ومضات من جرحي الفلسطيني

سامي العامري

ومضات من جرحي الفلسطيني

سامي العامري*

[email protected]

  في لحظاتِ صفاءٍ أتأمَّلُ ....

لا ألبثُ إلاّ أنْ أسألَ نفسي

وما أعجَبَها نَفْسا !

فيمَ القلقُ تُرى ؟

ولماذا تسقين الريبةَ غَرْسا ؟

فتُجيبُ بـ ( لا أعرف )

وتساءلني : أحديثٌ أبديٌّ عن أرضٍ لم تَرَها بعْدُ !؟

فقلتُ : بلى ,

إني أرى في كلِّ تفاصيلِ الكونِ القُدْسا

بل أكثرُ من هذا ,

إني أزرعُ آمالاً في الإنسانِ ,

أقولُ لهُ : إنْ كنتَ أثمْتَ وأعيتْكَ الحُجَّةُ عند اللهِ

وغابَ شفيعُكَ حينا

او طولِبْتَ بأرضٍ ووجودٍ

وبطاقةِ ميلادٍ تكشُفُها حَسَباً او ديِنا

فتَذَكَّرْ باللهِ فلسطينا !

هي تشفعُ للمُضْطرِّ وللساهي

هي لؤلؤةٌ في عينِ اللهِ

نَسْمتُها الى كونيَّتِها دليلْ

هي – لا إسطولُ صليبيٍّ – تفهمُ ما الإنجيلْ

هي – لا الإسلاميُّ الساذجُ – تفهمُ ما الآياتْ

هي – لا الصهيونيُّ الغادرُ – تفهمُ ما التوراةْ

منها تنبعُ دجلةُ في صُحبةِ بَرَدى

ويصبُّ بها نيلٌ وفراتْ !

وعدا هذا فالعَرَبُ ومنذ تَصَرُّمِ عهدِ الفتحِ الأوَّلِ

أمسوا مستعمرَةً للشُذّاذِ

وأمّا ما نلمَحُهُ الساعةَ في عُهْدَتِهم ممّا أسموهُ حياةْ

فموائدُ ذُلٍّ وفُتاتْ !

عَرَبٌ في وطنٍ صار مزادا

صارتْ كلُّ مواعيدِ غراميّاتِهِمُ

لا تتوسَّلُ إلاّ الأرضَ الميعادا

وفلسطينُ التأريخُ العابقُ بالنزفِ أفادَتْهُم

وكأنْ لم تكفِ مواجِعُها اليومَ

فزادوا عليها بغدادا !

              

القصيدة هنا بمناسبة النزيف الفلسطيني اليومي المُتَجاهَل عربياً وإقليمياً وعالمياَ .

(*) شاعر وكاتب عراقي .

 كولونيا – مايس