الغول

سمير جميل عبيد

الغول

سمير جميل عبيد /عمان الأردن

[email protected]

الضوءُ الخافتُ ليلاً

يُضخمُ صِغارَ الأشياءِ

وحفنةُ تُرابٍ

تبدو بهِ كجبلٍ

لعنانِ السماءِ يرتفعُ

وخُرْمُ إبرةٍ

تبدو كحُفرةِ موْتٍ

تنمو به وتتسعُ

فيخفقُ قلبك المسكونُ

بخوفٍ أبديٍ

ويكادُ قلبك

من الظلالِ ينخلعُ

وصدرُك يعلوا ويهبطُ

كمن مسهُ الجنونُ والهلعُ

غرسوا بكَ الوهمَ

بأن الغولَ بعتْم الليلِ يندفعُ

ولا قِبَلَ لك بهِ

شجاعاً كنت أو خرعُ

وخدعوك بوصفهم

أن الغيلانَ أقدارٌ

متى شاءت

على رؤوسنا تقعُ

فصدقتَ ما زعموا

وحصدتَّ ما زرعوا

وغدا الغولُ سلطاناً

إن انتهرَ تمضي

وإن دعاك تتّبعُ

وتُؤمنُ بالوهمِ الذي ترى

ترنو إليهِ

وبحديثٍ به اللغوُ تستمعُ

قف مُنتصباً يوماً

ترى القاماتَ

بذاتِ الضوءِ ترتفعُ

واقرأ عليه المعوذتينِ

إن كنت مؤمناً ورعُ

فإن الايمانَ والأوهامَ

ما اختلطوا إن اجتمعوا

فكلامُ الله يعلوا

وبه الأوهامُ تنقشعُ

وانفضْ الجُبْنَ عنك لمرةً

وحدّق بالغولِ ولا تخف

فإن الغولَ أساطيرٌ

من ضمن ما نسجوا

بعقلك المسكونَ واخترعوا

فلا تبالي

وبحكايا الغولِ تنخدعُ

سلّط عايه الضوءَ تعرفه

كم صغيرٌ

ذلك الذي هزه حجرٌ

وحفنةُ صواريخٍ

من ضمن ما ابتدعوا

أدمت ماقيهم

ومن جمرها فزعوا

فكيف لو كانت

دروعُ قومكَ

إليه تندفعُ

وألق وراءَ ظهرك

الشِرعةَ التي شرعوا

بمجلسٍ بهِ

افاتُ الكونِ والبدعُ

وارعَ بذرة العزِّ

في الأحشاءِ موطنها

ولا تأبه بالغولِ الذي صنعوا

وأطبق عليها

فالغيلان ليست ما ترى

بل مما فيك قد نبعوا