يا صاحبي
يا صاحبي
ابن الفرات العراقي
[email protected]يـاصـاحـبي شَهقَ النَّدى ..لجفَاكا
واسـتـأثَر الوجعُ المريرُ عوَالمي
وأَبـت تَـجـئُ إلـى رِثاكَ قصيدةٌ
إنّ الـحـيـاةَ لَـرِحـلةٌ ..مجْهُولةٌ
* * *
ياصاحبي كيفَ السبيلُ وكيف لي ؟
كـذّبْـتُ سَـمُعي وأنثنيتُ مُصَدِّقاً
شَـهْـرانِ يـشـتعِلُ العراقُ بفتنةٍ
فـمـنَ الـشمالِ إلى الجنوبِ مآتمٌ
أنـى الـتـفـتَّ تَـسَلَّقَتْ حيطانَنا
أكَـذاك تـرْحَـلُ ما آنثنيتَ مودِّعاً
وَلـمَنْ على شَظفِ الحياةِ وَعُسْرِها
عـانـىَ لأجْـلِ سَعَادةٍ تحيا .. بها
ولأَجْـلِ أَنْ تـغـدو وفـيكَ مباهياً
عـامـانِ يـنتظرانِ منكَ ..لأَوبةٍ
شـيـخانِ قدْ أَكَلَ الزمانُ ظهورَهم
حـتـى اذا حـانتْ وكنتَ ضحيَّتةً
فـالـنـورُ أنتَ وهم يرَوْنَ بضوئهِ
يـاصـاحـبـي .حَمَّلْتَ عبئَاً أنفساُ
حَـمـلْـتَ أهَـلكَ في دِماكَ وَبيْنما
كـم مـرةٍ فـيـها رَجَوْتكَ ..طالباً
سَـرَقَـتـكَ بهْرَجَةُ الحياة وسحرُهَا
لـكـنْ و لـلـهِ الـمـقَدَّرِ ..أمرُهُ
يـا صـاحـبـي أَنا ما أَتيتكَ رَاثياً
مـاذا يـقـولُ بسَاعةٍ ...محمُومةٍ
وَيـقـيـمُ فـيـهِ اللهُ عدْلَ جزائهِ
وبـهـا تُـحـاججُ يا شهيدُ عُصَابةً
َوسَـيـسـأَلـونَ دِمَاكَ تفْغُرُ شَهْقَةً
فـلـهـدْمُ بـيـتِ اللهِ أَهوَنُ عِندَهُ
فـلـكـمْ أَسَـالـوها دماءً ..حُرَّة ً
فـي ذِمـةِ الله الـكـريـم وحفظُهُ
أغْـمَضْتُ عيني كي أراكَ لِبرهَة ٍ
* * *
يـاصـاحبي . يا أَنتَ ياألفَ الصَّبا
أنـتَ الـقر يبُ إِليَّ من دون المَلا
أدنـى إلى نفسي غدوْتَ و في دمي
والله مـا صَـابَ النوى في سَهْمِِهِ
ماذا ترى أوْصَيتَ إِذْ حضرَ الرَّدى
ماقلتَ _ يا صَبْرَ الكر يم على البَلى
أَوَ كـنـتَ فـيـها بالشهادةِ ناطقاً
شـاءَ الـقـضاءُ وما نشَاءُ فحكمُهُ
فـلـكـمْ أتـيتك زائِراً . . ومحدثاً
ولـمـنْ أزُورُ تـغزُّ بَغْدادُ الهوى
وإذا مَرَرْتُ وضاقَ صدري شارعاً
وبـكـلَّ مـا يدْعُو الخشوعُ أشَمُّهُ
والـكـاظـمّـيـةُ فيه ظَلَّ مقَامُكُمْ
مَـنْ لـي ومَنْ أشْكوْه كُلَّ مواجعي
ما ذا غنِمْتَ سِوى جراحاتِ الأسى
