مدينة المآذن
مدينة المآذن
بوعلام دخيسي /المغرب
كما يحلو لأهلها أن يسموها ، إنها مدينة وجدة المغربية مدينة الألف سنة ،
مدينة المآذن والمساجد حيث تعد في طليعة مدن العالم من حيث كثرة مساجدها ولله الحمد وقد باتت تفوق الثلاثمائة مسجد في مدينة لا يتعدى عدد سكانها نصف المليون نسمة ، ويرجع الفضل في ذلك إلى ثلة من علماءها الأفذاذ ونسيج من المؤسسات والمراكز الإسلامية التي أصبحت تخرج أفواجا من حفظة القرآن الكريم والقراء والوعاظ من الرجال و النساء على حد سواء ، كما يرجع الفضل أيضا لطبيعة ساكنة المدينة وتمسكها بمبادئ الإسلام السمحة وأخلاقه الفضلى من كرم وعفة وحب للمساجد والقرآن ...
طـابـت يـا دار لك الألف لـك ألـف سـلام أرسـله و قـصـيـدة عشقي ألفها بـالـشـعر أتى بالنثر جثا فـألـيـنـي الطبع و دليه لـجـمـالك يا داري سحر لـو خـضت البحر أغازلك لـو جـئـت بكل الأطياف إنـي يـا دار أحـاولـهـا ذي وجـدة مـهـد الأخيار بـالـمهجة تقري الأضياف كـالـقاعة تحضن أعراسا مـن جـاء يجوب شوارعها فـيـحـط رحـاله يسكنها يـا وجـدة حربك يخسَرها يـا وجـدة سَـمْتك أجبرنا بـخـصالك جُبْتِ جوانِحنا بـبـسـالـتك ، ببساطتك وَعُـرفـت بـأنـك شامخة لـكـأنـك بـيـن مـآذنك لـكـأن جـمـيع شوارعك فـي كـل تـرابك قد مَرَغ َ سـجادا صرت لمن سجدوا مـحـرابـا فـيك بشارتنا و أذانـك يُـطرب إن رُفِع الـكـل يُـحـبـر داعِـيهِ يـدعـو لـفـلاح يُـرْدِفه يـا وجـدة طـالت أعناق تـرتـج رُبـاك لصرختهم أحـيـاءك تصدح و الوسط أحـيـيـتِ الـدين لساكِنةٍ ورفـعـتِ الـشـأن لقرآن و تـبـاهـى الناس بقراء لـمـا صـدحـوا بمزامير حـفـظ الـقرآنَ شبابُك بل من بنت الشاطئ من بعث1 مُـلِـئـوا الإيـمان وباعثه و لأهـل الذكر مجالسُ مِن يـأتـي الـزراعُ مواسمَهم وتـرى مـن حول منابرهم لـكـأنـك يـا وجـدة حج و كـأنـك دارَ الأرقـم في لو جاءك زيري 2 اليوم بكى فـتـفيض العين بما كسب أعروسَ الشرق 3 لقد وهن مـالـي عـن مَهرك مقدُرة إلا قـلـمٌ و فـم ٌ يـفـشي الـمـهـر أنـا و الدار لك و شـهـود الـخطبة أجفان فـأديـمي الوصل و موعدنا | و حـصـونك يألفها و شـغـاف القلب له ظرف قـلـم لا يـسـعفه الحرف لـيـديـن لآلـتـه العزف عـن وجهك إن عز الكشف لا يـبـطل عُقدَته الوصف لاسـتـنـفد آهاتي الجَذف شـعـرا مـا لاح لها طيف كـلـمـاتٍ يُعْوزها الحِلف و الـعـابر يشهد و الضيف و قـلـوب الناس لها تهفو و فـصول العُمْر لها صيف صـادتـه و مال به الطرف و يـقـول هواكِ له خطف لـلـوهـلة لطف أو عنف و عـفاف جمالك و العطف بـشـموع ضيوف لا تخفو بـالـدين إذا قصُرَ العُرْف بـقـبـابـك فابتدأ الزحف و قـبـابـك أمـواجٌ تطفو و بـيـوتـك فيْءٌ أو وقف لـلـه جـبـيـن أو أنـف لا يـعرف رأسك و الخلف لا زيـغ فـيـك و لا زيف كـطـيـور دان لها العزف لـرحـيـم عن عاص يعفو لِـتـشَـهّـدِه نِـعْم الرِّدْفُ وعـلـى التهليل لها عكْف فـيُرى في الصدر لنا رجْف حـاشـى لـبهائك أن يجفو فـسَـنـا أمنٌ وخبا خوف و تـبـاهى في يدك السيف مـن عـترة داوود استوفوا مـن خلفهم الناس اصطفوا و نـساءك فالتحق النصف بـعـثـوا و بأيديهم صُحْف مُـلِـئوهُ و طاب لنا الغرْف جـنـات فـلـيُجْنَ القطف فـتـلـيـن قـلوبهم الغلف حـلـقـات يرسمها الطوْف أزلِـيّ ُ الـموقف أو كهف زمـن الـغـرباء لنا تصفو مـن أجر فاض له الضِّعف وبـدار يـعـشـقها السقف مـني عضمٌ و شكا الضّعْف إلا أن يُـدركـنـي اللطف مـا دَسَّ لـلـيلتك الجوف و الـدار الألـفـة لا الألف ورمـوش تـعـشق لا تغفو أن يـصـلح كمك و الكيف | الإلف
1- اسمان لمعهدين من معاهد القرآن الكريم و العلوم الشرعية في وجدة .
2-زيري بن عطية المغراوي : مؤسس مدينة وجدة في 384ه/994م
3- مدينة وجدة هي عاصمة شرق المغرب و تبعد عن الحدود الجزائرية ب14 كلم فقط .