في الموت أسباب الحياة

صالح أحمد

في الموت أسباب الحياة

شعر: صالح أحمد

[email protected]

هيا صديقي ..

لا تمت عَبَثًا ...

وقم بايِع على بَذل الحياةِ...

فهكذا تزهو الحياة .

  (.....)

عبثٌ صديقي ..

لن تهبَّ الريحُ فيما تَشتَهي .

فكُن لها نِدًّا تُصافيكَ ..

كذا طَبعُ الحياة !

  (.....)

وانهض أخي ..

لا .. ما أرادوكَ بخيرٍ ...

إذ رَجوكَ لِنَومَةِ الأمَدِ الطَّويل .

ضَمِّد جراحَكَ وانتَصِب ..

أشعِل لِنارِكَ ... والتحِف شمس الشروقِ ...

مُؤَذِّنًا .." الله أكبر "..

ينثَني زَحفُ الذِّئابِ ...

وينـتَشي صفوُ الحياة .

  (.....)

هيا صديقي ...

لا تَسِر في الظِّلِّ ..

إنَّ الظِّلَّ مَنفاةُ الحياة .

  (.....)

أسرِع وشاركني أتونَ الحادِثاتِ...

ولا تَهُن ...

أو تَنحَني ...

لا تنتَظِر مَددًا سوى مَددِ السماءِ...

وضُمَّني ...

إغسِل بِنزبِك أجفُني ..

علّي أراكَ...

ولا يرى المجروحُ أكثَرَ من دِماه..!

  (.....)

في مَوقِفٍ صرنا ...

وقد ذابَ المكانُ ...

ذوى الزّمانُ ..

لنَلتَقي ..

مُستَهدَفَينِ ...

لنا السلاسِلُ.. والجَحافِلُ... والمَعاقِلُ.. والمحافِلُ ...والقنابِلُ...

 والمَشانِقُ... والمخانِقُ... والمشاعِرُ... والمشاعِلُ...

والشِّفاهُ المُطبقاتُ على تضاريس الحياة.

  (.....)

هيا صديقي ...

لا تمَت عَبَثًا ..

وقُم سابِق إلى شَرَفِ الحياة.

  (.....)

وَهمٌ أخي ..

لا.. لن يَكُفَّ الذِّئبُ عن نَهشِ الشِّياه .

  (.....)

فانهَض أخي ..

واضرِب على أُذُنَيكَ..

لا تَسمَع غَطيطَ النّائمينَ ..

 ولا صَدى أحلامِهم .

واصعَد الى فجرِ الصِّراعِ تُلاقِني ..

دَمعي يُكَفكِفُ أدمُعَك...

نَزفي يُضَمِّدُ مَذبَحَك ..

صوتي يُعانِقُ أنَّتَك ..

رَعدًا يُزَلزِلُ في الحياة ...

غَيثًا .. فما نامَ التُّقاة.

  (.....)

عُذراً أخي !

قُدسي تُناديني...وقلبي عندَكم

ضاقَ المَكانُ..؟

سنَلتَقي ...

في منبَع الجرحِ الذي يروي حَنيني .. وحَنينَكَ للِّقاء.

أملِكُ مَوتي ...

فاٌنتَصَبتُ أريدُهُ.

عَبَثًا تُراوِدُني الحياةُ عنِ الحياة..

   (.....)

عُذرًا أخي ..

فجري يناديني ...وقلبي عندَكم .

ضاق الزَّمانُ ...؟

سَنَلتَقي ...

في مطلعِ الفجرِ الذي ينسابُ من جُرحي وجرحِكَ...

فانتَشَيتُ... أريدُهُ .

عَبَثًا تُزاحِمُني الخُطوبُ ...

ودونَها صبري وصبرُكَ ..

أدرَكَ الحُرُّ مُناه .

  (.....)

عُذرًا أخي ..

قدسي تناديني ...

وجُرحُكَ يَرتَجيني ..

والحنينُ يَشُدُّني .

ضاعَ اٌتجاهي ..!

حَيثُما وجَّهتُ وجهي ..

ألتَقي بعضي يُناديني ...

لتَلتَحِمَ الشَّظايا... والبَقايا... والحَنايا..

ضَيَّعَ الصَّمتُ مَداه.

   (.....)

صبرًا أخي ...

قد ماتَ قومُكَ...

أو ذَوَت أحلامُهم ..

لا... لا تُصَدِّق قَولَهم..

لا تنتَظِر إقدامَهم ...

وانهض لمَوتِكَ باسِمًا من دونِهم .

حرًا أخي بايِع على بَذلِ الحياة ..

إنّي أرى في الموتِ أسبابَ الحياة .