النفق

يحيى السَّماوي

يحيى السَّماوي

[email protected]

حين َ اختصَرْتُ بخيمَة ٍ وطنا ً

وغُصْنا ً بالخميلةْ :

قدَّمْتُ أوراق َ اعْتِمادي للمنافي

ناطِقا ً باسْم ِ الحدائق ِوالفِراشات ِ..

اقترَحْتُ على ظنوني

أنْ تؤجِّلَ خوفها..

فحَضرْت ُ تتويجَ القُرُنفُل ِ

في بلاد ِ الورد ِ ..

قدَّمْتُ التهاني للحمامة ِ

باسْم ِ نخلتِنا القتيلة ْ

ونَسَجْتُ من هدبي مناديلَ اللقاء ِ..

وحين عدتُ :

رأيتُ " شمشونَ "  الجديدَ

يبيعُ في حانوت ِ مطمَحِه ِ " دليلةْ " !!

ورأيْتُ  " أسيادَ القبيلةْ "

يَتناطَحون َ على ثياب ِ أبي

ويَقتَسِمون َ نصف َ الليل ِ

أرغِفة َ الطفولة ْ !

فحَزمْتُ ما أبقتْ ليَ الأيامُ

مِنْ عَفَش ِ الكهولة ْ!

**

قدّمتُ للعِشق ِ

استِقالة َ ريشة ِ الأشواق ِ

فاحْتَجَّ الورَقْ ..

قدّمْتُ للبحر ِاسْتِقالة َ زورقي

فاسْتنكرَ الطوفانُ

واحْتَجَّ الغَرَق ْ ..

 وطلبْتُ من دهري

إجازة َ ليلتين ِ بلا  قلقْ

فاحْتَجَّ فانوسُ الأرَقْ !

ورَجَوتُ أحزاني

تُغادرُ شمسَ مُصْطبَحي ..

رَتَجْتُ ضُحايَ

فافترشَتْ بِساط َ المُغتَبَق ْ !

ورفعتُ للناعور ِ

أمرَ حِصاني َ المعصوب ِ

فاحْتجَّ الرَّهَق ْ..

وإذنْ ؟

سابقى ضاربا ً في الغربتين ِ

أفرُّ من نَفَق ٍ

لأدخُل َ في نفَقْ

مادامَ أنَّ صَباحَ دجلة َ

يسْتغيث ُمن الظلام ِ

ولا ألقْ !!