كلاهما طهر

براء العويس

كلاهما طهر

براء العويس

[email protected]

" اعبريني أشبّك لأنداء حزنك ورداً غضيرا "

                                                عيسى الشيخ حسن

 

*****

بردى الغريب يفر من  قمر المدينة ثم يقفز في الأغاني /

يستريح على الكلام ْ .

*

بالأمس كانت في دم الشفق البعيد قصيدة ،

صَرّت معاجمها وفاضت بالرحيل........ تقول دجلة .

*

بردى يقول :

جمعت ليلي من عيون دمشق أدمنت اغترابي !

فتعللي بالأحجيات لعل غيماً من دم الغادين يلقف

قلبها فترتب الكلمات في ميقاتنا

وتخط سرّا ..

تقول دجلة :

الأرض تحصي ما تبقى من لسانٍ

والتراب محايد جدّاً

وظل الجمر أبيضْ

فتعال نخط على البياض على شواطئ حزننا .

بردى يقول :

دمشق أنت

أردتها

زيتونة الله الوضيئة

في سطوري

فاسلكيني في سرى عينيك

نجماً

ثم غيبي ..

**

تقول دجلة :

من أنت حتى ينتهي فيك ابتدائي ؟

لم تكن بحراً

لأنحر صوبه بالضوء يركض في ثيابي ..

**

بردى الغريب على ضفاف الحب قال :  

أنـــا ..

لا شيء لكني 

أحبك حين تنكرني المدينة والجمل !

*

يا دجلتا ..

هذي مآذننا

تغصّ بخوفها الملقى على شجر المغبة

وانطلت

أقمارنا في الليل شامات

تعض على خطانا ..

والأبيض الموشوم باللقيا

 يضج بدجلتي

حيناً من الكلمات ،

تلفحني بأغلفة المساء

وتهبطين على بياض الذكريات

قصيدة خضراء تكتبني مريداً

نام في عينيك

والتحف البلاد ..

*

يا دجلتا ..

هذي بلادي

وردة سلت من الهيل احتمالات البداوة

وانتهت للدمع يعزفها نحيباً في ورودي  ..

*

يا دجلتا ..

خانتك أسئلتي

ولم تولم لعينيك المساء

حملتها

كالغيم يلهث في ظلال الراحلين

والدرب تكتبنا كلمح الذكريات قصيدة لا تنتهي

والليل ذنب لا يحين

يادجلتاه

تحصّني  بالحب  يرتقنا انتصار الماء

والآتون من جمل النشيد /

فلا بلادي طاف في أحلامها

موت يجيء ليغسل السيف المضفّر بالقذى

/ والقادمون إلى المساء الغر تاهوا  في الخريطة

واستراحوا /

والعشيرة صادرت أخواتها وارتادها شجن البكاء وأثمرتني !