زيارة فوق العادة للخيول العربية
25حزيران2005
أ.د/ جابر قميحة
زيارة فوق العادة للخيول العربية
أ.د/
جابر قميحةألقى د. جابر قميحة هذه القصيدة في الندوة التي أقامتها اللجنة العربية لمساندة المقاومة الإسلامية في لبنان , وذلك لتكريم الشاعر, وحضرها لفيف من الشعراء والمثقفين . أما الباعث النفسي لنظم هذه القصيدة فكان على إثـْر(ما قاله أحدهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي: إن العرب قد يقطعون المفاوضات , فرد قائلا : لن يفعلوا؛ لأنهم لا يملكون عن المفاوضات بديلاً. فكانت هذه القصيدة).
سـعـيـتُ إلـيـكِ كطيفٍ سـعـيـت يمزق خطوي الضياعُ لـكـيـمـا أعـانـق فـيك الإباء وأسـتـنـشـقَ الـعَـبَق اليعْربيَّ فـيـنْـداح يـأسـي ويذوي أساي ولـكـن بـقـايـا نعاج .. عجافٍ وفـي مـقـلـتـيـك ذبـابٌ مقيمٌ ومـضـمـارك الفذ أضحى حلالا أشـاهـد كـلـبًـا عـقورًا .. به * * * فـنـامـي ونـامي، فلا الفجرُ لاح وفـي سـاحـة الهول لا النقْعُ ثار ولا "سـعـدُ" قـام يـشق الصفوفَ ولا الـرمـحُ سُـدد نـحو النحور فـلـن تـسـمعي قعقعاتِ الرماح ولا تـعـجـبـي فَهُمُو .. كفنوها وأنَّـى لـك الـيـوم أن تـنهضي ولـو قـد نـهـضتِ فما مِن غَنَاءٍ ومـا قـيـمـةُ السعي إن لم يحقق * * * فـنـامـي، فليس سوى أن تنامي ولا تـحـلـمـي بـانطلاق جليل تـعـيـشـيـن فيه ابتسامَ الصباح وعـشـبـا نـديّـا لـذيذَ المذاق ولـحـنـا يـجـود به في الربيع يـجـاوب فـيـه حفيفَ الغصون * * * وإيـاكِ أن تـصـهـلي فالصهيلُ ولا تـضْـبـحي، فالضّباحُ سيغْدو هـو الـصمتُ: أصبح أعلى مقاما وإيـاك أن تـحـلـمـي .. بالإباء فـنـامـي وشُـدّي عـليك الغطاء فـمَـنْ لـم يـنـم تاه منه الطريقُ ولا تـسـألـيـنـيَ: أين الدليل؟ ولا تـسـألـيـنـيَ أين السبيل؟ فــهـذا زمـان الـدعـيِّ الـذي وفـيـه اخـتفت مكرُماتُ الرجال وعـاش بـه الـحر يخشى الحياةَ ويـخـشـى أنـامـلَـه إنْ سـها * * * حـنـانـيـك نامي وشدي الغطاء فـإنـي رأيـت الـخـزايا تسود وقـد مـات فـي شـفتيه القصيد يـنـادَى عـلـيـه "أمن يشتريه"؟ و"طـارق شـد عـلـيـه الـوثاق ويـنـكـرَ مـا صـاغه من فتوح ويـحـنـيَ قـامـتَـه .. للدعيِّ * * * وشـاهـدتُ "حـاتـم" عند القمامةِ يـغـمِّـسُـه فـي دمـوع الهوان فـمِـنْ قـبْـلُ شُدَّتْ إليه الرحالُ فـواحـسـرتـا لأمـير الكرام!! * * * فـنـامي، ونامي , ونامي الغَداةَ.. فـسُـوَّاسـك الـيوم غرقى المنام ذريـهـم نـيـامـا، ففي نومهمْ.. فهم إن صحَوا ـ لحظة ـ يُـرْكبوا ولا يـكـتـفـون بـهذا القبول .. ولـيـس لـهم غيرُ أن يُـرْكبوا.. وراكـبـهـم .. كان في أرضِنا.. وسـارَ بِـهـم يـستبيحُ الحرام.. يـمـيـلـون فـي ذلـةٍ وانكسارٍ ولـو شـاء وجَّـهـهـم .. لليمين تُــبـارك كـفَّـاهُ أقـفـاءَهـم ولـو شـاء داسـهـمـو بـالنعال نـسـوا مشهدَ الرَّوْعِ في النازلاتِ يَـروْن الـتـنـازل طـبعَ الكرام * * * خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه!! ولـو جُـمِـعَ الـعـارُ حتى يُقاسَ أأبـكـي عـلـيكِ؟ أأبكي عليهم؟ ولـو شـئـتُ.. لن أستطيعَ البكاء فـقـد نـفـدَ الـدمـع من مقلتيَّ ومـن يـبْـكِ صـار عَدوَّ النظام وأمَّـا الـنـقـابـيّ ـ يا ويلَهُ ـ * * * خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه!! بـعـهـدٍ.. يـغـايـر عهد الدعيِّ ونـهـتـفُ "يـا خيلَ ربي اركبِي" و"سـعـد" يـعـود يشقّ الصفوفَ ويـسـحـق سُـواسَـك الخائنين متى ـ يا خيولُ ـ متى ـ ترجعينَ |
