أبوه مات

أ.د/ جابر قميحة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

رأيت  في إحدى القنوات التلفازية جنديًّا إسرائيليًّا من الذين اقتحموا المسجد الأقصى، وقد أمسك بطفل فلسطيني لم يجاوز الثانية عشرة من عمره، وأخذ يصرخ في وجهه، ثم أخذ  في شدة وقسوة  يلطمه على خديه، وكلما حاول  الصبي أن يحمي وجهه بكفيه زاد الجندي الصهيوني من صفعاته، فكانت هذه المشاعر:

يا ابنَ الأفعى

يا جنديًا صهيونيًا

نهب الأرضَ

ونهب الزرعَ

ونهب الضرعْ

وداس الأقصى ... دون حياءْ

يا ابنَ الأفعى

يا جنديًا صهيونيًا

الطم هذا الولدَ العربِي

لا ترحمْهُ

فوق الخد الأيمن فالطمْ

فوق الخد الأيسرِ فالطم

لا ترحمْهُ

ولْتركلْهُ

واجعل نعلك يُدمي بطنَهْ

يَهْشِمُ أنْفَهْ

يُدمي جفنَهْ

يُورِم عينَهْ

يُسقط سِنَّهْ

هذا حقُّكْ

الطم يا ابن الأفعى أنَّى شئْتَ

فأنت الأفعى ... وابنُ الأفعى

واسأل عيسى والإنجيلْ

واقرأ جيلا يتلو جيلْ

لا تتهاونْ

فهْو يتيمٌ

مات أبوهْ

كان عظيمًا

طبعًا تجهلُ

يا ابن الأفعى

هذا النسبا:

المعتصمُ

لم يكُ يعرفُ إلا الزحف

وإلا النجدة في النكبات

ونصر الحق بحد السيفْ

وعزمٍ ملتهبِ الوثباتْ

ما أرضاه غيرُ الثأرْ

من ملك الروم الغدار

دمره ... وعموريةْ

من أجل امرأة قد لُطمتْ

 " وا  معتصما ... وا معتصماه "

 " لبيكِ ...  ياأمةَ الله "

**********

لكن المضروبَ اليومْ

في ساح الأقصى المنتهكِ

يا جنديًا صهيونيًا

ولدٌ يحيا عصرَ النكبةْ

سُحبت منه أرضُ أبِيهْ

فهو شريد ...

وهو طريد

ذلُّ الغربة في عينيْهِ

وفي...خديْهْ

ومآسيهْ ...

تحكي قصة هذا التيهْ

**********

فلتلطمه أنَّي شئْتْ

ولترْكلهُ أنى شئتْ

ليس هنالك من ينتقمُ

لا معتصمٌ ... لا معتصمُ

فلتلطمهُ

ولتلطمني

والطِمْ أيضًا شرفَ العربِي