خـلّـفْـتَ والـدَك الـشقىَّ موسَّداً
فـاهْـنـأْ بأنكَ ما تركْتَ إلى الشّقا
فـلـقـد غدوْتَ من الذنوبِ مبرَّ أ ً
رفـقـاً بـأهلِكَ يا رباح فقد وَهَى
أرثـيـك يـا مـنْ قد فقدْتُ إخاءَهُ
إنَّ الـرثـاءَ أتـى دلـيـلَ موَدّتي
إنـي أَرَى هـذي الـحـياةَ شقية ً
ضاعَفْتَ لي وَجَعي .أهجْتَ مكامني
عَـزّ يـتُ نفسي إذْ فَقَدتُكَ صَاحِباً
مـنْ أيـنَ لي ذاكَ الطبيبُ إذا دَهَا
أَنـت الـحـكيمُ وكمْ طَلَبْتُ شِفاءَه ُ
غـالـتْكَ في البلدالجريح ِ عصَابة ٌ
لـو كُنتَ تَسمَعُ لأَرتحلْتَ وصحبةً
قـتـلـتْ بنيها _بينما .. غُرباؤها
فـسَـدَتْ نـفوسٌ بل وجرَّدَ طَبْعُها
سَـرَقـتْ نهاراتِ الضحى ببلادِنا
أمّـا الـضـمائِرُ غَرْغَرتْ مجبولةً
حَـنـقـوا وهـمْ قد بوَّأوك مكانةً
لـكـنْ ولـلأَفـعـى نعُومةُ مَلمَسٍ
فـالـمـوتُ خاتمَةُ الفتى في عمرِهِ
أَفْـنَـيـتَ عُمرَكَ جاهِداً وَمُوَاصِلاً
وَمـيـمـمـاً شطرَ العَليلِ تزورُهُ
فـغـداً سـيَـجْمعنا رَباحُ المُلتقى
مـنْ دارِنـا دَاراً لـقِيتَ وَصُحْبَة ً
فـارْحَـلْ وَفـارِقْ هذِهِ الدُنيا وُفُزْوبـكـى شَـذا النّوار فيهِ ..وَرَاكا
وَعَـصَـت حـروفي بالبكا..تَنْعاكا
مـامُـتَّ ..لا بَلْ في العيونِ رؤاكا
وبـهـا هُـوَ الرحمنُ عدَّ..خُطاكا
* * *
أنـي وقـد بـعـدَ المزارُ أراكا ؟
لـمـا سـمـعْـتُ منَ النعيِّ أخاكا
حـاكـوا لها ..إذْ أتقنوا ا الأشْراكا
عـمـتْ إلـى غربِ البلادِ دِراكا
قـطـعٌ ،وتـنـعى الغادرين بذاكا
تـلـقـي الـسلامَ .لِمَنْ دِمَاهُ سَقاكا
وبـمـا يُـعـاني رُغمَ ذاك ..نَمَاكا
وَتـقـيـمُ مـنْ أَوَدِ الـحياةِ دُناكا
بـيـنَ الـرِّجـالِ وما وَفيْتَ لذاكا
يـا أيـهـا الـمـغدورُ بعْتَ أَباكا
فـاحْـدَوْدَبـتْ حـتى تريكَ مُناكا
أَلـقـيْـتَ فـي أعْبائِهم ...أعْبَاكا
مَـنْ ذا ؟ وقد سَرَقَ الجفَافُ شذاكا؟
فـيـهـا الـضّيَاعُ يلفُّ ما أَقساكَا
لـلـنـاسُ تـجزلُ بالطّريفِ يداكا
مِـنْ أنْ تـعودَ إلى ضِفافِ صِباكا
وهـوى الـجمال إلى هَوَاهُ صَباكا
مَـنْ قـد يـكونُ بما يكون ُ فَداكا؟
لـكـنـنـي أرْثـي الذي ..أَدماكا
