سارية على مفترق طرق!

د. كمال أحمد غنيم

سارية على مفترق طرق!

شعر : د. كمال أحمد غنيم

[email protected]

تلفت قليلاً

ولا تغمد السيف لحظة

وحدق بحرصٍ

لأني أراه الرصاص قريباً

غيوماً تئن و تشتاق برقاً

شجيرات غدرٍ تقود خطاها ببطءٍ ببطءٍ

فحاذر صديقي!

*  *  *

ولست أنادي الجبال الجبال!

فهذي الرياح تكسر صوتي

و تزرع في أذنيك الضلال

و تحفر بئراً...

و تصرخ فيك: تعال تعال !

فلا تنحدر نحو هذا المضيق...

و لا تنحرف نحو تلك الجبال

فقد فخخوها برعب الحريق!

فحاذر صديقي!

*  *  *

"إلى أين تمضي؟"

سؤال أراه يقارع سيفك!

إلى أين تمضي .. وحولك رومٌ

وريح السموم تحاصر قلبك؟!

وتمضغ قلب الأحبة حولك؟

وتفتح باب المزاد...

*  *  *

- براتب شهر نبيع الضمير

- ببيت صغير

- بسيارة ما عراها الغبار!

- برحلة لهوٍ!

- برتبة رمز كبير!!

*  *  *

وتنجو بأعجوبة من ذئاب الجبال

وترفع رأسك نحو السماء

أراك تحدق من قعر بئرٍ

و تأتي إليك بإغراء أنثى...

تمد يديها...

- إليها... إليها!!

أتمضي إليها؟!

ولست أنادي: إليها إليها!!

فهذي الذئاب تكبل صوتي

وتنفخ في رئتيها!!

وتعطيك صوتي على شفتيها

وينبض في مقلتيها بريقي

فحاذر صديقي!

*  *  *

ونبحث عنك بليلة عتمة

"إلى أين تمضي؟"

وهذا الظلام يلف المكان!

أتختار حلواً وتترك مراً؟!

وخلف الحلاوة ذل الزمان؟!

أتطرح هذا الجواد وتمضي أسيراً؟!

أتشكو أساك لفرخ الحمام؟!

*  *  *

تقدم... وقاوم

قليلاً من الزيت واقدح شرارك

ولكن حذار انتحارك!

ولكن حذار تمس يداك دماءك!

فهذي الكواكب رغم الظلام ستشرق يوماً...

وتأتي إليك لتحمي ذمارك...

وتأسو جراحك...

وتِشعل ناراً... وتأخذ ثارك!

*  *  *

تقدم...

ولكن لتأخذ حذارك!!

على غابة الشوك تحبو؟!

وتهمي الدموع تبل جراحك...

وتلعق شوكاً

وتمضغ صبراً

ولكن صديقي ستأكل تمراً

وتطعم تيناً صغارك!

فتفسير رؤياك يعطيك ذلك!

*  *  *

فصوب رصاصك!

وهات حريقاً وراء حريقِ

ولغم شفاه الطريقِ

وراء الجبال وعند المضيقِ

وحاذر صديقي!!

وحاذر صديقي!!