حكمة الجاهلين

هبة الصعيدي

حكمة الجاهلين

هبة الصعيدي

[email protected]

ألفت عيوني في الصباح الباكر

رعد المساء

 وعيون شمس

 نالها إفك الرياح

 فبدت تحملق من ثقوب السحب

 في عين البطاح

 والأرض ترسم لوحة

 سادت بها لغة النواح

 فتمزقت أحلامها

كتمزقي عند الصباح

 ذهب الصباح .

 أفل المساء .

 وبقيت وحدي

 بين أوتار الزمن

 من بين أنقاض الركام

تصاعدت روح الشجن

 تطفو علي روحي

 فتغرق شهوتي نحو الحلم

 ذهبت رياحي مع رياح الراحلين

 لتدوسها قدم الجنون

 فكذا أراد الجاهلون

 كن جاهلا أو كن طعام الجاهلين

 هي حكمة العقل السجين

 حكموا بها الثلث الأخير

 أما القرار فملكهم

 أما الخيار فحائر بين العقول 

 فتفجرت أعماق نفسي

 لا تطع من يجهلون

هذي ربا الأفاق يملؤها العلوم

روحي لها راحت

 تبلور فكرها حلم ونور

لتزيل عن قلب العلوم سوادها

 وتشق للكشف العظيم طريقها

 وتجيب في عقلي الرصين سؤالها

 فتشابكت أفكار جمجمتي علي جدرانها

 ترسل لها إشعاع فكر خبأته لغيبها

 فملئت أوراقي بجولات العلوم بأرضها

  وبحثت عن سر الحياة بجسمها

 عن فكرة

 عن ذرة

 هربت إلي فك الوحوش

 فإذا بنا في فكهم

نصغي لقعقعة الضروس

 أفلا تري في الصبح موتا للشموس

 وشراع عقل مزقته يد البسوس

 أفلا تري أوراق علمي قد تناولها العبوس

 حقا لها

أين الوجود لمعمل أو ذا خبير

 يرقي بها نحو النجوم

 فتزيل عاقبة القرون

 صدر القرار

 كن جاهلا أو كن طعام الجاهلين

 ذا ما أراد الجاهلون

 والعاقلون

 أحلامهم

 أمالهم

 تمضي بهم نحو الجنون

 في حضرة اليوم الأخير

 في حاضر الثلث  الأخير