صُورتنا في المِرآة

د. مصطفى المسعودي

د. مصطفى المسعودي

[email protected]

بعْضُ الأسَر العُليَا ..

بعْضُ النبَلاءْ..

بعْضٌ مِنْ أحْبابٍ ..مِنْ أصْهار..

منْ أصْحابٍ للأمَراءْ..

بعْضٌ منْ نُخَب العُهْر الجُبناءْ..

تلكَ هيَ الدّولة في البُلدان العَربيّة..

والبَاقي.. البَاقي ..البَاقي مَحْضُ هُراءْ..

مِنْ ألفٍ لِلياءْ..

مَحْضُ هُراءْ ..

دِيكورٌ مَمْجُوجٌ وسَخيفْ،

في مشهَدِ بُؤس مَرْذول وعَنيفْ..

الناسُ ظِلال زائِدة فِي المَشهَدْ،

والأحْزابُ تنويعٌ في ديكورالمعْبدْ،

الجيْش مُصَوّبَة دبّابَاتهُ نحْوَ الدّاخِلْ

منْ أجْل الضّبْطِ ..

ومن أجْلِ التخْويفْ ،

عَضلاتُ الفتيَان المَفتولةِ عَاطِلة ٌ..

لكِنْ جَاهِزة ٌ..

لوْطلبَتهَا "أورُوبّا "يوما فِي أوْراش التنظِيفْ.

،،،،

ومُؤشرُ إقلاعِ الدّوْلةِ لا يُوجَدُ أصْلا

الإصْلاحُ سَرابٌ ..

التمْريضُ مَريضٌ..

التعْليمُ ضَعيفْ..

أرْجُوكَ..

فلاتسْألنِي عَنْ توْظيفْ .

،،،،

الإحْصَاءَاتْ... سِرٌّ مِنْ أسْرَار الدَّولة.ْ.

نحْنُ.. فلا ندْري كمْ نحْنُ؟

ولا ندْري مَنْ نحْنُ ؟

ولِمَاذا نحْنُ بلا وجْهٍ وبلا تعْريفْ..؟

،،،،

لاندْري كمْ يَهْفو نحْوَ أرَاضِينا

كلَّ شِتاءٍ مِنْ حَبّاتِ المَطــِر..

لاندْري كمْ بحُقول أرَاضِينا مِنْ شجَــِر..

لاندْري كمْ تورقُ تلك الأشجَارُ مِنَ الثمَــِر..

كلُّ الأرْقامِ مُزيّفة ٌ؛

فلأنَّ الأرْقامَ الحَقة َمُرْعِبَة،

والعِرْفانُ بدَايَة ُكلّ الخَطـــِر .

،،،،

والوزراءْ .. والشعراءْ..

والفقهاءْ..

لاندْري منْ سَمّاهُمْ...

ولمَاذا سَمّاهُمْ..؟

ألِتقوَاهُمْ..؟

أمْ فلأنهمُ..أكلوا منْ كرَم الأمَراءْ..؟

أكلوا خبْزَ الفقرَاءْ...

ترَكوهُمْ دُونَ رَغِيفْ.

،،،،

هَذِي صُورَتنا فِي المِرْآة.ْ.

شوْهاءُ..وعوْراءُ..

وَقاتِمَة القسَمَاتْ..

وإذا الشعْبُ يوْماً أرَادَ الحَياة ْ..

فلابُدّ أنْ يَخْتفِي أوّلا مِنْ حَياتِهِ

حُكمُ الطغَاة ْ .

ثمّ ولابُدّ كذلِكَ

أنْ نسْقِط عَنا ذِلتَنا..

أنْ نخرُجَ للشارعِ بُركاناً مِنْ غَضَبٍ

مِنْ أصْواتْ ..

مِنْ دمْع..مِنْ حُبّ ..

مِنْ حُلمٍ.. مِن قبْضاتْ...

حِينئذٍ.. تُشرقُ حَتماً شمْسُ المَجْدِ

عَلى أعْتاب أمَانِينا

حِينئِذٍ تجْلو صُورتنا رَائِعة

فِي المِرْآة.