وإلـى الـحـسـابِ تجرُّهُ أُخراكا
وتـجـيءُ تـحـمـلُ للدماءِ هُناكا
قـتـلـتكَ ظلْماً . فاعتَصِمْ بعُرَاكا
مـاذا جـنـى فَـقـتلتمُوهُ ..لِذَاكا
مِـنْ أنْ تـراقَ على الترابِ دِماكا
لـبـسَ الـثرى لوْنَ النجيعِ رِداكا
يـاصـاحـبـي فاهْنأْ سُعدْتَ تَراكا
كـيـف الـذي في غدْرِه ِجازاكا ؟
* * *
يـامَـنْ غـدا نَـبضُ الفؤادِ هواكا
قـلـبـي ومـا يَـوْماً أحبَّ سِوَاكا
يـا صِـهْرَ روحي يا جُعلْتُ فِدَاكا
قَـلـبـاً.كـقلبي باحْتمالِ . . أذاكا
وَبـمـا بـهِ أَحْسَسْتَ حينَ دَعَاكا ؟
شُـلَّـتْ يـدُ الـجاني الحِمَامَ سَقَاكا
وَجَـعَـلْـتَـها التسبيحَ قبلَ رَداكا
جـارٍ ، وَلـوْلا شـاءَهُ . .أَبـقاكا
فـلـمـنْ أزورُ وذا الترابَ طواكا
والـقـبُـر لا أَدْريـهِ أينَ حواكا ؟
فِـلـهُ أُسَـلـمُ حـيثُ كنتَ هُناكا
بـابَ الـعـيـادةِ فيهِ رَسْمُ خُطَاكا
أثـراً ،يُـخَـلـدُ للزمانِ وَفاكا ..
وَ لِـمَـنْ أقـصُّ إذا طغَتْ أعْداكا
وسـوى عـذابٍ فـيهِ جَر بلاكا ؟
لـلـهـمَّ .يـأكـلُ جانحُيْهِ شَجَاكا
تـبـكـي وراءَ ك ، عُمْرَها أبنْاكا
واللهُ فـي ثَـوْبِ الـجـلالِ كَسَاكا
جـلـدٌ وزادَ مـعَ الـزمانِ عَناكا
وِلـكـمْ كـرِهْـتُ بانْ أقولَ رِثاكا
وَمَـحـبـتـي عانيتُ منكَ وَرَاكا
زدْنـي عـضـاتٍ يا رَباحُ عَسَاكا
والـخـطـبُ خَطبك ما أجلَّ نَوَاكا
وَتـركْـتَ كـالأتـونِ فـيَّ لظاكا
عَـيـنـي العَيا ولمَنْ أَرومُ سواكا
كـم كـانَ غـيـري طـالباً إياّكا
ولـكَـمْ لـهـا أسْـديتَ مِنْ يُمْنَاكا
عـافَـتْ بـلاداً أنـكـرَتْ مأواكا
حـكـمَتْ _ واتخمت الدُّنا إِشْراكا
ولـكـم أعـانت في البَلى السَّفَّاكا
وتـطـاولَـتْ بـعَـدَائِـها النُّسَّاكا
حِـقـداً ، وكـمْ أشـفيتَها مرْضاكا
عَـزَّتْ عـلـيـهِـمْ ، حبُّهُم زكَّاكا
قَـلـبَـتْ عـلـيكَ بما ترِيدُ أذَاكا
مـنْ بـعْـدِ جـهدٍ يستبيحُ رَجَاكا
لـلـخـيـرِ تـعْملُ حامِلاً أَعْباكا
ومـعـانـقـاً هـذا تـريِدُ وَذاكا
فـي سـاعـةٍ فـيـها يطولُ لِقاكا
خَـيـراً ، وإِنـا كـمْ نـريدُ فِكَاكَا
فـي جَـنـةِ الّـرضوَانِ تِلكَ مُنَاكا