جريحٍكـسـيـرَ الـفـؤاد حـزينًا عليلا ومـا غـيـرُ شـوقي إليك الدليلا وأتـلـوَ سِـفْـر عُـلاك الـجليلا وعـزمـا عـنـيـدا ومجدًا أثيلا ولـكـنـنـي لـم أجـدْكِ الخيولا مـفـكـكـةِ الـعزم تحْكي الطلولا لـيـمـتـصَّ منك البريقَ الأصيلا لـمـن يـبـتـغيه، وقد كان غِيلا وذئـبًـا حـقيرًا .. وضبعًا هزيلا * * * ولـيـلـك يـبدو طويلا .. طويلا ولا "خـالـد" جـاء يـحمي القبيلا لـيـجـعـل جيش الأعادي فلولا ولا الـسـيـف عاد حساما صقيلا ولـن تـسـمـعي لسيوفٍ صليلا بــأغـمـادِ ذل أبَـى أن يـزولا وإنـي أراك كـثـيـبًـا مـهيلا؟ وسـعـيـك مـا عـاد يُجدي فتيلا إبـاءً وضـربـا يُـروِّي الـغليلا * * * ومـا عـدْتِ تـمـتـلكين البديلا يَـرُودُ الـسـنـا والذُّرا والسهولا وشـمـسُ الأصيلِ تناجي الخميلا وريـحـا رخِـيّـا وظلاً .. ظليلا خـريـرُ مـيـاهٍ جـرت سلسبيلا وتـغـريـدَ حـسّـونِـها والهديلا * * * سـيـحرمُك العشبَ عرضا وطولا إذا مـا ضـبحت .. دمًا أو عويلا وأجـدى مَـرامـا وأقْـومَ قـيـلا فـإن الإبـاء .. غـدا مـسـتحيلا كـثـيـفًا .. كثيفًا .. ثقيلاً .. ثقيلاً ونـال مـن الـكـرب حظًا وبيلاً فـقـد خـدع الـقـومُ عنك الدليلا فـإنـيَ أيـضـا ضـللتُ السبيلا بـه حَـرَمـوا الحرَّ حتى الرحيلا وأنـكـر كـلُّ خـلـيـلٍ خـليلا ويـخـشى المماتَ ويخشى المقِيلا فـتُـرديـهِ غـدْرا بـخـنقٍ قتيلا * * * ولـو كـان نـسج الغطاء الوحولا وشـاهـدت "عـنـتر" عبدًا ذليلاً عـلـى جـلده السوط يهوى مهولا ويـدفـع فـيـه الـبخيس القليلا يـعـذب فـي الـسجن حتى يميلا وحـقـق فـيـهـا انتصارًا جليلا ويـتـركَ "لُـذْريـقَ" كيما يصولا * * * يـنـشـد فـيـهـا فـتاتًا هزيلا وقـد كـان بـالفضل بَرًّا وَصولا لـيُـقْـرِي الـجياعَ، ويأسو العليلا وقـد بـات يـسـأل نـذلاً بخيلاً * * * ونـامـي الـليالي، ونامي الأصيلا رأيـتُ الـمـخـازي عليهم سُدولا تـنـام الـمـظالم .. عنا .. قليلاً ويُـبـدُوا لـمن يَركبون .. القبولا فـيـهدونه ـ بعدُ ـ شكرًا جزيلا فـقـد سُـلِـبُوا عِرضَهم والعقولا ـ وما زال ـ لصًا .. بغيًا .. دخيلاً مُـذِلاً بـهـم نـجْدَنا .. والسهولا إذا شـاء ـ في صَلَفٍ ـ أن يميلا كـذا لـلـيـسار .. عقورا صئولا فـصـارتْ لـكفيه تَحكي الطبولا ولا يـسـتـحـي فوقهم أن يبولا وكـيـف يَـسُـلّـون سيفًا صقيلا وخـوضَ الـمـعاركِ غدرًا وبيلا * * * لـقـد أصـبـح العار خُلْـقا نبيلا بـعـارهـمـو كـان عارًا ضئيلا أأبـكـي عـلـيـنا البكاءَ العويلا؟ فـحـتـى الـبـكاء غدا مستحيلا ومـجـراهـما جَفَّ عن أن يسيلا و "مـزدريـا".. لا يراعي الأصولا فـعَـدُّوهُ "مـخـتـرِقًـا" أو عميلا * * * أجـيـبـيـ: متى تملكين البديلا؟ نـعـيـش بـه الانـتصارَ الجليلا ويـرجـعُ خـالـدُ يـحمي القبيلا ويـجـعـل جـيش الأعادي فلولا ومـن عـاش نـذلاً جـبانًا جَهولا كـما كنتِ - مِنْ قبلُ حقًا - خيولا؟ |