يا طائر الليل
28تشرين22009
أ.د. محمود السيد داود
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية بجامعة أزهر الشريف
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
إلى الراحلة العزيزة المرحومة الحاجة/ زكية عبد البر حجازى، التى رحلت وطارت إلى مثواها الأخير ليلا، وأبت ان تنتظر الصباح، حتى تبيت وتستريح عند ربها فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فـي خـفة الطير لبت أمر وغـزت السير ترحالا على عجل وكـأن مـجـلـسها وكأن مرقدها مـا عادت الدار دارا فى ملاحتها مـا عـاد أحفادها ترياق ناظرها ولا لأصـواتـهـم هزت مسامعها ولا بقول "معاذ" : جدتى ، فرحت ولا بـ " إسراء " إذ جاءت تقبلها ولا " أمـيـرة " إذ نهضت تعانقها * * * نـادى فـلبت وقالت عجلو سكنى أرى صغارا من الفردوس قد نزلت أرى لـباسا بها من سندس خضر فـيـها أرى لبنا، فيها أرى عسلا، إنـى لـذاهـبـة بـالليل راحلة * * * يـاطـائر الليل من للفجر يوقظنا ومـن لأحـوالـنا يسعى بلا ملل ومـن لأولادنـا يـرعى منابتهم ومـن لـجـارتها إن أحدثت شيئا ومـن يقول على حب لـ "سامية" عـيـنى وجدة " ربانى " وإخوته * * * رحـلـت وكـانت هنا للبر فاعلة ولـلـوعـود فأصدق من ينجزها ولـلـضـيافة أكرم من يقوم بها ولـلـمـكـارم أرقـى من يقدمها * * * يـا طائر الليل قد أفجعت غربتنا قـد بـت فـى جنة تعلو منازلها حـاولـت لى عودة طيرا أودعكم وغـلـقـت بابها وظللت منتظرا لـم اسـتلم نظرة أروى بها ظمأى " أبـو هناء " هنا قد شد من أزرى والله خـالـقـهـا والله راحـمها وهـناك من مكة يهدى لها "عمر" وإذا حـرمـت سلاما فى مجالسها | باريهاواسـتـعذبت ريها إذ جاء كـأن أحـلامـها لاحت نواصيها فـى وسط أبنائها ما عاد يرضيها ولا الـلـيـالى هنا عادت لياليها ولا الـغـنـاء بهم قد عاد يشجيها ولا لـدمـع جـرى رقـت مآقيها ولا بـ " سلمى " وإن هبت تناديها ولا بـ " آلاء " إذ قـامـت تسليها ولا " جـهاد " وإن كثرت مساعيها * * * هـذى جـنان سأرقى فى مراقيها تـقود خطوى وتجرى فى نواحيها أرى الـعيون التى تجرى سواقيها فـيـها أرى خمرا، ما أشتهى فيها أبـيـت فـى جـنة تحلو روابيها * * * ومـن بساح الهدى يهوى عواليها ومـن لأوضـاعـنا دوما يسويها ومـن لإسـعـادهـم تحنو أياديها يـسـتـلـزم اللوم إحسانا تعافيها وصـيـتـى عـندكم "أم" تبريها فـكـل حـاجـاتـها حتما تلبيها * * * ولـلـعـهـود فأفضل من يوفيها ولـلأمـانـة أحـسن من يؤديها ولـلـعـدالة أخلص من يراعيها ولـلـمـكـاره أقـدر من يداويها * * * لـمـا رحـلت أتت تترى مآسيها ونـبيت فى وحشة زادت دواعيها لـكـن طـائرتى ضاقت كراسيها وعـنـدما فتحت، تاهت مراميها ولـم أسـلـم عـلـيها أو ألاقيها وقـال نـدعـو لـها فالله يكفيها والله مـن فـوقـنا يرعى أمانيها ثـواب عـمرة فى المأوى تهنيها فـفـى الـجـنان ستلقاها تحييها | يسقيها