قبس في قلب الظلام

مصطفى الزايد
قبس في قلب الظلام

شعر: مصطفى الزايد

قـف حـي دارا إلـيها هزك iiالطرب
دار تـظـل بـصـدر الكرم iiعامرة
و كـم دهـتـهـا قرون في iiنوائبها
قـد عـمـرتـهـا يد الرحمن غامرة
تـسـمـو بـمـنهج حق لا حدود iiله
كـرم يـجـود بـمـا تعيا الكرام iiبه
هـذي الـقلوب قلوب المؤمنين و iiما
قـد كـنت تعشق ذكراها إذا خطرت
مـثـلي يلام- وأهل الحب قد iiعذروا
يـا قلب ويحك هذي دار من iiخضعت
وأنـت أولـى بـهـا إذ كنت منبرها
فـادخـل مـرابعها و ارتع بروضتها
و الـزم فـإن وراء الـصـبر iiعاقبة
الـلاهـثـيـن وراء الفلس iiيخدعهم
يـجـنـونـه من دروب لا يساغ بها
فـخـل عـنـك أناسا لست تحسبهم
و اجـعـل أنـيسك من تحيا iiلطاعته
فـإن شـجـتـك هموم أو دعتك iiإلى
تـرنـو إليهم و قد طاروا بغير هدى
لا يـخـدعـنك إن ريح جرت بهمو
إن رمـت فـي أصلهم لم تلق iiمأثرة
عـزوا بـحـظ فـهانت عندهم iiقيم
و لا تـلـقـوا مـن الماضين iiمكرمة
لـم تـدر أمـتـهـم عنهم إذا عبروا
و لا أراقـوا دمـا فـي درب عزتها
و لا غـراسـا سقوا يوما و لا iiبذروا
هـم كـالـعدو إذا حانت لهم iiفرص
صـم إذا أسـمـعـوا، بكم إذا iiنطقوا
بـالـمال صاروا فإن راحت دراهمهم
ظـنـوا الـزمـان لهم أهدى iiمقالده
فـكـل إمـعـة يـحظى إذا iiقسموا
فـبـاعـدوا كـل من تسمو به iiشيم
فـالـمـخلصون لديهم كل من غدروا
و الـخـائـنـون لديهم من iiيخالفهم
ظـنـوا الحياة لهم تصفو بما iiاكتسبوا
لا يـقـسـم الرزق إلا الله لو iiعلموا
فـرعـون ضـل بسلطان له iiفطغى
و اعـتـز بـالمال قارون فما iiنفعت
و عـز نـمـرود جـبـارا فقال: أنا
فـمـات تـحـت نعال القوم iiمنخذلا
قـد سـخـر الله أدنـى جنده iiفمضى
فـالـزم هداك و دع من قال iiهرطقة
هـذا يـقـيـن أنـاس ساء iiظنهمو
لا يـعـرفـون لهم نهجا و لا iiوثقوا
إن حـل فـي ديـنـهم بأس فذا iiقدر
الـمـدبـرون إذا مـا النقع ثار iiبها
لـم يـسـمعوا نوح بغداد و قد iiندبت
ولا تـمـعـر وجـه عـندما iiشهدوا
الـغـرب زلـزلهم ما قد جرى iiفغلوا
الـمـتـقـنين فنون الجبن قد iiبرعوا
كـم يسكتون على عرض يداس و iiكم
لـو أنـهـم صمدوا لو ساعة iiمنحوا
لـو أنـهـم وقـفـوا أو أنهم iiسكتوا
جـاء الـغـزاة على خيل لهم iiسبقت
هـم الـغـثـاء فلا يرجى بهم iiفرج
فـاصبر فإن الدجى مهما استطال iiبنا
و اهجر كما هجر الماضون ما iiنكروا
لـولا الـثبات على ضعف لما iiبقيت
فـاثـبـت فـأنت بعين الله iiتصنعها


























































شـوقـا و دمعك في التاريخ iiينسكب
تـفـيـض بالنور مهما أظلمت iiحقب
فـمـا استقرت لدى أسوارها iiالنوب
فـظـل فـيـهـا سنا الإيمان iiيلتهب
فـمـا يـطـاولـها صرح iiولاسحب
هـيـهـات يـدركه في كنهه العنب
يـقـاس عـنـد ثراها خافق iiخرب
و الـيـوم أنـت لـدى جلواتها iiتثب
لـو أن قـلـبـي إلـيها شده iiالنسب
لـهـا الـقـلـوب فليست بعد تنقلب
مـن يوم قالوا بلى واسترخت iiالحجب
و كـن مـحـبا لها تظفر بما iiرغبوا
ليست لمن ركضوا عجلى ومن ركبوا
بـه الـبـريـق فـظنوا أنه iiالذهب
مـاء لـمـن ظـمئوا لو أنهم iiشربوا
مـن الأنـاس إذا مـا أزهر iiالحسب
فـالـقرب يحظى به من بات iiيقترب
مـيـل لـدنـيا عرى طلابها iiالكلب
فـكـل نـجـم لـهم في فلكه iiقطب
يـومـا فـإن تـجـاه الريح iiينقلب
تـنمى إليهم ولا هم في الورى iiنجب
لـم يـرضعوها ولا أسقوا ولا iiحلبوا
و لا سـقـتـهم بما فاضت به iiالكتب
لا جـردوا سـيفهم عنها ولا iiضربوا
و لا مـدادا و لا فـي مجدها iiخطبوا
و لا أعـدوا لـهـا خيلا و لا iiركبوا
تـحـت الظلام سروا غدرا iiلينتهبوا
لا يـرعـوون إذا مـا مسهم iiوصب
هـانـوا فـلا عـلم يعليهم و لا iiأدب
و أن فـي يـدهـم مـنه الذي وهبوا
و يـحرمون- كما ظنوا- إذا iiغضبوا
و شـوهـوا كـل حسن عندما iiغلبوا
و الـصـادقـون لديهم من لهم iiكذبوا
و ذوو الأمـانة من خانوا و من iiنهبوا
لـم يـعـلـمـو أنهم بالنار قد iiلعبوا
و الـزاعـمون رعاع عنه قد حجبوا
فـذلـلـتـه بـموج قد طمى iiالكرب
كـنـوزه يـوم أن غاصت به iiالترب
رب الـحـيـاة فذا أحرم و ذا iiأهب
عـنـد الـبعوضة هان العز و iiالغلب
وهـم الطغاة و هانوا و انجلى الكذب
الله يـلـزمـه فـيـمـا قضى iiسبب
فـهـم عـبـيد هوى أغواهم iiالرهب
يـومـا بـدرب فإن ساروا فهم iiريب
لـكـن إذا حـل في دينارهم iiصخبوا
الـمـقـبـلـون إذا مـا قسم iiالسلب
كي يسمعوا القدس حين القدس iiتنتحب
(أبا غريب) وعرض الأخت iiيغتصب
فـالصخر ينطق إذ لا تنطق iiالخشب
في الصمت حتى تعدى طوره iiالعجب
بـاتوا على الضيم شبعى مابهم iiنصب
عذرا إذا انهزموا في الحرب أو هربوا
لـو فـي جحورهم عن ساحها iiغربوا
خـيـل عـراب ترى أم أنها iiعرب
عـنـد الـبلاء و لا يهدى لهم iiعتب
فـإن شـمـسـا وراء الأفق iiترتقب
فـي الـمدلهمة تبدي ضوءها iiالشهب
سـلامـة النهج فيما قد طوت iiحقب
فـلـك الـنجاة و طوبى للألى iiركبوا