أمراً كانَ مفعولا..
12أيلول2009
هاني عبد الجواد
أمراً كانَ مفعولا..
هاني عبد الجواد
سـائـل بـه.. فالهوى قد بات سـائـلْ بـهِ.. فـله الأرواحُ قد زُهِقَتْ فـالـموتُ لم يرضَ غيرَ الروحِ وردتهُ مـارسـتُ مـن قـلقِ الأشواقِ معتزلا إذِ اخـتـصـرتُ بـها الأكوانَ أجمعها حـتـى احـتـرقتُ بها والنار تأكلني إنّـي أحـبّـكِ لا شـيءٌ يـؤرقـنـي مـاذا تـبـقّـى بـعـمري كي أقدّمَهُ ولـمْ تـواري هـوىً في القلبِ أحملهُ يـا لـيـتَ مـا كانَ لي القربانُ مقربةً فـلـتـقـتـلـيني بلا عقل ولا وأسفٍ مـا كـنـتُ أرجـو هـوىً إلّا ليقتلني فـلـتـقـتـلـيني بلا عقلٍ ولا أسفٍ وأنـتِ مـائـدةٌ لـي في الهوى وهدىً والـشـعـر مـنـكِ كتابٌ رحتُ أقرأهُ قـد جـئـتِ لـي حُلُماً في ليلِ مرتحلٍ حـدائـقٌ, وسـمـاءٌ كـالزجاجِ سنىً مـقـاعـدُ الخشبِ الملأى بمن عشقوا حـتـى يـجيءَ خريف الحبِّ في كدرٍ عـامٌ يـمـرُّ عـلـى عـامٍ وذاكرتي قـد ضـقـتُ بالكونِ لمّا رحتُ أذرعهُ مـن أنـتِ؟ مـا السرُّ؟ في كوني معلقةٌ فـإنْ أتـيـتُ إلـيـهـا سـائراً بهدىً ربّـي بـحـكـمـتِـه أعـلى به قسماً فـمـا رأيـتُ فـتـىً مـثلي بحيرتهِ كـأنّـمـا لِـيَ فـي الـتـاريخِ فلسفةٌ كـلّا وربّـكَ لـم أفـهـمْ لـهـا لـغةً وكـلَّ أسـطـورةٍ عـلـمـاً وفـلسفةً فـمـا أقـولُ سـوى أنّ الـهوى قدرٌ فـمـا مـرورُكِ فـي قلبي سوى أجلي | مسؤولاعن كلِّ من عشقوا بـ (النظرةِ الأولى)* وعُـلِّـقَـتْ فـي جـبينِ الحبِّ إكليلا ومـا لـسـنّـتـهِ تـلـقـونَ تحويلا وكـانَ قـلـبـيَ مـنذُ العشقِ معزولا وخـلـتـهـا بـيـدي في الغارِ قنديلا فـكـنـتُ والـنـارُ أكّـالاً و مأكولا حـتـى عـنـادكِ أسـتـحليه معسولا وقـد رأيـتُ جـمـيـعَ الشيءِ مبذولا أكـنـتُ هـابـيلَ حتى صرتِ قابيلا؟ ولـيـتَـهُ لـم يـكـنْ لـلـه مـقبولا هـل كـانَ قـتلُ الهوى للنّاس معقولا؟ مـا أكـرم الـحـبّ إنْ أرداكَ مقتولا يـكـفـيـنـيَ القتلُ عمّا شئتِ تمثيلا نُـزّلـتِ مـن جـنّـةِ العشّاقِ تنزيلا فـكـانَـتِ الـعـيـنُ للأشعارِ جبريلا مـا الـحـلمُ إلّا صدى ما كانَ محمولا والـغـيـمُ نـشّـفـه إذ كـانَ مبلولا لـمْ تـحـتـوينا.. فعاد الحبُّ مخذولا فـويـلُ قـلـبـي مـن ذكراكِ أيلولا كـمـنْ سـألـتـهـمُ شيءً فقالوا: لا عَـرْضاً أضيق به - بالفكرِ- أو طولا مـثـل الـنـجومِ أخذتِ الضوءَ مدلولا وجـدتُ عـنـه مـكـانَ النجمِ منقولا وفـعـلُـهُ لـمْ ولـنْ يـحـتاجَ تعليلا مـا إنْ يرَ الحبَّ يُعرِضْ في النوى ميلا وأنـمّـا الـقـلبُ يرضى عنك تأجيلا وقـد فـهـمـتُ عـدا الـقرآنِ إنجيلا ومـا فـهـمـتُ لصمتِ الحبِّ تأويلا ولـن تـرى لـجـمـود الحبِّ تبديلا (لـيـقـضـيَ اللهُ أمـرا كانَ مفعولا) |

