إليها ... رغم القيود
10كانون12005
شريف قاسم
إليها ... رغم القيود
شريف قاسم
مَنْ لها أزجى على الدربِ ارتقاءْ وصـحـا والـلـيلُ في هدأتِه وسـقـى القلبَ من الكأسِ التي يـا أمـانـي ... لم تزلْ نشوتُه وعـلـى نـورِ المصابيح التي سـارَ والـخـطوةُ نبض مثقلٌ أَلـه مـن قـدمٍ فـي أفـقِـها يـافـؤاداً عـاش يـهفو للسنا بـعـدمـا تاهتْ بديجورِ الأسى أتـسـقـيـتِ مـع الذلِّ الطلا أم تـواريـتِ ، وفيك افتخرتْ وتـلـقـيـتِ من العصرِ الذي آهِ كـم أبـكـيـتِ يـا أُمـتَنا أيُّ قـلـبٍ باتَ من غيرِ أسى حـامـلاً مُـرَّ الرزايا أوجعتْ وعـلـى ثكلِ الأماني عشعشتْ ويـلـجُّ الـخـطبُ في آفاقِها ويـدا أعـدائـهـا فـي عينِها ألـهـا يـومٌ ... وقـد عزَّ اللقا فـيـه يحظى القلبُ من سابغِه هـو قـلـبٌ عـربـيٌّ مـسلمٌ وأنـا فـي مـنـحنى أضلعِها ونـشـيـدي من صدى آلامِها أيـنَ أحـلامـي الـتي أرقبُها ولـقـد أوقدتُ في طورِ الهدى وتـخـيَّـرْتُ لـها من مهجتي مـذ نـشأنا بين أحضانِ الصِّبا ويـحـهـا طابتْ أماسيها التي كـم تـراكـضـنا إلى جنَّاتِها وحـمـلـنا سِفرَها في صدرِها واشـرأبـتْ فوقَ أجفانِ الردى ونـشـرنـاهـا ربـيعا باسمًا ربُّـهـا اللهُ الـذي أكـرمَـها واصـطـفـاها تزرعُ البِرَّ فما فـالـمـثـانـي سـحبٌ دفَّاقةٌ وبـهـا الأرضُ تـثنَّتْ و ربتْ وصـحونا ... آهِ ما أشقى الذي ورأى الـطـوفـانَ يغزو قِممًا و رأى الأمـنَ لـشعبي جرفتْ و رأى المصحفَ في وادٍ ، وفي و رأى الـمـجـرمَ يعلو شأنُه و رأى يـالـيـتـه لـمَّا رأى أ يـرى ذلَّـتَـه فـي نـفـسه ويـرى الأبـرارَأشـلاءَ عـلى وإلـيـهـا رغـم هـذا ساقني * * * كـيـفَ يـسَّـاقطُ حلمي عبثا أيـن يـا إخـوةَ دربـي حقلَنا و الـجُـنـيناتُ التي ما عبقتْ أيـن مـنَّـا مـا أضعناه سدى أيـن نـحـن الـيومَ في عالمِنا يـا أخـي مـا انهارَ قلبي مرَّةً لـم أزلْ حـولـك حُـرًّا مؤمنا لـم أزلْ أعـبـدُ مَـنْ واعدَنا لـيـس فـي ذرات نفسي ذرَّةٌ رغـم بغيِ الدولِ العظمى على هـاهـو الـحـقـلُ رمادٌ باردٌ رغـم طـعمِ الوهْنِ في أنفسهم رغـم زيف الومضِ في أجفانهم رغـم مـا يـصرخُ في آذاننا سـيـولـي عـن ربـانا ليلُهم ويـعـودُ الـفجرُ من أسحارِنا يـنـفـضُ العارَ وما باتَ على نـفـحةٌ تسكبُ من طيبِ الهدى واشـرأبَّـتْ لـلـعـلى توَّاقةً تـرفـعُ الإسـلامَ فـيـها رايةً فـإذِ الـجـدبُ ربـيـعٌ مغدقٌ وإذِ الـعـيـدُ الـذي يبكي به والـلـقـاءاتُ الـتـي حرَّمها وعـواء الصِّربِ في ذاك المدى كـنْ مـع اللهِ ولا تـخشَ العِدا آيـةٌ لـلـهِ تـأتـي بـغـتـةً فـأفـقْ من هجعةِ الريبِ الذي فـبـنـا تـحيا المروءاتُ التي قـد تـمـرَّدْنـا عـلى واقعِنا رغـم أصـفادِ الأعادي اهترأتْ فـي دمِ الـمُستشهدِ الغالي الذي فـمـضى كالأجدل المنقضِّ ما إذ رأى الـجـنَّـةَ في محجرِه و رأى مـا لم يرَ الأعمى الذي غـرَّه الـفـرعونُ في أُرجوحةٍ ... وغـدا نـصغي إلى مئذنةٍ كـبَّـرتْ فانهضْ إلى مسجدِها هـذه أُمـتُـنـا لـم تُـحـتَرَمْ | وإلـيـهـا حـنَّ شوقًا و يـرقـبُ الفجرَ بأهدابِ الرجاءْ لـيـس لـلشجوِ بها أدنى هناءْ تـغـسلُ الروحَ بشطآنِ الضياءْ بـعـدُ ما أطفأها عصفُ العفاءْ يـغزلُ السعيَ على نولِ الشقاءْ بـعـدَ جـهدٍ ماتوانى واتكاءْ !! عـلَّـه يـدركُ بـالنورِ اهتداءْ وتـهاوتْ بين أيدي السفهاءْ !! فـتـقـدمـتِ عليه للوراءْ ؟! طـلعةُ الخيرِ عطاءً و رخاءْ !! سـامه البغيُ ... دموعا و دماءْ من رجالٍ ما دروا ذلَّ البكاءْ !! وتـولَّـى لـيلُه دونَ شجاءْ !! صـدرَه المثخنَ من طولِ ابتلاءْ نـكـبـاتٌ وقـدُها هذا العناءْ يُـلـبِسُ العانين من رثِّ الرداءْ غـبـشٌ طـرَّزَ أوهـامَ العَماءْ آهِ مـا أبـعـدَ أيـام الـلقاءْ !! عـزَّةً تنجيه من ذلِّ ازدراءْ !! نـدبـتْ أُمـتُـه فـيـه الإباءْ أدمـعـي جـمرٌ وآهاتي حُداءْ أطـبـقَ الشَّجوُ به جفنَ المساءْ أتـولِّي ؟! حيثُ لم أملكْ عزاءْ جـذوةً كـانـتْ أهـازيج وفاءْ طـاهـرَ الشوقِ وموفورَ الولاءْ وهـواهـا يـمـلأُ الحيَّ غناءْ تـجمعُ السُّمَّارَ في مغنى الفداءْ مـرتعًا خصبا ، وَرَبعًا لا يُساءْ نـخـوةً تُـندبُ ما اهتزَّ اللواءْ فـتـمـلـتـها عيونُ الجبناءْ واجـتـنينا من علاها ما نشاءْ فـي الـورى واختارها للأنبياءْ جـلـبتْ للعالَمِ المعمورِ داءْ !! ليس تزجيها سوى الريحِ الرُّخاءْ وإذِ الأرضُ نـعـيـمٌ و رَخاءْ عاشَ يشكو القيدَ في سجنِ ثواءْ لـم يـزل يحمي علاها الأوفياءْ حـقـلَه المعطاءَ شهقاتُ البلاءْ ألـفِ وادٍ زاحموا زيفَ افتراءْ فـوقَ مـا للحقِّ من أُفْقِ العلاءْ عـمـيتْ عيناه في التيه العراءْ والـتَّـباهي بثيابِ الأغبياءْ !! خـنـجـرِ البغيِ بأيدي السُّفهاءْ مـالَها في القلبِ من حُلوِ الرجاءْ * * * و تـولِّـي كـلُّ آمالي هباءْ !! والخميلاتُ التي فاحتْ هناءْ !! بـالمنى إلا وفي النفحِ شفاءْ !! فـالـكـآباتُ تُساقينا العياءْ !! وأعـاديـنـا غزاةٌ في دهاءْ !! رغـمَ ما في الظُّلمِ عسفٍ و داءْ صـامـدا لا كـصمودِ الجبناءْ بـانـبلاجِ الفتحِ من غيرِ التواءْ أطـفـأ الـيأسُ سناها أو أساءْ حـقـنا المسلوبِ في كل اعتداءْ هـاهو البيدرُ يُسفى في الفضاءْ لـونُـه الزخرف : مالٌ و نساءْ والإضـاءاتُ افـتـتانٌ و رياءْ كـلَّ حـيـنٍ من تحدٍّ و اكتواءْ حـيـثـمـا جنَّ فللنورِ البقاءْ يـمـلأُ الـكونَ ابتهالا و دعاءْ مـنـكـبَـيْ أُمـتِـنا بعدَ تناءْ فـإذا الأنـفـسُ يحييها الرجاءْ فـإذا الـنُّـورُ على غارِ حِراءْ يـتـنـادى حـولها أهلُ الولاءْ وإذِ الـصـحراءُ أحياها النَّماءْ حـسـرةً أطـفـالُنا يأتي هناءْ قيصرُ الرومِ علينا ... لانقضاءْ سـوفَ يطويه وإن أرغى العفاءْ وتـبـوَّأْ لـك في الدنيا ارتقاءْ فـإذا الـظـالـم أمـسى للفناءْ فيه طعمُ الموتِ والشكوى سواءْ شـاءَهـا اللهُ لـركـبِ الأتقياءْ فـالـرضا بالعارِ ياقومي شقاءْ نـلـمـحُ النصرَ بإذنِ اللهِ جاءْ ملَّ بئس الجُبنُ ميراثَ الثواءْ !! ردَّه الـطـاغوتُ عمَّا قد يشاءْ فـتـنـاسى نفسَه عندَ المضاءْ مـا رأى كـالمبصرين الأولياءْ مـسـتـفـزا بنحوسٍ و زُقاءْ صـوتُـها العذبُ ادِّكارٌ و جلاءْ واهـجـرِ الزيفَ ونومَ السفهاءْ طـالـما ضلَّتْ طريقَ الأنبياءْ | وفاءْ