رجعيتي ... مرجعيتي
31كانون12005
شريف قاسم
| قـالـتْ : فـديـتُكَ هل للشعرِ من نظرِ أمـا لـنـفـسِـك مـن حبٍّ ، ومن متعٍ ألـم يُـذوَّبْ بـنـارِ الـشـوقِ من أمدٍ فـكـم قـرأنـا لأهـلِ الشعرِ من غُررٍ وشـنَّـفـتْ سـمـعَـنـا أُغرودةٌ لفتتْ وكـم تـدلَّـى ( أجـيـنـارٌ ) بـطلعتِه تـروي الـهـوى بمزاجِ العصرِ ريشتُه كـالـغـصـنُ أورق يسقي جذلَ كبوتِه ألـمْ تـصـلْـكَ الدواوين التي انتشرتْ عـن الـخـدود الـتـي بـيعتْ لكاهنِهم عـن الـحـضـارةِ والـحريةِ انطلقتْ عـن الـصـلـيبِ الذي قد صارَ فلسفة فـمـا لـهـا اكتأبتْ فيك المنى ؟ وبكتْ أمـا وجـدتَ عـلـى الـتغريبِ تسليةً فـقـمْ وجـدِّدْ شـبـابَ الـشـعرِ متكئا بـالـحـبِّ والـكفرِ : فامزجْ منهما شفةً إنَّ الـتَّـحـرُّرَ يُـغـنـي كـلَّ فـاتنةٍ هـفـتْ عـلـى غـيرِ ما للدينِ من قيمٍ وأنـتَ تـسـجـدُ خـمـسًـا بعد نافلةٍ دعْ عـنـك رجـعـيـةً لم تُغنِ في زمنٍ قـالـتْ : فقلتُ : اخرسي . يابئس عابثةٍ أغـرَّكِ الـزيـفُ فـي أبـنـاءِ جلدتِنا أم أسـكـرتـكِ مـلـذَّاتٌ بـحـانـتهم بـاعـوا عـفـافَك يا بلهاءُ ، بل ظفرتْ وأشـعـلـوهـا عـلـى الإسلامِ ضاريةً يــقــاتـلـون بـأقـلامٍ مـزيَّـفـةٍ أعـمـتْـهُـمُ الـنَّزواتُ : اللهوُ يركلُها يـقـودُهـم عَـبَـثًـا إبـليسُهم ويرى فـوضـى الـسـفاهةِ في تدميرِ فطرتهم تـفـحُّ بـالـشـهـوةِ العمياءِ ما طلعتْ بـهـرطـقـاتِ بـغـاةٍ مـا رأوا أبـدًا يـتـاجـرون ، ألا بـارتْ تـجـارتُهم فـانـظـرْ هُـويَّـتَـهم تعرفْ معادنَهم * * * أهـجـتِ نـفـسَكِ ، ما هيَّجْتِ لي حلمًا رجـعـيـتـي درعُ إيماني ، و معتقدي ولـيـس زيـفُـكِ تـغـريـني مفاتنُه فـلا تـقـودَنَّـكِ الأوهـامُ عـابـثـةً ولا تـكـونـي لـهـم جسرًا إذا عبروا قـد أوغـلـوا بـالإثـاراتِ التي قلبتْ ولـم يـثـبْ مـنـهُـمُ إلا أخـو شـيمٍ فـمـزِّقـي ثـوبَ إفـسـادٍ و بـهرجةٍ فـزيـنـةُ الـغـيـدِ جلبابٌ على خُمُرٍ وسـفِّـهـي أُخـتَـنـا أحلامَهم و ذري طـابـورُهـم شـبَّ فـي مرمى دناءتهم فـكـيـفَ تُـرجَـى يدُ المخمورِ أوهنَها أو كـيـف يـنـهـضُ مأروضٌ بأُمتِنا مَـنْ عـاشَ لـلـعبثِ المبتضِّ صاحبُه يـاضـيـعـةَ الـعـمرِ ولَّى خلفَ بائعه تـفـنـى الـرموزُ ( لميخائيل ) هذرمة ولـيـس ( فـيـنيق ) بالرمز الخفيِّ فقد فـدونـك الـيـوم سـاقـتْـها مذاهبُهم فـلـمـلـمي سترَكِ المفضوحَ في يدِهم لـم يـصـفـعِ الـمجدَ إلا كفُّ خسَّتِهم عـلـى سـرابٍ مـن الـلذَّاتِ قد ركعوا أو تحتَ وقْدِ نارِ ( رماد الأربعاء ) مضوا تـبًّـا لـمَـنْ بـذلـوا أيـامَـهـم عبثًا * * * يـا أخـتـنَـا : والـمـعالي ثوبُ عفَّتنا مـدِّي يـديـكِ إلـى الـزهراءِ طاهرةً تـهـدي انـبـعـاثـكِ بالتقوى إلى قيمٍ ولـيـس مـن مـتـعـةٍ أجدى لظامئةٍ يـصـونُـكِ اللهُ بـالـرفقِ الذي ظهرتْ رامـوكِ صـيـدًا عـلى شطآنِ شهوتِهم لـم نـسـتـمـعْ لـسفيهٍ في محاضرةٍ عـلـى مـسـاحـبِ حريَّاتِ مَنْ كفروا ألـفـيـتُـهـم فـي فـمِ الأهواءِ قهقهةً فـإنَّ لـلـغـيِّ مـهـمـا اشـتدَّ ساعدُه | يـرى فـيـخفق نبضُ القلبِ بالغُررِ !1 بـهـا تـعـيشُ بلا شكوى ولا ضجرِ !! مـضـى عـلـيـك فؤادٌ ناءَ بالكدرِ !! لـلـحـبِّ والـشوقِ والمزمارِ في أُطُرِ طـولَ الـلـيـالـي خـليًّا غيرَ منتظرِ عـلـى يَدَيْ شاعرٍ من غابرِ العُصُرِ (1) أُسـطـورةً دلـفـتْ فـي حسنِها النَّضرِ صـمـتٌ تـكـابـدُه الأجراسُ في حذرِ و ذاعَ صـيـتٌ لها في البدوِ والحضرِ !! عـن الـصـدورِ التي باتتْ بلا سُتُرِ !! بـثـوبِـهـا الـنـاعـمِ الغالي لمتَّجرِ ! مـن غـيـر تـفعيلةٍ في الشعرِ أو خَفَرِ دنـيـا شـبـابـك ، إذ هلَّتْ بلا ثمرِ !! ( ساجانُ ) تزجي لها من نسجِها القذرِ (2) عـلـى ابـتـكـارٍ جديدٍ غيرِ مندثرِ !! عـلـى هـزيزِ الهوى واشددْ على الوترِ ولـيـس يـتـركُ للرجعيِّ من وزرِ !! فـبـالـهـوى دولٌ طـارتْ إلى القمرِ ! فـي الظهرِ والعصرِ والإمساءِ والسَّحرِ ! فـيـه الـتـقـدمُ يـاهـذا لـمفتخرِ !! جـاءتْ لـتـبـدلَ أمـنَ القلبِ بالخطرِ فـكـنـتِ لـعبَتَهم بين اللهوِ والوطرِ ! حـيـثُ الـمـهازلُ لاتعدو هوى أشرِ ! بـك الـتـجارةُ ، بئسَ العُهرُ من ظفرِ ! حـربًـا ضـروسـا بمكرٍ ماجَ بالضَّررِ هـدى الإلـهِ ، ومـا لـلـحقِّ من سورِ خـلـفَ الـتـهـافتِ في حفلٍ و مؤتمرِ أغـلـى مـآربِـه فـي أتـفـهِ الـنَّفرِ نـارٌ تُـؤجَّـجُ فـي اسـتـهتارِ محتقَرِ لـمَّـا تـعـرَّتْ بـغـيرِ النَّابِ والظُّفُرِ نـورَ الـطـهـارةِ يـجـلو لوثةَ البصرِ ومـا بـهـا مـن مـتـاع الإثمِ والكِسَرِ فـي خـسَّـةٍ أنـكـرتْـها رفعةُ البشرِ * * * عـلـى الـحرامِ ، ولا أغريتِ بالصُّورِ حـصـني الحصين ، ومَدِّي غيرُ منحسرِ وكـيـف يـقـرن هذا الزيفُ بالدررِ !! وتـسـتـخـفُ بـكِ الأهـواءُ للضَّررِ ولا الـتـفـاتـةَ غـيٍّ خـلفَ ذي نُكُرِ دنـيـا الـجـمـالِ إلـى مـستنقعٍ قذرِ عـلـى ارتـطـامِ عمى الألوانِ بالبصرِ واسـتـعصمي بالهدى و الطهرِ في العُمُرِ ولـلـحـجـابِ ولـلإسـلامِ فانتصري لـلـتـيـهِ مـن زمـرٍ تأسى على زمرِ عـلـى الـفـجورِ بليلِ الكأسِ و الوترِ لـكـي تُـقـيـمَ علانا رعشةُ السُّكُرِ !! أو أن تـقـومَ على ضُرٍّ بمنحَدَرِ ؟! (3) فـقـد تـسربلَ بالبرسامِ والقِصَرِ !!(4) يـعـوي عـلـى إثرِه والموتُ في الأثرِ أو بالبدائع من ( جبران ) في الصورِ (5) عـرَّتْـه بـنـتُ رمادِ الرمزِفي الفكَرِ ! سـود الـطـلاسـمِ فـي أكفانِ محتضرِ و أوِّبـي لـلـهـدى بالتوْبِ و اعتبري ولـمْ تُـوارِ الـعـلـى إلا يـدُ الـهذرِ وفـي الـعـمـايةِ يستخفون من قدرِ !! بـفـلـسـفـات من الهندوسِ للحفرِ(6) مـع الـعـفـاريتِ واختاروا لظى سقرِ * * * نـادتْـكِ فـاسـتـمعي للحقِّ لا الخُسُرِ تـلْـقَـيْ بـبـردتـهـا من يانعِ الثمرِ ولـيـس يُـبـقـي حُنُوُّ الدينِ من عَسِرِ مـن دافـقِ الـنُّـورِ يا أُختاه في السُّوَرِ بـه الـنُّـبـوَّةُ و الـمـأثورُ في السِّيرِ وأنـتِ فـي يَـمِّـنـا أغـلى من الدُّرَرِ إلا دعــاكِ لـديـجـورٍ ومـنـحـدرِ فـي الـغربِ والشرقِ وفي آفاقها الأُخرِ ثـمـلـى بهم ، وتلاشتْ في دجى الخورِ بـتـرًا ، ومـا لـغُواةِ العصرِ من وزرِ |
هوامش :
(1) أجينار : من ملوك الفينيقيين
(2) ساجان : قاصة فرنسية تُعنى بالجنس
(3) مأروض : مَنْ به خبل
(4) المبتض : المستأصَل
(5) إشارة إلى كتابات الحلول والكفر والفجور في كتابات أولئك
(6) رماد الأربعاء : إشارة لشاعر الجنس والعهر الإنكليزي إليوث