عـزاءٍ فـي الحياةِ لمنْ نأى يـسـخـو عـلـيَّ بـرحمةٍ ميمونةٍ | الباريإطـلالـتـي مـن عـالَـم الأسرارِ! قـدْ رَحَّـبـتْ بـبـدايـةِ الـمِشوارِ! مـنـهـا قَـمـيـصاً مُدمَجاً بإزاري وفِـراق دارٍ والـرحـيـلِ لِـدار..! أمـلـي لـتـدفَـعَ موجةَ استبشاري يُـرضـيـكَ عـيشٌ في رُبا الأزهار؟ هـلْ حـازَ غـيـرُكَ مِثلها يا قاري! آفـاقَـهـا لـتـمـايَـلـتْ بـدُوار! غـيـرَ الـلُّـجَـيـنِ مُزخرفاً بنضارِ تَـحـكـي جَـلالَ الـخـالقِ الجبّارِ والـكـاسـيـاتُ بـأجـملِ الأشجارِ وتَـنـاثَـرتْ حـولَ الحمى كإطارِ؟! كَـبِـدِ الـعـلـيـلِ لكانَ خيرَ عُقارِ لـيـعـيـشَ جـانـيـهـا بلا إقتارِ تَـهَـبُ الـقَـرائِـحَ أجـملَ الأشعارِ فـلـيـبـتـسـمْ فـي ديرةِ الأخيارِ * * * نـحـو الـحـيـاةِ تُـقاسُ بالأشبارِ! دَرَجَ الـصـغـارُ عـلـى سبيلِ كبارِ بــقـرابـةٍ وصـحـابـةٍ وجِـوارِ فَـهَـمـتْ صَـنـابيرُ العلومِ بداري أمـلُ الـشـعـوبِ بـنـهضةٍ وفَخارِ وعـبـادتـي لـلـواحـدِ الـقـهّارِ لـعـقـيـدتـي ولأمـتـي ودياري * * * آمــالُــنـا بـبـلاقِـعٍ وقِـفـارِ والـلـيـلُ يَـطـعَنُ بالرماحِ نَهاري؟ وإلـى الـمِـحـاق مـسـيرةُ الأقمارِ قَـلَـبَ الـمِـجـنَّ لـعـاجزٍ مُتوارِ أبـدى مـآسـيـنـا بـلا أسـتـارِ وأصـارعُ الـحُـزنَ الألـيمَ الضّاري فـكـأنـنـي –مـن حَرّه- في النار إلا عــزاءُ الـمـاجـدِ الـغـفّـارِ أحـظـى بـهـا بـنـهايةِ المِشوارِ! |