بكائيات .. في رثاء أمي
بكائيات .. في رثاء أمي
صالح أحمد البوريني
أمّــاه
رحيلك أماه أطلق جرحي السجين
وفجر في عمق روحي ..
ينابيع حزني الدفين
فشق الأسى دربه في عيوني
وحول الجفون ..
أناخ عذابُ السنين .
***
رحيلك أماه يفتح باب السؤال
أنا .. من أكون ؟!
ونحن .. من نحن ؟!
وهذي الوجوه ..
التي تتخفى وراء قناع الجمال
وتخلع ثوبا وتلبس ثوبا
وتعْـبُـر ما بين صدق الجَـنان
وزيف المقال
وهذي السباخ التي أغرقتنا بأوحالها
وعشنا على الوهم فيها سنين
لتشهد بعدك أشجارها اليابسات احتضار الظلال
وتسمع أغصانها العاريات ..
وغدرانها الظامئات ..
نشيج الطيور الحزينة وقت الزوال
أفيها حياة ؟!
أفيها من النبل ما يستحق النضال ؟!!
***
ألا أيهذي القيود وداعا .. وداعا ..
وحسبك ما كان منك خداعا ..
ومنا انخداعا
عليك السلام .. عليك السلام
سماؤك كم ذا جفاها الغمام !!
وأرضك ترعى حماها الهوام
يسبح باسمك زيف اللسان
كأنك فردوس هذا الزمان
ولكن وجه الحقيقة ..
خلف سراب اللسان
يطل من الكلمات ..
ليشهد أنك قاسية القلب ..
مظلمة الروح .. موحشة القسمات .
***
رحيلك أماه نص فصيح العبارة
شديد الوضوح جلي الإشارة
أزاح الستار
بدا مشهد الدار عبر القـتـام بغير جدار
فيا ضيعة الدار يا إخوتاه !!
يا ضيعة الدار !!
***
ألم الفراق
شغلت بموت أمي يا وأخرني المصاب عن القوافي | رفاقـيوذوب مهجتي ألــم الفراق وقصر بي جناحي في السباق |
***
بكاء الضلوع
أنـا مـا بـكيتك بينهم بدموعي وبـكـتـك أناتي التي بحيائـي أسـلـمت نفسي بعدها لمصابي | وبكـاك مني مهجتـي داريتهـا حتـى يحيـن رجوعي وغرقت في بحر الأسى المفجوع | وضلوعي
******
خلا البيت منك
حبست الجوى ودفعت ولله مــا قـد يلاقـي الفتى وساعة أبكيـك أبكـي الوفاء وأبكي الحنـان الذي وجأتـه وأبكي الوداد الذي ضرجتـه وأبكي الصغار وأبكـي الكبار خلا البيت منـك فغام الصباح | البكاءْوألزمت نفسي الرضا بالقضاءْ إذا احتـنـكـته نيوب البلاءْ غريـبـا يكفكف دمع الرجاءْ حراب الأذى وسيوف الجفاءْ مـخالـب لؤم الورى بالدماءْ وأبكي الرجال وابكـي النساءْ وغُـمّ النهـارُ ونـاح المساءْ |